قال تعالى (وَمَنْ يَشكُرْ فَإِنَّما يَشكر لنفْسِهِ) { لقمان : 12}
و قال رسوله الكريم: “من لم يشكر الناس، لم يشكر الله عز وجل”.
أحمد الله تعالى حمداً كثيراً طيباً مباركاً ملئ السموات والأرض على ما أكرمني به من إتمام هذا البحث المتواضع.
ثم أتوجه بجزيل الشكر وعظيم الامتنان إلى كل من:
- زوجي وابني وأسرتي الصغيرة كاملة حفظها الله، على تشجيعاتهم و جهودهم المبذولة لمساندتي أتناء مراحل التكوين و انجاز هذا البحث.
- معهد الكحلاوي للدراسات والأبحاث النفسية.
- أخصائية التخاطب الدكتورة / ندا الجندي .
- كذلك أخصائية تعديل السلوك الدكتورة هدى .
- الإشراف العام للدكتور ابن الكحلاوي.
بالإضافة الى جميع المشرفين على التواصل والادارة، و كل من ساهم في انجاح هذا البحث من قريب أو من بعيد.
فشكرا جزيلا مرة آخرى لمعهد الكحلاوي على هذا التكوين المتميز الذي سيكون له كبير الوقع وعظيم الأثر على حياتنا الأسرية والعملية والاجتماعية و مسارنا المهني وفقكم الله لما يحبه ويرضاه ورفع قدركم واعلى شأنكم.
كما أن التواصل الاجتماعي هو مقياس لكيفية تفاعل الناس مع بعضهم البعض. و يظل التواصل الشفهي هو الأداة المثلى لتحقيق هذا التفاعل من خلال استخدام الأصوات والمفردات للتعبير عن الذات. لكننا نجد أن بعض الأشخاص لا يستطيعون تحقيق ذلك، نظرا لمعاناتهم مع اضطرابات لغوية.
لأن الكلام هو السبيل الذي يعبر به الفرد عما بداخله، وهو من أنعم الله سبحانه وتعالى علينا، والكلام من الصفات التي تنمو مع مراحل نمو الإنسان منذ ولادته أي أن الكلام ينمو مع مراحل نمو الطفل. فإذا حدث خلل في أي من هذه المراحل، حدث خلل في الكلام. وهناك أنواع كثيرة من أمراض النطق واضطرابات الكلام واضطرابات اللغة. ومن بين هذه الاضطرابات نجد التلعثم.
ماهو التلعثم؟
التلعثم هو اضطراب طلاقة اللسان الذي يبدأ في مرحلة مبكرة، وهو أحد أنواع اضطراب الكلام الذي ينطوي على مشاكل متكررة وشديدة في الطلاقة الطبيعية وتدفق الكلام. على سبيل المثال، قد يكرر الطفل ، أو الشخص بصفة عامة، كلمة أو يطيلها، أو مقطعًا أو صوتًا ساكنًا أو صوتًا من أصوات حرف العلة.
أو قد يتوقف أثناء الكلام لأنه وصل إلى كلمة أو صوت يتسبب له في مشكلة. و ذلك لعدم تطور كلامه وقدراته اللغوية بشكل كاف لتتماشى مع ما يرغب في قوله. يكبر معظم الأطفال ويتخلصون من هذا التلعثم الذي يحدث خلال النمو. لكن في بعض الأحيان، يكون التلعثم حالة مزمنة تمتد إلى مرحلة البلوغ. يمكن لهذا النوع من التلعثم أن يؤثر على الثقة بالنفس والتعامل مع الأشخاص الآخرين.
كذلك هذا الاضطراب يسبب عدم انسياب الكلام بشكل طبيعي، وهو ما يعرف بالتأتأة أو الجلجلة، وهو نقص الطلاقة اللفظية والتعبيرية، وتتفاوت درجاته حسب المواقف، ويقوم المتلعثم بتقطيع الصوت مثل (….كتاب) أو بالتطويل مثل(كــــــــــــــــــــــــتاب) أو بالترديد مثل (ككككتاب)
ويكون بشكل لحظي مما يؤدي إلى عدم الطلاقة الكلامية، فهو لا يعتبر لغة ولكنه يعتبر سلوكا، ويصاحب ذلك تغيرات على الوجه، وفي بعض الأحيان يصاحبه جهد أثناء الكلام والحركات، ومعاناة شديدة. وقد يؤدي إلى تجنب المتلعثم الكلام أو توقفه عن الكلام تماما،ً أو التكلم بطريقة مختصرة جدا. ويتظاهر أثناء التحدث بأنه يفكر، ولكن من السهل على الطفل أن ينسى مشكلته لأن الطفل سهل التعلم ولديه قدرة كبيرة على التكيف، وذلك إذا أتبعت معه الطريقة المناسبة لعلاجه، لأنه لا توجد حالة شبيهة بحالة أخرى.
