Lodaer Img

مفهوم تأخر نمو اللغة

تأخر نمو اللغة

 

لاشك أنه في العقود الأخيرة ظهرت عوارض وحالات مرضية جديدة عند الأطفال، منها ما يمكن تحديد أسباب مباشرة له، وأخرى لها أسباب خفية وغير معروفة.

ومن بين هذه الظواهر والأعراض المرضية ما يطلق على تسميته (تأخر نمو اللغة) والذي أصبحت رقعة انتشاره أكثر اتساعا من ذي قبل…

و الحديث عن هذا الموضوع يقتضي تحديد مفهومه و أسبابه و متعلقاتها..

محاور البحث

تأخر نمو اللغة
تأخر نمو اللغة
  1. مفهوم تأخر نمو اللغة.
  2. شكل و تأثير تأخر اللغة على الأطفال.
  3. أسباب و مسببات تأخر نمو اللغة.
  4. أساليب و مناهج تساعد في احتواء هذه الحالات.
  5. طرق علاجية تساهم في التعافي.
  6. تطوير مهارات المعالج نحو اللغة.

مفهوم تأخر نمو اللغة DLD

هو عدم القدرة على اكتساب اللغة بشكل صحيح و كذا نطق كلماتها و استعمالها كشكل من أشكال التواصل الأساسية في الحياة.

  • و هذا ينتج عنه خلل عند من يعاني من هذه الأعراض بحيث يصبح العمر اللغوي أقل من العمر الزمني، فنجد شابا في الثامنة عشر من العمر له مستوى لغوي لطفل في الثالثة أو الرابعة من العمر.

و نتيجة لهذا العارض يصبح إدماجه في محيطه و التواصل معه بشكل صحيح أمرا صعبا، بل شبه مستحيل.

شكل و تأثير نمو اللغة DLD

يظهر في عدم القدرة على النطق الجيد و استعمال اللغة كشكل حضاري أساسي من أشكال التواصل، وبالتالي يصبح الشخص الذي يعاني من تأخر نمو اللغة غير قادر على الاندماج و التواصل الصحيح مما يجعله عالة في محيطه.

أسباب تأخر نمو اللغة DLD

من بين الأسباب الوجيهة، أسباب نفسية قد يسببها المحيط والبيئة التي يعيش فيها المريض، وقد يسبب ذلك الإهمال وقلة التواصل السليم والعزلة أو الاحتجاز.

  • مشاكل بالجهاز النطقي أو خلل في صحة أو سلامة الدماغ.
  • أعراض التوحد، بحيث أن من يعاني من هذا الأمر، يعاني بشكل موازي من ارتباك في النطق والانضباط ويتسبب هذا بشكل مباشر في تأخر نمو اللغة.
  • شلل دماغي أو إعاقة عقلية وأي إصابة قد تحدث تراجعا في ذكاء هذا النوع من الأطفال، وهذا سبب وجيه لتأخر نمو اللغة.
  • كما أن هناك أسبابا غير مباشرة كفرط الحركة وتشتت الانتباه الذي قد ينتج عن عوامل في المحيط الذي يعيش فيه أو أي أسباب غذائية أو صحية، وهذا قد يساهم في تأخر نمو اللغة.

أساليب ومناهج تساعد في احتواء هذه الحالات

قبل ذلك يجب إيجاد طريقة فعالة تمكن الطفل من اكتساب اللغة بشكل سليم والعمل على تجنب المعوقات، وتوفير متطلبات النجاح مع هذه الحالات، ولتحقيق ذلك لابد من التتبع  وكذا الملاحظة الكافية لتقييم حالة الطفل المتأخر لغويا.

والتأكد من سلامة حواسه وأنه لا يعاني من إعاقة سمعية أو بصرية أو اضطرابات سلوكية تتعلق بالتوحد، كما يجب التأكد من سلامته الدماغية والنفسية وكل ما يجب معرفته عن الوسط الأسري والبيئة المحيطة بالمستهدف بالعلاج.

