Lodaer Img

علاج كثرة التفكير

علاج كثرة التفكير

علاج كثرة التفكير يبحث عنه الجميع، حيث إن التفكير المفرط يسبب العديد من السلبيات على الصحة النفسية للأشخاص، لذا تظهر ضرورة العلاج، والتفكير الزائد هو تكرار نفس الفكرة وتحليلها من أكثر من جانب مختلف حتى لو كانت خيال، وقد تكون تلك الأفكار من الماضي ومر بها الزمن وأدت إلى زيادة الشعور بالخوف والتوتر، مما سبب مشكلة في الاندماج مع الحاضر.

علاج كثرة التفكير

يوجد بعض الحلول الفعالة في علاج تلك الأفكار الزائدة، منها:

1/ كن أكثر وعيًا للأفكار التي تطرأ على ذهنك

يمكن علاج كثرة التفكير بواسطة زيادة وعي الفرد حول الأفكار، وما يسببها، وتأثيرها السلبي، لا سيما أن هذه الأفكار تحدث لا إراديًا، بمعنى أنه يصعب التحكم فيها، لكن يمكن تحديدها لمعرفة كيفية التعامل الصحيح معها، لذلك عند التفكير في أي فكرة سلبية، يمكن تدوينها على ورق وتحديد التالي:

  1. المشاعر السلبية المسببة لهذه الفكرة.
  2. كيف التصرف المناسب عند التفكير بهذه الفكرة؟
  3. لماذا تسبب الفكرة الشعور بالخوف والقلق؟

بعد كتابة تلك الأمور، يجب البَدْء في إيجاد الحلول، على سبيل المثال، عند الفشل بقيام عمل شاق، قد ينتج عنه بعض التخيلات المزعجة مثل: “أنا أحرجت نفسي أمام المدير” و “أنا لا أستطيع أن أنجح في عملي”. بينما لعلاج كثرة التفكير يتم استبدال هذه الأفكار بغيرها تحتوي على إيجابية سيكون ذلك أفضل، مثل: “ليس من المهم ما حدث لي، جميل أني اكتسبت مهارات جديدة” و “إنني أحاول جاهدًا وبإذن الله أصل في نهاية الأمر”.

2/ غير نظرتك إلى الأشياء

أغلب الناس يتوقعون السيئ أولًا، لذا يؤثر التفكير السلبي على التفكير الإيجابي، وعلاج كثرة التفكير يكمن في تغيير طريقة الفكر، ورؤية الأشياء من جوانب مختلفة، مثلًا قبل الإقدام على فعل عمل ما أو التفكير بالمشكلة التي تحدث، يمكننا التفكير في الفوائد والمكاسب التي تتحقق عند العمل بها بالشكل المطلوب.

  • تمارين التنفس.
  • الاقتناع أن الكمال لله وحده.
  • الاعتماد على الواقع والبعد عن التخمين.
  • الاسترخاء والتأمل في الطبيعة، وفي الوقت نفسه يقوم بتفريغ عقله من الأفكار.

ومن الضروري في علاج كثرة التفكير أن ندرك أن هذه الأفكار ليست واقع، وهذا يعود على كل فرد ورغبته في اعتبار هذه الأفكار حقيقية أو السيطرة عليها واعتبارها خيال.

إضافةً إلى ذلك فإن التجارِب السابقة يمكن النظر فيها في حال التفكير الزائد، واستجواب الذات عن ما إذا كانت المشكلة تستحق كل هذا التوتر والقلق أم لا.

3/ اشغل نفسك

عند استغلال الوقت بأداء الأنشطة المختلفة، أو بتعلم مهارات متنوعة، يفيد ذلك في التخلص من التفكير المفرط، وقد تختلف حسب اهتمامات كل إنسان، ومنها:

  1. تعلم هِواية جديدة مثل: الرسم، الكتابة.
  2. ممارسة الرياضة.
  3. الاشتراك بأعمال ونشاطات تطوعية مثل: الذَّهاب إلى الجيم، أو النادي.

الانشغال بفعل هذه الأمور مفيد جدًا في علاج كثرة التفكير، ويحمي من التفكير السلبي، لكن في الغالب قد يجد بعض الناس صعوبة في التأقلم مع أنشطة مشابهة بسبب الخوف الذي تتركه هذه الأفكار وعدم القدرة على التركيز في أي شيء آخر.

وعليه يمكن تخصيص بعض الدقائق للتفكير في تلك الأفكار المسببة لهذا القلق، أي يتم مواجهة القلق من خلال كتابة وتحليل هذه المشاعر على ورقة، من ثم تمزق الورقة بعد انتهاء الدقائق، بعدها يتم الذَّهاب للقيام بالأنشطة اليومية المختلفة.

يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن: هل مريض الوسواس القهري يشفى

عوامل التفكير المفرط

ومن العوامل التي تجعل الشخص يعاني من كثرة التفكير ما يلي:

  1. ضغوطات الحياة الصعبة: مثل التجارِب الثقيلة التي تركت أثر سيء على نفسية الفرد.
  2. اضطراب الشخصية: مثل الوسواس القهري.
  3. اضطراب النفسية: مثل القلق والخوف.
  4. المثالية الزائدة: ينتج عنها تفكير زائد، لذا من المهم علاج كثرة التفكير الناتج عنها.
  5. توقعات عالية: في أغلب الأحيان يضع الناس توقعات عالية نحو المستقبل، ويحاولون وضع خطط ورسم سيناريوهات مختلفة لتحقيق الهدف.

كيف يؤثر التفكير الزائد على صحتنا؟

أشار أحد الأخصائيين بأن هرمون الكورتيزول تنتجه أجسامنا حينما نفكر كثيرًا، ومع مرور الوقت يخسر الجسم طاقته ويؤدي إلى الشعور بإرهاق، مما يسبب ضعف في الجهاز المناعي، وبالطبع يعرضنا للعدوى والإصابة بالأمراض.

وأضاف قائلًا: أن التفكير الزائد يسبب القلق، الذي يؤثر على الجهاز الهضمي محدثًا التالي:

  • عسر الهضم.
  • اضطراب الشهية.
  • مشكلة في القولون العصبي.

علامات التفكير المفرط

من العلامات التي تظهر نتيجة التفكير الزائد في الأمور، التالي:

  • الشعور بالقلق لوقت طويل بشأن الأشياء الذي يصعب السيطرة عليها.
  • صعوبة في النوم، لذا ينبغي علاج كثرة التفكير لتحسين النوم.
  • نوم متقطع.
  • أسئلة متكررة.
  • عدم القدرة على اتخاذ القرار.
  • الشك في القرارات.
  • صعوبة التركيز في الحياة بسبب القلق الناتج عن التركيز في المستقبل.
  • الخوف من أخذ قرار خاطئ.
  • الندم المتكرر.
  • الشعور بالإجهاد.
  • يعاني الشخص من إرهاق عاطفي وعقلي.
  • التفكير بالسلب.

يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن: ما هو الوسواس القهري ocd

ماذا إن كان لديك تفكير زائد بشكل يومي؟

إذا كنت تعاني باستمرار من التفكير الزائد غير المبرر بخصوص:

  • المال.
  • الأسرة.
  • العمل.
  • المدرسة.
  • الحياة عامة.
  • أو أي أمر.

قد تعاني من اضطراب القلق العام “Generalized anxiety disorder”، وهذا الاضطراب يجعل يومك كأنه حالة من الفزع والخوف، لذلك لا تترك نفسك هكذا وقم على الفور بزيارة الطبيب النفسي لعلاج كثرة التفكير، حتى لا تتفاقم حالتك.

الأمراض النّفسيّة التي تُسبب التفكير الزّائد

وهذه الأمراض تشمل:

  • اضطراب القلق.
  • اضطراب الوسواس القهري “OCD”.
  • اضطراب يحدث بعد الصدمات “PTSD”.
  • اضطراب الطعام.

هل التفكير الزائد مرض نفسي؟

لا، ليس مرض نفسي، برغم أن أعراضه من الأمراض النفسية مثل:

  • الاكتئاب.
  • اضطراب القلق.

وفي العموم إن التفكير المفرط يُقال أنه يرتبط باضطرابات القلق العامة “GAD” الذي يعاني بها المصاب وتسبب له القلق والتفكير في أمور كثيرة.

أضرار كثرة التفكير

يؤثر كثرة التفكير على الحياة، لأنه يسبب أشياء كثيرة تؤثر على نواحيها، ولكثرة التفكير أضرار عدة، وهي:

  • الشعور بصداع متقطع.
  • إرهاق جسدي.
  • عدم الراحة.
  • التشاؤم.
  • نظرة سلبية تجاه الآخرين.
  • العصبية، وهي الأكثر شيوعًا، وينبغي علاج كثرة التفكير لتجنبها.
  • تضخيم المشكلة نتيجة الشعور بالغضب في أي موقف.
  • عدم الثقة بالنفس.
  • ضعف الدراسة.
  • عدم التركيز في العمل.
  • توتر العلاقة الاجتماعية بالأشخاص.
  • قلة النوم.

علاج التفكير الزائد بالتأمل

التأمل له فوائد عديدة على الصحة النفسية ويمكن الاستفادة من التأمل الواعي ” mindfulness meditation”، حيث يساعد على التركيز في الحاضر فقط، ونسيان أحداث الماضي، وصرف الخوف من المستقبل.

ولكي يتم علاج كثرة التفكير، يمكن التدريب على هذا التأمل الواعي عن طريق تخصيص بعض الدقائق يوميًا في مكان هادئ وخالي من البشر، وملاحظة البيئة المحيطة، مثلًا يركز في رائحة المكان، سماع الأصوات، التنفس بعمق ويتم تحويل الوعي كله تجاه عملية التنفس، واستشعار كيفية تدفق الهواء داخل الجسم.

