Lodaer Img

اللدغة أسبابها وأنواعها وطرق علاجها

 

       كرم الله سبحانه و تعالى الانسان بخصية النطق والكلام عن باقي الكائنات. فالكلام من أهم السبل الاتصال بين الفرد والفرد الاخر. وهي وسيلة للتعبير عن المعاني و المشاعر والانفعالات  والأفكار وكذلك يستعملها الانسان عبر الزمن للحفاظ على الحضارة و التراث، و أيضا لتطوير ونقل العلم وتقدم الحضارات. ولهذا فإن موضوع اللغة و الكلام و النطق من المواضيع الهامة التي شغلت العلماء و الأطباء والباحثين في مجال علم النفس و التخاطب والمجالات التربوية. حيث اجتمعوا على أن عامل اللغة والكلام من اهم الخصائص المؤثرة على النمو العقلي والفكري والاجتماعي والنفسي عند الفرد.

      والطفل هو فرد من المجتمع، فهو من سيعمل على استمرارية تطور بيئته ومجتمعه وحضارته. واللغة هي صفة من صفاته التعبيرية و الوجودية، ونموها على أسس سليمة ضروري لضمان نمو عقلي، نفسي، اجتماعي، تربوي سليم و كل خلل في احدى منظومات نمو اللغة عند هذا الطفل قد تؤثر سلبا على مشواره الدراسي و التربوي و العملي و الاجتماعي.

     ففي السنوات الأخيرة، عرف الميدان الطبي، والتربوي النفسي نهضة في مجال نمو اللغة و النطق و الكلام عند الأطفال و كذلك زاد الاهتمام في البحوث حول الاضطرابات النمائية و الامراض المتعلقة باللغة والنطق و الكلام. فقد أصبح مجال التخاطب من المجالات الأكثر شيوعا في وطننا العربي أصبح الاهتمام بالنمو اللغوي و اضطراباته عند الطفل من الأولويات في المجال التربوي، والعلمي والنفسي و الطبي في مجتمعنا. فأصبحنا نشهد اهتماما متزايدا عند الآباء و الأطر التربوية حول النمو اللغوي للطفل و العمل على كشف مبكر للمختلف الاضطرابات المتعلقة به و المساهمة في إنجاح الخطط العلاجية المرسومة لكل خلل.

    في هذا البحث، سنتطرق لأحد الاضطرابات المتعلقة بهذا المجال حيث تعتبر اللدغات من العلل  الأكثر شيوعا في علم التخاطب . ولكن قبل الخوض في الموضوع، سنتطرق الى تعرف على المفاهيم العامة في مجال التخاطب ومختلف الاضطرابات المتعلقة بنمو اللغة و الكلام و النطق.

 

مفاهيم عامة في مجال علم التخاطب:

1/- مفهوم علم التخاطب:

       علم التخاطب هو أحد فروع الطب الحديث الذي يختص بالتعامل مع المرضى الذين يعانون من اضطرابات في نمو اللغة وعيوب الكلام وعلل الصوت. وهو تخصص شبه طبي ينطوي تحت مظلة التأهيل اللغوي الذي يقوم بمعالجة جميع الاضطرابات المتعلقة بجهاز الكلام واللغة والبلع والتي يتدخل فيها عدة أجهزة وأعضاء كالدماغ والحنجرة والجهاز التنفسي والفم والبلعوم وحتى المريء.

       ويعمل اخصائي التخاطب على تقديم طرق فحص وتشخيص خاصة باضطرابات اللغة وكدا وضع خطط علاجية تكميلية تتدخل فيها في غالب الأحيان عدة تخصصات تأهيلية وطبية ونفسية هدفها العمل على توفير جميع المؤهلات العلاجية من أجل نتيجة مرضية وفعالة لدى المريض.

       وتشمل اضطرابات التخاطب نطق الأصوات اللغوية واللغة والصوت واضطراب الفصاحة واضطراب البلع.

       وكما ذكر سابقا، سوف نتطرق إلى أحد تلك الاضطرابات، وهي اللدغات، ولكن قبل التحدث عن هاته العلة وجب علينا تسليط الضوء حول تعاريف أساسية في هذا المجال ومعرفة الآليات الفيزيولوجية والعضوية المتدخلة في النظام اللغوي وإنشاء الكلام وكذا تصنيف مختلف الاضطرابات المتعلقة بنمو اللغة والكلام والنطق عند الطفل.