وغالبا ما يكون هناك أفعال مصاحبة للتلعثم وأهم هذه الأفعال:
- انقباض في عضلات الجسم.
- كذلك زيادة ضربات القلب.
- زيادة كمية العرق.
- ارتباك حركة العين.
- كذلك استبدال الكلمات.
- استخدام كلمات معينة في بداية الكلام.
- كذلك محاولة السرعة الكبيرة في الكلام.
كما يوجد أفعال تترتب على التلعثم و هي:
- التجنب
- كذلك الانطواء.
- اضطراب السلوك الاجتماعي.
- كذلك الخوف.
ما هي أنواع التلعثم عند الأطفال؟
توجد أنواع عديدة من التلعثم تصيب الأطفال وتختلف باختلاف مراحلهم العمرية وهي:
- التلعثم النمائي: ويكون لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين و أربع سنوات ويستمر لعدة أشهر.
- التلعثم المعتدل: ويظهر في الفئة العمرية من ست إلى ثمان سنوات، ويمكن أن يستمر مع الطفل لمدة سنتين أو ثلاث.
- التلعثم الدائم: ويظهر لدى الأطفال من عمر ثلاث إلى ثمان سنوات، ويمكن أن يستمر معهم لفترة، إلا إذا عولج بأسلوب فعال.
- التلعثم الثانوي: ومعه تبدو تكشيرة في الوجه، حركات الكتفين، تحريك الذراعين أو الساقين ورمش العينين أو تنفس غير منتظم.
ماهي النظريات المفسرة للتلعثم؟
هناك العديد من النظريات العضوية التي يمكن توضيحها من خلال النقاط التالية:
نظرية السيادة المخية
يعتبر الفص الأيسر من الدماغ هو الفص المسئول عن التحكم المركزي في اللغة ويرى أورتن، وترا فيس (1929) بأن أعضاء الكلام )الفك، اللسان، الشفاه( تستقبل إشارات من كلا الفصين ولابد من تزامن دقيق لهذه الإشارات حتى تكون حركة هذه الأعضاء متناسقة فلو حدث اضطراب في هذا التزامن يحدث التلعثم.
و لقد افترض ترافيس أن الأطفال الذين يستخدمون كلتا اليدين بالتساوي أو اليسرى فقط، ويطلب منهم بشدة، استخدام اليمنى فقط، يكونون عرضة للتلعثم نتيجة عدم وجود سيادة مخية لأحد الفصين.
كما يعترض بلادشتين على ذلك عام 1969 حيث يرى أن هذه النظرية غير صحيحة لأن معظم المتلعثمين يستخدمون اليد اليمنى وليس بالضرورة أن المستخدمين لليد اليسرى وتدربوا على استخدام اليمنى أن يصابوا بالتلعثم.
نظرية دورة ” الفا” المستثارة
يرى جلازر (1963) أن القشرة المخية متصلة بالتكوين الشبكى الذى يستقبل روافد حسية وبذلك يكون هناك علاقة بين تخطيط كهربائية القشرة ويقظة الفرد أثناء استقبال منبه حسى أو سمعى أو بصرى أو عقلى، وعندما تختلف ترددات خلايا الدماغ فإن توقيت استثارتها يختلف، مما يعنى وجود خلية أو أخرى من خلايا الدماغ فى حالة نشاط مما يؤدى لسرعة الاستقبال الحسى، أى سرعة الفعل الحركى للكلام.
أما عندما تتساوى ترددات هذه الخلايا فإنها تستثار أو تثبط في وقت واحد مما يؤدى لاضطراب في استقبال المؤثرات الحسية والرد عليها، أي وجود اضطراب وعدم توافق بين المنبه الحسى ورد الفعل الكلامى مما يؤدى لتكرار الأصوات في صورة انشطار داخلي للفونيوم مما يدل على وجود تلعثم، حيث يحاول المتلعثم التوفيق الكلامى بين موجات الصوت في كلامه وبين موجة ألفا المستثارة من المنبه الحسى.
نظرية التغذية السمعية المرتدة
تصل التغذية السمعية المرتدة للأذن الداخلية أثناء خروج الكلام عن طريق مرور الموجات الصوتية خلال )الهواء – العظم – الأنسجة المحيطة بالحنجرة والبلعوم والفم( وهى تصل للدماغ في أوقات مختلفة وأي اضطراب في توقيت توصيل المعلومات الكلامية للدماغ يؤدى للتلعثم، أما العكس فإنَّه يحدث عند المتلعثم فتأخيرها عنده يخفض نسبة التلعثم وهو ما يستخدم في العلاج.