ولا يفوتنا أن ننوه أنه من الطبيعي حدوث شرود بالأفكار، لكن المهم عدم إصدار الأحكام على تلك الأفكار لعدم الخوف أو التوتر، من ثم العودة إلى عملية التنفس مرة أخرى وهي طريقة فعالة في علاج كثرة التفكير.

ويمكن فعل ذلك خلال القيام بالنشاطات الأخرى، على سبيل المثال، عند التحدث مع شخص فيجب التركيز في كلامه، والانتباه إذا شرد الذهن، والرجوع إلى التركيز في الحديث مجددًا.

ويمكن أيضًا تطبيقها عند تناول الغذاء، حيث يركز على نكهة الطعام أو أهمية العناصر بداخله، كل ذلك بدلًا من التفكير في الأمور السلبية التي تدفع إلى كثرة التفكير.

يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن: مدة علاج الاكتئاب البسيط

علاج كثرة التفكير وقت النوم

يوجد العديد من الطرق التي تساعد الفرد، من أبرزها:

1/ تنظيم الوقت

عدم إتمام أعمال اليوم قد يدفع الشخص للشعور بالتوتر، وبالتالي زيادة التفكير، لذا فإن تنظيم الوقت يقلل من كثرة التفكير وما يشغل العقل بالتفكير في اليوم التالي.

كما يساعد تنظيم الوقت في النوم المبكر والاستيقاظ مبكرًا وعلاج كثرة التفكير، وبناءً عليه يتم ضبط ساعة بيولوجية الجسم على أوقات محددة لفعل كل شيء.

2/ البعد عن مُحدِثات الأرق

مثل الكافيين، فهو يحفز الجسم على اليقظة مما يؤخر من النوم، لهذا السبب ينصح الخبراء بتجنب شرب الكافيين في الثلاث ساعات ما قبل النوم.

كما أن الأطعمة الدسمة تسبب الإمساك لصعوبة هضمها، ويوجد أطعمة تسبب غازات البطن، كل ذلك يصعب من فرص النوم.

3/ روتين قبل النوم

يعتبر من أفضل الحلول التي تسهل النوم هو وجود طقوس خاصة، على سبيل المثال:

  1. أخذ حمام دافئ يعزز الدورة الدموية قبل النوم.
  2. قراءة الكتب المفيدة.

حينها يتعاد الجسم على فعلها، ويرسل الدماغ الإشارات للجسم بأنه مستعد للنوم.

4/ الذهاب إلى السرير مبكرًا

حدد وقتك للنوم، ومن ثم اذهب إلى الفراش قبل ساعة أو نصف ساعة من النوم، حيث تأخذ وقتًا كافيًا في التفكير دون أن تؤثر على وقت نومك وهو فعال في علاج كثرة التفكير.

5/ الكتابة

وجود مذكرة صغيرة بجانب فراشك تعتبر من الأفكار الجيدة ولكن يغفل عنها الكثير، فإنها تمكنك من تسجيل ما تفكير فيه وما تريد فعله، بالأخص لو جاءتك فكرة مفاجئة، وتعد مثالًا هامًا في علاج كثرة التفكير في أثناء الذَّهاب للنوم.

كما أن تدوين ما يسبب لك الخوف والقلق، سيجعلك ترتاح وتتخلص من الأفكار السيئة التي تعيق من نومك.

6/ تمارين التنفس بعمق

تلهي الدماغ عن الفكر في أي أمر، وتساهم في الشعور بالهدوء والاسترخاء النفسي، ويكون التنفس من البطن بدلًا من الصدر، وملاحظة علو البطن عندما تتنفس من الأنف، ثم تقطع النفس لثواني معدودة وإخراج هواء الزفير من الفم، وتفعل ذلك مرارًا.

في الختام، إن كثرة التفكير ليس مشكلة مرضية، بل هي حالة ناتجة من تعرض الفرد لانتكاسة في حياته، ربما تصل بعض الحالات إلى الوسواس القهري، ومن هنا يجب زيارة طبيب نفسي لإعطاء الدواء المحفز للدماغ على التقليل من الأفكار وعلاج كثرة التفكير مبكرًا.

واستخلاصًا لما سبق،  فلا داعي للقلق ولكي تقي نفسك من الدخول في مراحل أصعب، حاول جاهدًا التغلب على كثرة الأفكار واشغل نفسك بفعل المفيد، وانظر حولك وامضي في طريقك ولا تجعل أي موقف سيء يؤثر بك و يوقفك عن إكمال باقي الطريق، تفاءل بالخير تجده في كل مكان يمر عليك.

One Reply on “علاج كثرة التفكير

Comments are closed.