 

 

2/-تعريف اللغة:

         اللغة في لسان العرب هي الكلام غير المعقود عليه. وفي التعريفات المعجمية العامة هي وسيلة للتعبير عن الأفكار. كما عرفت على أنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم. كما يمكن أن تكون على شكل مجموعة من الرموز المكتوبة والمنطوقة والتي تندرج ضمنها عدة قواعد تعطيها معنى معين.

        فاللغة إذن وسيلة للاتصال والتخاطب بين الناس وهي سبيل التفاهم بينهم.

3/- تعريف الكلام:

        الكلام نحوا هو اللفظ المفيد فائدة يحسن السكوت عليه ويشترط فيه أن يكون لفظا أي صوتا مركبا من كلمتين أو أكثر ويكون مفيدا تام الإفادة وأن يكون يدل على معنى من المعاني المحددة بقواعد نحوية معينة.

       وعلميا، يعرف الكلام بأنه وضيفة او سلوك يهدف الى نقل المعاني إلى الغير، والتأثير عليهم بواسطة رموز والتي قد تكون كلمات، أو رموز رياضية، أو إشارات، او نغمات، أو ايماءات. وعلاوة على كون الكلام وسيلة اتصال بين الفرد وغيره، فإن له علاقة كبيرة بالعمليات العقلية والفكرية و السلوكية.

4/- تعريف الصوت:

       هو اهتزازات مرئية أو غير مرئية يحدثها جسم ما، تنتقل بواسطة الهواء إلى الأذن الإنسانية على شكل موجات صوتية.

       ويعرف الصوت اللغوي كأثر سمعي يصدر طواعية واختيارا عن تلك الأعضاء المسماة أعضاء النطق. فهو صوت، لكنه خاص، لكون من يحدثه ويكون السبب في تلك الذبذبات هو جهاز النطق عند الانسان.

 

5/- جهاز النطق عند الانسان:

يتكون جهاز النطق عند الانسان من عدة أعضاء وهي:

  • الرئتان
  • القصبة الهوائية
  • الحنجرة
  • الأوتار الصوتية
  • الحلق
  • التجويف الأنفي
  • الخيشوم
  • تجويف الفم والذي يتكون بدوره من:

  1. اللسان
  2. اللهاة
  3. الحنك الأعلى
  4. الأسنان
  5. اللثة
  6. والشفتان.

            هاته الأعضاء هي المسؤولة عن انتاج الكلام عن طريق فيزيودينامكية يمكن تلخيصها في مرور الهواء من خلال الحنجرة أسفل الأحبال الصوتية فتصدر عن ذلك أنغام صوتية بمرور الهواء القادم من الرئتين والذي يحدث اهتزازا فيهما ليشكل موجات صوتية منتجة بعد ذلك صوتا خاما يكون أساسا للتخاطب اللفظي.

رسم توضيحي لمكونات جهاز النطق عند الانسان
رسم توضيحي لمكونات جهاز النطق عند الانسان

 

6/- مخارج الحروف وصفاتها:

     يعرف مخرج الحرف كمحل الخروج وموضع ظهور الصوت وتميزه من غيره من الأصوات، إذ المخرج يحدث فيها حبس الهواء أو تضييق المخرج بحيث يحدث الصوت الذي نسمعه. وهذه المخارج موزعة على المدرج الصوتي الذي يمتد من الحنجرة الى الشفتين.