و على العكس فلقد أثبت هام وستير (1967) بدراسات على المتلعثمين وغير المتلعثمين عدم وجود أى فرق في استجابة كلتا المجموعتين لهذا التأخير.
النظرية البيوكيميائية
وترجع التلعثم إلى اضطرابات فى عملية الأيض )الهدم والبناء( « Metabolisme » و في التركيب الكيميائى للدم.
النظريات النيورفسيولوجية
والتلعثم وفق هذه النظرية ينشأ نتيجة مرض عصبي عضلي حيث لوحظ أن المتلعثمين يكون لديهم التوصيل العصبي في أحد الجانبين أبطأ من التوصيل في الجانب الآخر وبذلك لا تستخدم عضلات النطق كلها بكفاءة أو فى تناسق أي أن التلعثم ينشأ من التأخير في الأنفية العصبية
ولقد وجد من يذهبون هذ المذهب دليلاً يؤيد وجهة نظرهم وهذا يتمثل في أن الإناث تكون لديهن عملية الأنفية العصبية أفضل من الذكور في العادة . وهن أقل أصابة من الذكور بالتلعثم وبالذات في المرحلة العمرية من سنتين إلى أربع سنوات و هي الفترة التى عادة ما يبدأ فيها التلعثم لدى الأطفال .
النظريات التعليمية
هناك العديد من النظريات التعليمية التي يمكن أن توضح مشكلة التلعثم، ومن هذه النظريات ما يلي:
التلعثم كتشريط أدائي
ترى هذه النظريات أن التلعثم يعتمد على وجود تعزيز –خاصة من الآباء– لعدم الطلاقة الطبيعية التي تحدث لكل الأطفال تقريبا في مرحلة اكتساب اللغة وهذا التعزيز إمَّا أن يكون إيجابي في صورة اهتمام الآباء فتزيد عدم الطلاقة وتصبح سمة في الكلام ، أو سلبي كرفض وإحباط الطفل مما يؤدى لحدوث رد فعل قوي عنده.
التلعثم كتشريط كلاسيكى
وضع بروتن وشوميكر (1967) نظريتهم على أساس أن الانفعالات القوية مثل الإحباط أو الخوف أو عصاب المستمع يؤدى إلى تفكك الكلام لدى الطفل، وعندما يتكرر هذا الخوف من موقف معين والذى يحدث معه عدم الطلاقة في الكلام التي تزداد مع تكرار هذه المواقف، (وبذلك يكون المثير الذى يصحب هذه الانفعالات والذى أدى للتلعثم من قبل)
كما يؤدى هذا الخوف إلى تقطعات في الكلام وتعميم ذلك على المواقف المشابهة. و مِن ثَمَّ يحدث الإحباط والحركات اللاإرادية المصاحبة للتلعثم. و يكثر التلعثم عند المتخلفين ذهنيا،ً أما نسبة حدوثه عند ضعاف السمع فقليلة جداً، وقد أرجع ستير فبرج (1946) هذا إلى أنهم يتكلمون أكثر بطءا وأكثر تحكما فى الكلام ولا يعانون ضغوطا اجتماعية كثيرة فى مواقف الكلام.
نظريات التحليل النفسي : Psychoanalysis
تعتبر مدرسة التحليل النفسي التلعثم أو التأتأة اضطراب عصابي، يكون فيه اضطراب جزئي في الشخصية ينعكس من خلال اضطراب في الكلام، ويقول: إن التأتأه ناتجة عن صراعات لا شعورية، وهي محاولة يقوم بها الشخص المتكلم ليشبع حاجة انفعالية لا شعورية، ووسيلة لإشباع حاجات جنسية فميه، و وسيلة دفاع يلجأ إليها الشخص للحد من تطور القلق عندما تهدده بعض المثيرات في الظهور، وعندما يحاول الكلام، فإن حركات الفم لديه تكون شبيهة بحركات مص الثدي الأصلية عندما كان رضيعًا.
كما يقول فرويد ” FREUD” إن الأطفال لديهم أنواع من الجنسية الأولية والتي تشبع عن طريق الرضاعة وأشكال أخرى من السلوك الفمي، وإن الطفل إذا ما فطم بقسوة مبكرًا من أم مضطربة انفعاليًا، فإن الطفل سوف لا يشبع حاجاته الفميه بطريقة طبيعية، لذلك فإن بعض الحاجات الفميه.