كيفية علاج مشكلة تأخر نمو اللغة

وأول تدخل علاجي يجب أن يمر عبر إتقان اللغة الاستقبالية وهي خاصة بالفهم بحيث يجب التأكد من فهم ما يقال وفهم الردود بشكل صحيح وسليم لأن بعض الأطفال يعانون من صعوبة في الفهم والتلقي وهذا أمر يجب التغلب عليه لتحقيق تواصل جيد وهذا هو مفتاح النجاح، كما يجب التوظيف الجيد للبيئة المنبهة.

أشخاصا كانوا أو وسائل يمكن أن تساهم في تحقيق الغاية من العلاج، وهذا أمر ضروري لوجود الطفل في هذا الوضع لوقت طويل، لذلك يجب تحفيز الأم على تطوير مهاراتها اللغوية والحسية للمساعدة في تحقيق تطور لذى المستهدف بالعلاج، وذلك باستعمال جميع الأدوات التي يمكن أن تساعد الطفل في صقل مواهبه وتقوية الإدراك والتفاعل لديه.

وقد تكون هذه الأدوات ألعابا أو أدوات منزلية حسب ما يبدو الطفل مهتما به، لأن هذا يفيد بشكل أفضل، لأن مسايرة الطفل وإرضائه بقدر ما قد تساعد في جودة العمل معه وتحقيق نتيجة.

التقليل من وسائل الإلهاء والأشياء التي تسبب شتاتا في التركيز، كشاشات التلفاز أو الهواتف، أو الألعاب الالكترونية أو ما يسبب، استفزازا لفضول الطفل ما يلهيه عن منهجية العمل.

اقرأ أيضًا: أعراض تأخر النمو اللغوي

طرق علاجية تساهم في التعافي 

تأخر نمو اللغة
تأخر نمو اللغة                                                

الأمر الأساسي للحصول على نتيجة طيبة بخصوص العمل مع هذه الحالات يستوجب إتقان اللغة التعبيرية وكل أساليب التواصل ويقصد بها استعمال الكلمات والجمل والتعابير الأساسية للتواصل مع كل حالة، لكن قبل ذلك يجب الانتباه إلى أسلوب الطفل في التواصل والكلمات التي يعبر بها عن احتياجاته.

وهذا الأمر يتطلب تواصلا بصريا جيدا يساعد في إثارة الانتباه والقدرة على التمييز لدى المعالج، وهذا يساهم في القدرة على فرض تنفيذ الأوامر والتقليد، ما قد يوصل إلى إدراك شامل يكون مخرجا ومفيدا.

مرحلة نمو الكلام

يساهم في الانطلاق في مرحلة نحو الكلام، وذلك بتعليم الأفعال والصفات والمعكوسات وتوظيف كل الحروف والضمائر المعبرة عن المكان والزمان، والمهن والمقتنيات وكذا التوصيف، كالأكل والشرب والجري وما شابه.

كما يجب توظيف المجموعات الضمنية كالفاكهة والخضر والأشكال والملابس وأجزاء الجسم، وذلك على شكل مجموعات وبشكل منسق لتحقيق الفائدة. وبعد كل ذلك يتم اختبار مهارات الطفل اللغوية والتعبيرية وتحفيز مستواه النحوي وقدرته على تمييز الأشياء.

إن كل هذه المناهج والمعلومات والتقنيات ستبقى مجرد حبر على ورق إذا لم يتحلى المدرب المعالج بالحذاقة والحنكة وبمستوى عالي من الصبر… لأن حسن التواصل ونبل الأخلاق والمثابرة هي الكفيلة بتحقيق النتيجة المرجوة، كما أن التمتع بقدر كافي من الإنسانية يساهم في ويحفز على الاجتهاد.

                                                                             

كاتبة: خديجة العلواني

المغرب