    وتنقسم مخارج الحروف العربية إلى:

  • الشفوية: وهي التي تخرج من الشفتين { م – ب – ف}
  • الذلقية: و تخرج من طرف اللسان مع اللثة العليا {ن – ل -ر }
  • اللثوية: تخرج من طرف اللسان مع جدور الثناية العليا { ذ – ث – ظ}
  • النطحية: وتخرج من طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا { ت – د – ط}
  • الأسلية: و تخرج من طرف اللسان مع أطراف الثنايا السفلى { ز – س – ص}
  • الشجرية: تخرج من طرف اللسان وما يجانبه من الحنك الأعلى { ض – ش- ج}
  • اللهوية: وهي التي تخرج من اللسان مع ما يحاديه من الحنك الأعلى { ك- ق}
  • الحلقية: وهي التي تخرج من الحلق { خ – غ – ح – ع -ه -ء}
  • الهوائية: { ى – ا – و }

 

 

 

7/- العوامل المؤثرة على الأطفال في عملية النطق:

تتعدد الأسباب المؤدية إلى اضطراب النطق باللغة هذه الاضطرابات تجعل الطفل يعاني من النطق السالم للحروف ومعظم هذه الأسباب و العوامل تكون راجعة إلى مشاكل عضوية و أخرى ذات طابع نفسي، تربوي و اجتماعي. 

ويمكن تلخيص هاته العوامل كما يلي:

  • العوامل العضوية الفيسيولوجية: نذكر منها حالات التخلف العقلي، اضطرابات التكوينية الوراثية، تشابه زمرة الأبوين، تناول أدوية خلال الحمل، التهابات منطقة بروكا ، اختلالات في الجهاز العصبي المركزي، اضطرابات في الأعصاب المتحكمة في الكلام، تشوهات أو اضطرابات في أحد أعضاء النطق كالعيوب الخلقية مثلا.
  • العوامل النفسية والوجدانية: وهي العوامل التي غالبا ما تؤدي إلى معظم هذه الاضطرابات اللغوية والعيوب الكلامية كالقلق والصراع والصدمات النفسية والمخاوف وعدم الشعور بالأمن والطمأنينة.
  • العوامل البيئية والاجتماعية: تعود هاته العوامل إلى التنشئة الأسرية والمدرسة أساليب العقاب الجسدي.
  • العوامل الحسية الادراكية: هناك علاقة واضحة في ضعف القدرة على الادراك والخلل في العمليات النفسية الأساسية وعليه فالسمع مثلا هو ضروري جدا في نطق الكلمات نطقا صحيحا واستعمال اللغة استعمالا سليما.
  • العوامل المدرسية: وهي الأساليب المدرسية الغير التربوية كاستخدام وسائل القمع و الاستبداد و العنف و التي تتسبب في عقبات في التطور النفسي و التعلمي و اللغوي للطفل.

8 /- اضطرابات النطق وأمراض الكلام:

                   تعتبر اللغة وسيلة مهمة للتواصل الاجتماعي والتعبير عن المشاعر والأفكار كما قمنا بذكره سابقا. وتعتبر طلاقة اللسان من مستلزمات الشخصية الناضجة المتكاملة. لكن، قد يمنع هذه الطلاقة اضطراب يصاب به المتكلم. ويمكن تقسيمها إلى:

       أ/-ا ضطرابات النطق:

    وهي أخطاء كلامية تنتج عن أخطاء في حركة الفك و الشفاء و اللسان، او عدم تسلسلها بشكل جيد و مناسب. ومن الواضح أن الأطفال في سن الطفولة المبكرة تختلف لغتهم بشكل واضح عن لغة البالغين. وهي تتميز بلدغات مختلفة، وتدل معايير النمو على أن الطفل العادي يستطيع أن يتخلص تماما من العيوب اللغوية ما بين سن الرابعة  و السادسة، و إن لم يتخلص منها بعد هذا السن كان ذلك اضطرابا. ن ان

    

    ومن مظاهر اضطراب النطق نذكر:

  • التشويه أو التحريف: يتجسد في نطق الصوت بطريقة تقربه من الصوت العادي غير انه لا يماثله تماما، فيتضمن بعض الأخطاء و الأصوات المعينة.
  • الحذف: ويتمثل في حذف الطفل لصوت او عدة أصوات من الأصوات التي تتضمنها الكلمة. وبالتالي نجد الطفل ينطق جزءا من الكلمة فقط، هنا يصبح كلام الطفل غير واضح أو غير مفهوم.
  • الابدال: وهو اصدار صوت غير مناسب بدلا من الصوت المنتظر أو المرغوب فيه كاستبدال السين بالشين أو التاء. وتبدو هذه العيوب أكثر شيوعا مما هو ملاحظ بين الأطفال الأكبر سنا.
  • الإضافة: يتضمن هذا الاضطرابات إضافة صوت زائد إلى الكلمة وقد يسمع الصوت الواحد وكأنه يتكرر