تبقى كامنة على شكل كبت يظهر فيما بعد على هيئة صور مقنعة، كالأكل الزائد، والكلام السريع، وأشكال فميه أخرى كما يشير البعض أن القدوة السيئة في الكلام تؤدي إلى محاكاة ضعيفة تنتج بعض الصور من صعوبات الكلام، كذلك حالات الغيرة والمنافسة، أما التأتأه
الموقفية فيردها علماء أمراض الكلام إلى عوامل نفسية اجتماعية: كالخوف من التفاهم في المواقف الاجتماعية أو ما يسمى جزع المواجهة والقلق الناشئ عن توقع النقد من السامع والخوف من التأتأة ذاتها، أو من الآراء التي لا تتناسب مع قدرات الأبناء أو وجود جو أسري غير آمن، أو وجود سمة الشخصية الهستيرية الانبساطية مع الاستعداد الوراثي للعصاب
كما أن تعرض الطفل إلى مصادر متنوعة ومستمرة تثير قلقه وتوتره يؤدي إلى التأتأة، كالجدال العنيف والمستمر في الأسرة، ويؤدي التوتر المتواصل غالبًا إلى ما يعرف بالقلق التوقعي إذ يخاف الطفل مما سوف يحدث عندما يتكلم فيتوتر ويتأتئ، كما يعتبر الإجهاد وعدم الاستعداد والإكراه على التغيير من مصادر زيادة التوتر عند الأطفال.
ماهي أسباب التلعثم؟
يحدث التلعثم لأسباب مختلفة وليس لسبب معين، وهناك نوعان من التلعثم، وهما”
- الاول يسمى بالتلعثم التنموي هو أكثر أنواع التلعثم شيوعًا، يحدث في مرحلة الطفولة المبكرة عندما تتطور مهارات الكلام واللغة بسرعة. ويحدث عادة عند سن سنة ونصف إلى سبع سنوات أو قد يحدث عند سن يتراوح ما بين سبع إلى ثلاث عشرة سنة.
- والثاني يسمى بالتلعثم المكتسب أو المتأخر هو تلعثم نادر نسبيًا، ويحدث عند الأطفال الأكبر سنًا والبالغين نتيجة لإصابة في الرأس أو حالة عصبية غير مرتقبة، أو تناول بعض الأدوية، أو لصدمات نفسية أو عاطفية.
كما أن هناك حالات كثيرة بنسبة %80.5 من حالات التلعثم تتحسن تلقائيا وبدون تدخل وهذه النسبة أعلى في الإناث منها عن الذكور.
وقد تعددت النظريات التي تحاول تفسير أسباب التلعثم، رغم أن الأطباء و العلماء غير متأكدين من السبب الحقيقي إلا أنهم قسموا هذه الأسباب إلى:
أسباب عصبية
ويكون فيها للتلعثم مظهر خارجي يعبر عن رغبات داخلية مكبوتة ولكن هذه وجهة نظر تقابلها وجهة نظر أخرى تقول أن العصاب مظهـر خارجي ناتج عن التلعثم وليس العكس.
أسباب مكتسبة
وهي الأسباب البيئية يكون فيها التلعثم أكثر قوة وأكثر شدة في كثير من الأحيان لأن تأثيره أكبر بكثير من الأسباب الأخرى وبشكل دائم، ويكون التلعثم فيه نتيجة محاولة الأسرة توجيه الطفل بشكل دائم إلى الكلام فتتسبب في اكسابه التلعثم حيث يكون حدوث التلعثم طبيعيا في سن سنتين ونصف و ثلاثة سنوات
ولكن بمحاولات الأهل إلى لفت نظر الطفل إلى عدم رضاهم عن ذلك يؤدي إلى تلعثم الطفل بشكل مرضي أو يقلل الكلام احيانا، أو يمتنع الطفل عن الكلام نهائيا. كما يمكن أن يحدث نتيجة حادث في أحد أعضاء النطق مثل اللسان.
أسباب عضوية
يكون فيها التلعثم ناتجا عن أسباب وراثية متعددة أهمها: وجود التلعثم في تاريخ مرضي للعائلة. أو يكون ناتجا عن كثرة اللعاب في فم الطفل. أو ناتجا عن عدم توافق الإشارات من المخ إلى مراكز الكلام، أو إصراره على كلمة واحدة. أو يكون ناتجا عن خلل في الإدراك السمعي. أو ناتجا عن خلل في الأذن.
كما يعتبر الفص الأيسر للدماغ هو المسئول الرئيس عن التحكم المركزي للغة إذا حدث فيه أية إصابة فإنها تؤثر مباشرة على اللغة.