ب/- اضطرابات الكلام:

يمكن تلخيص اضطرابات الكلام فيما يلي:

  • اللجلجة: وهي احتباس في الكلام يعقبه انفجار للكلمة بين شفتي الطفل بعد معاناة تتمثل في حركة ارتعاشيه. وتعتبر طبيعية بين عمر الثانية والخامسة. بعد ذلك تحتاج إلى برنامج علاجي، نفسي، وكلامي. ومن أشكالها:
  • تكرار الحرف أو الكلمة عدة مرات.
  • التوقف المفاجئ والطويل قبل نطق الحرف أو الكلمة ثم نطقها دفعة واحدة.
  • إطالة النطق بالحرف قبل النطق الذي يليه.
  • التأتأة: وهي عدم الطلاقة في سيولة الكلام بشكل يلفت النظر، والمتأتئ يكرر حرفا أو مقطعا بشكل لا ارادي مصحوبا باضطراب في التنفس وحركات غريبة في اللسان، مما يسبب له الخجل والارتباك والعزلة. ومن الشائع أن تصيب الذكور أكثر من الاناث.
  • اللدغة: وهي استبدال حرف بحرف، ومرد ذلك عامل التقليد أو وجود تشوهات في الفم، أو اللسان، أو بسبب عوامل نفسية، أو اجتماعية. وسوف نتطرق في هذا البحث الى أسباب، أنواع وطرق علاج هذا الاضطراب.
  • السرعة الزائدة في الكلام: نتيجة عدم وجود تناسق بين الناحية العقلية والناحية اللفظية.
  • تأخر الكلام: هو اضطراب ينجم عن عدم تمكن الطفل من نطق الكلمات بطريقة جيدة خاصة المركبة منها، فالطفل لا يمتلك القدرة على نطقها بصفة جيدة، إضافة إلى عدم تمكنه من تنظيم الأصوات والمقاطع داخل الكلمة او اكتسابه لذلك متأخرا. إذ أن هذا الاضطراب يرتبط كثيرا باكتساب اللغة، والطفل المتأخر في الكلام يجد صعوبة في نطق بعض المقاطع الصوتية داخل الكلمة، كما يجد صعوبة في التتابع الزمني لهاته الأصوات داخل كلمة واحدة.
  • الحبسة: هي مجموعة من الاضطرابات المرضية التي تخل بالتواصل اللغوي دون عجز عقلي خطير. وهي تصيب مقدرتي التعبير والاستقبال للأدلة اللغوية المنطوقة أو المكتوبة معا، كما يمكن أن تصيب احدى المقدرتين فقط. ويرجع سبب هاته الاضطرابات الى إصابات موضعية في النصف الأيسر من الدماغ عند مستعملي اليد اليمنى.
  • عسر الكلام: يتمثل في عدم التحكم بإنتاج الكلام الارادي نتيجة عدم القدرة على التنسيق بين الجهاز العصبي والعضلي مثل حالات الشلل الدماغي.

ت/-اضطرابات الصوت:

     ويقصد بها الاضطرابات اللغوية المتعلقة بدرجة الصوت من حيث شدته أو ارتفاعه أو انخفاضه أو نوعيته. وتظهر آثار هاته الاضطرابات اللغوية في الاتصال الاجتماعي مع الاخرين.

 

 

اللدغات:

 

 

     لعل اللدغة من المشكلات التي تتراءى في مجتمعنا من المشاكل الساذجة والسهلة، وعلى غرار ذلك تتساهل وتقابل الأسر هذه الظاهرة بشيء من الفتور والعوز الصحي عند إصابة أحد من أفرادها. والواقع يثبت أن المتكلم قد يصاب ببعض العوارض النطقية المكتسبة والعضوية، مما يجعلنا نصفها على أنها ظاهرة مرضية.

     وسوف نتطرق فيما تبقى من هذا البحث إلى تعريفها، ومعرفة أسبابها وأنواعها وكدا العمل على وضع النقاط الرئيسية لعلاجها.

1/-تعريف اللدغة:

       اللدغة لغة، من لدغ أي عدل الحرف إلى غيره واللادغ هو من لا ينطق الراء أو يعدلها غينا أو لاما. ويجعل الصاد فاءا، ويحول السين إلى التاء، وهو الذي في لسانه ثقل فلا يبين كلامه، وقصر لسانه عن موضع الحرف ولحق موضع أقرب حرف إليه.

     واصطلاحا، أن هو تعديل حرف إلى آخر وعرفها بعض الباحثين على أنها إبدال موضع الصوت بموضع يقاربه مخرجا وفشل جهاز النطق في تحقيق كيفيته، فيستحيل عن موضعه لمقصد أصلي أو طارئ كتوتر أو تمدد أو خلل في أي جزء من أجزاء جهاز النطق مما يتسبب في انسحاب الأصوات عن مواضعها ومجاريها إلى مجرا آخر.

 

2/- أنواع اللدغات:

من أشهر أنواع اللدغات نذكر:

 

 

     أ/- اللدغة السينية:

السين { س} صوت احتكاكي سني لثوي مهموس يصدر الصوت من مقدمة اللسان وهي صوت امامي واستمراري بالإضافة لكونها صوت ساكن.

وتنسم اللدغات السينية الى:

  • اللدغة السنية الأمامية: فيها يصدر صوت سين ثاء. والسبب، خروج اللسان بين الأسنان. {س تنطق ث}
  • اللدغة السينية الجانبية: فيها يصدر السين شينا. والسبب، خروج الهواء من جانب اللسان بدلا من الأمام. {س تنطق ش}
  • اللدغة السينية البلعومية: فيها يصدر صوت السين خاء أو هاء. وهنا تكون اللدغة شبيهة بالخنف ولتفريق بينهم يتم اغلاق الأنف فإذا ما تم نطق السين تكون لدغة بلعومية وإذا لم تنطق فتكون خنف. {س تنطق خ أو ه }

ب/- اللدغة الرائية:

        يكون ناتجا عن سبب عضوي كرابط اللسان أو الشفة الأرنبية أو شق سقف الحنك. كما يمكن أن يكون سببها مشاكل سلوكية.

        واللدغة الرائية أنواع يمكن تلخيصها كما يلي:

 

       ت/- اللدغة الخلفية الأمامية:

اللدغة الخلفية الامامية تخص الأصوات التالية: ك – ج – ق- غ – خ

هذه الأصوات في صورتها الصحيحة تنطق لسانية أي أن مؤخر اللسان يلمس الجزء اللهائي الرخو من سقف الحلق و الشخص الذي يعاني من هذه اللدغة يخرج هاته الأصوات من مخرج آخر فتتبدل بأصوات أخرى.

ويقوم الطفل المصاب بهذه اللدغة ب:

 

 

 

 

3/- أسباب اللدغات:

يمكن تقسيم أسباب اللدغات

أ/- الأسباب العضوية:

نذكر منها:

  • رابط اللسان:

يكون طرف اللسان ملتصق بباطن الفم عن طريق زائدة لحمية تسمى اللجام اللساني مما يؤدي إلى إعاقة اللسان عن الحركة بشكل طبيعي حيث يؤثر على عدة وظائف من أهمها النطق.

هناك نوعان في التصاق اللسان:

  • التصاق لساني تام
  • التصاق لساني جزئي

 

  • شق سقف الحلق:

     يرجع ذلك إلى خلل أو عيوب تحدث بسبب عدم التئام عظام أو نسيج الحلق. مما يترتب عليه اندفاع الهواء عبر الأنف وهو ما يخلق مشاكل أثناء الكلام.

 

  • عدم تناسق الأسنان:

للأسنان أهمية لا تقل عن باقي أعضاء النطق.

فعندما تكون الأسنان غير متطابقة أو مكسرة بسبب نقص الكالسيوم أو لم تطلع يتوقع حدوث نطق غير سليم للأصوات وخاصة أصوات: س – ش – ص

 

  • عدم تطابق الفكين:

       يلعب الفكين دورا مهما في عملية إطباق الأسنان بصورة كاملة وبذلك تتمكن أعضاء النطق بالقيام بعملها ولذلك فإن عدم تطابق الكفين يؤثر بشكل سلبي على وضوح الصوت

 أمثلة:

            أ/- بروز الكف مما يؤدي إلى حدوث خلل في عملية إطباق الأسنان وبالتالي خلل في الأصوات

            ب/- عدم القدرة على التحكم في عضلة الفك كالإصابة بالشلل يعوقه عن ممارسة النطق والكلام.

  • الشقة الأرنبية:

الشقة الأرنبية عبارة عن شق أو تشوه خلقي يحدث في الشفة العليا ونادرا ما يحدث في الشفة السفلى أو الشفتين معا كما يمكن أن يكون مصاحبا بشق في الحلق أو اللهاة ويعتبر هذا التشوه من تشوهات الوجه الشائعة جدا.

 

 

ب/- الأسباب الوظيفية:

  • الدلع الزائد:

          تحدث اضطرابات النطق نتيجة لدلع الأهل الزائد للطفل بمعنى أنه ينطق الصوت بشكل خاطئ وعدم تصحيح الأهل له والفرح بالنطق الخاطئ مما يرسخ في ذهنه أن هذا هو النطق الصحيح ويجعله يستمر بالخطأ.

  • التقليد والمحاكاة:

       أغلب اضطرابات النطق تحدث نتيجة تقليد الأب والأم للطفل أو محاكاته أصحابه أو أحد إخوانه

  • السمع الخاطئ:

    السمع الخاطئ كذلك هو أحد الأسباب التي تؤدي إلى لدغة وظيفية وكذلك تعلم الخطأ للصوت هو من أهم أسباب اللدغة الوظيفية

 

4/- تشخيص اللدغات:

        يتم تشخيص اللدغة من قبل أخصائي تخاطب حيث يلاحظ أن المريض لا يستطيع نطق صوت واحد أو صوتين على الأكثر، وفى حالة وجود ثلاثة أخطاء بالأصوات المختلفة (شرط أنها ليست من عائلة واحدة) لا تعتبر هذه الحالة لدغة ولا يتم تشخيصها بأنها لدغة.

       بل يتم تصنيفها تحت فئة أخرى من العيوب التخاطبية وتصنف ضمن اضطرابات اللغة، مثل: ضعف السمع، أو تأخر بالنمو اللغوي.

 

5/- علاج اللدغات:

    في هذه الفقرة سنتحدث عن علاج اللدغات في مرحلة أولى حسب أنواع اللدغات. ثم، سوف نتطرق بعد ذلك إلى سبل العلاج حسب الأسباب المؤدية للدغات.

      أ/- سبل العلاج حسب أنواع اللدغات:

  • اللدغة السينية الأمامية:

يمكن أن نلخص طرق علاج اللدغة السينية كما يلي:

  • غلق الأسنان وطرف اللسان ويضغط على منبت الأسنان السفلى مع خروج هواء بسيط وصغير بين الأسنان
  • وضع خافض في فم الطفل ويطبق عليه الأسنان مع التدريب يتم إزالة الخافض ويتم تعديل الحرف
  • تمارين النفخ لضبط مسار الهواء
  • تمارين اللسان والشفاه وسقف الحلق
  • العلاج أمام المرآة ويتم تعريف الطفل كيفية نطق الحرف مفرد ثم اللعب بالصوت في خلال الحركات مثل: سا – سو – سي
  • اللدغة السينية الجانبية:

    يتم علاج اللدغة السينية الجانبية بتحويل اللدغة الجانبية إلى لدغة سينية أمامية أي خروج الهواء من الأمام بدلا من الجانبين ومن ثم معالجتها كلدغة سينية أمامية.

  • اللدغة السينية البلعومية:

        من بين طرق علاج اللدغة السينية البلعومية يمكن أن نذكر:

  • يتم غلق أنف الطفل عند نطق السين حتى يستوعب مكان خروج الهواء
  • تدريبات النفخ والشفط
  • نغلق أنف الطفل ويتنفس من فمه بعمق

 

  • اللدغة الرائية:

يمكن تلخيص الطرق العلاجية للدغة الرائية فيما يلي:

  • يتم فحص أعضاء النطق والفكين والتأكد من عدم وجود رابط اللسان وعند وجود رابط للسان يتم التدخل الطبي
  • تحويل حرف الراء الى حرف اللام ويكون عن طريق رفع اللسان باستخدام الخافض لسقف الحلق من الأمام ولمس أطراف الأسنان ويتم نطق حرف اللام : ليمون، ليلى… ثم يتم التثبيت.
  • بعد تحويل اللدغة الرائية الى لام بدلا من الياء يكون تحويلها إلى الراء بسيطا
  • التدريب أمام المرآة ومحاولة معرفة مخرج حرف الراء الصحيح ونطقه وملامسته لمنابت الأسنان العليا وعند نهايتها يتكرر.
  • كذلك نأخذ يد الطفل ونضعها على الحنجرة ونقوم بنطق الصوت ررررررررر، ليشعر بالاهتزازات في الحنجرة.
  • اللدغة الخلفية الأمامية:

من بين طرق علاج اللدغة الخلفية الأمامية نذكر:

  • تدريبات النفس.
  • تدريبات اللسان.
  • تدريبات لغوية بحيث يسمع الطفل الأصوات بالنطق الصحيح.
  • الاستعانة بمرأة أثناء التدريب حتى يقارن الطفل بما يقوم به المدرب من حركات أثناء النطق.

ب/- سبل العلاج حسب الأسباب المؤدية للدغات:

          كما ذكرنا سابقا، يمكن أن تنتج اللدغات عن أسباب عضوية وأخرى وظيفية. فالعلاج إذن، سيكون مرتبطا بعلاج السبب وراء اللدغة.

  • رابط اللسان:

العلاج الوحيد لرابط اللسان هو الجراحة حيث يقوم الطبيب الجراح بتحرير اللسان عن طريق قطع الزائدة اللحمية.

 

  • شق سقف الحلق:

يكون العلاج كذلك عبر الجراحة لالتئام الأنسجة معا أو تركيب حنك صناعي لمنع مرور الهواء إلى الأنف.

  • الشفة الأرنبية:

      لعلاج الشفة الأرنبية كذلك لابد من تدخل جراحي لعالج التشوهات ويكون ذلك بتدخل وتعاون مجموعة من الأخصائيين كطبيب الأسنان طبيب الجراح وطبيب الأنف الأذن والحنجرة …….

  • الأسباب الوظيفية:

لعالج المشاكل الوظيفية لابد من تعديل السلوك بالإضافة إلى تعديل اللدغات حسب نوع اللدغة.

    د/-الخطوات العشر لعالج اللدغات:

       يجب مساعدة الطفل على إخراج الأصوات التي يواجه فيها مشاكل في النطق بالتدرج الآتي: { مثلا حرف السين}

1/- إخراج الصوت منفرد مثل:  سْ

2/- اخراج الصوت في مقطع مثل: سا – سو- سي. 

3/- اخراج الصوت في تشكيلات مثل: ساسا – ساسو- ساسي – سوسا – سوسو- سوسا – سيسا – سوسي -سيسي

4/- الاشتغال على الصوت في أول كلمة.

5/- الاشتغال على الصوت في وسط الكلمة.

6/-الاشتغال على الصوت في آخر الكلمة.

 7/- الاشتغال على الصوت في جمل قصيرة كلمتين، فثلاث كلمات، ثم أربع كلمات……

8/- الاشتغال على الصوت في قصة قصيرة فيها الصوت س.

9/- الاشتغال الصوت في حوار مفتوح مع الطفل.

10/- تعميم الصوت وتثبيته في كلام تلقائي

    

 

       تعتبر اللدغات من أمراض الكلام الأكثر شيوعا عند الأطفال. وتتعدد أنواعها و أسبابها و معرفتها أساسية لوضع خطة علاجية مناسبة للطفل المريض و تمكينه من نطق سليم مما يجعل تواصله مع غيره أسهل ويمكنه من التخلص من معيقات قد تكون سببا وراء اضطرابات قد تعيق النمو النفسي و الاجتماعي لهذا الطفل.

 

الكاتب :-

الاسم : أمينة تعباني 

المهنة : مربية أطفال ذوي قدرات خاصة

 

Comments are closed.