أسباب نفسية
يعتبر الجدل العنيف او المستمر في الأسرة، مصدر قلق لكثير من الاطفال، مما يؤدي الى التوتر داخل الاسرة وبالتالي تلعثم الاطفال، ونلاحظ ان خوف الطفل من ان يبدو بطيئا او بليدا، وكذلك خوفه من انتقادات الآخرين يجعله يتوقع انه لن يتكلم بشكل جيد، ويشير بعض علماء التحليل النفسي، الى ان التأتأة عارض عصابي تكمن خلفه رغبات عدوانية مكبوتة، مما يعني ان التأتأة تأجيل مؤقت للعدوان، ويعتقد ان عدم تعبير الطفل عن مشاعر الغضب يعتبر سببا رئيسا للتعلثم.
ورغم كل هذه الأسباب وتعددها إلا أن الطفل إذا ما حاولت الأسرة أولا ً ثم المعالجون له ثانيا
أخذ يد الطفل بشكل صحيح تتحسن حالته بإذن الله وذلك بشكل ملحوظ وواضح وقد
يختفي التلعثم تماما.
ماهي أقسام التلعثم؟
هناك نوعان من التلعثم وهما ما يلي:
تقسيم العالم بلومل
يقول إن التلعثم نوعان:
- تلعثم ابتدائي، يكون عند الطفل وهو غير مدرك أن لديه مشكلة.
- كذلك تلعثم ثانوي: يحدث للصغار والكبار، وهم مدركون أن لديهم مشكلة.
تقسيم العالم بالديشتاين
قسم التلعثم إلى أربع مراحل:
- المرحلة الأولى: يكون الشخص غير مدرك وغير مهتم.
- كذلك المرحلة الثانية: الشخص مدرك وغير مهتم.
- المرحلة الثالثة: الشخص مدرك ويشعر بالضيق لكنه يستمر في الكلام.
- كذلك المرحلة الرابعة: الشخص مدرك ومهتم ولديه انزعاج وينسحب اجتماعيا، وهي أشد المراحل.
وفيما يلي كيفية التعامل مع كل مرحلة على حدة لتقسيم بلديشتاين:
المرحلة الأولى
و الشخص غير مدرك وغير مهتم:
- لا أعطي للشخص اهتماما أن لديه مشكلة
- كذلك أعمل إرشادا أسريا.
- أعمل معه على تنمية مهارات.
- اعمل معه على منهج مونتيسوري.
- اشتغل على الجانب التخاطبي وأطلب من الطفل أن يصف صورة، و أشتغل على الذاكرة و الإدراك.
- اشتغل على الجانب النفسي و أطلب من الطفل أن يرسم ويصف لي ما رسم، و من خلال أسئلة بسيطة دون أن ألفت انتباهه أن لديه مشكلة.
المرحلة الثانية
الشخص مدرك وغير مهتم: أتعامل معه بنفس مراحل جلسات المرحلة الأولى، إرشاد أسري، الاشتغال على صور و على رسوم، و جلسات نفسية، و جلسات تنمية مهارات، و منهج مونتيسوري مع الاشتغال على الإدراك والذاكرة. و هنا يبدأ الاشتغال على التنفس.
المرحلة الثالثة
الشخص مدرك ويشعر بالضيق لكنه مستمر في الكلام:
- أعمل إرشادات مع تأهيل تخاطبي و تأهيل نفسي.
- كذلك تزويده بالثقة بالنفس.
- كما يجب تقليل الخوف لديه من ردة فعل الآخر.
ويتم التركيز في هذه المرحلة على التأهيل التخاطبي أكثر من التأهيل النفسي.
المرحلة الرابعة
الشخص مدرك ومهتم ومنزعج وبدأ بالانعزال والانسحاب اجتماعيا والانطواء على نفسه:
- إرشادات أسرية.
- تأهيل نفسي.
- وتأهيل تخاطبي.
- توجيه أولياء امره إلى عدم لفت انتباه الطفل أن لديه مشكلة.
- التقرب من الطفل ومعرفة الأنشطة التي يحبها والحديث معه عليها.
- عدم الصراخ على الطفل.
- كذلك تحسيس الطفل بالأمان عن طريق الأحضان لتحسيسه بالثقة في النفس.
- عدم مفاجأة الطفل بشيء أبدا لأنه يخاف من المجهول.
- كما يجب التشجيع والتعزيز له خصوصا أمام الآخرين.
- كذلك يجب منع الأشياء التي قد تسبب له مشكلات نفسية في البيئة المحيطة به.
كيفية علاج التلعثم؟
اختلفت طرق علاج التلعثم ولكنه من الأفضل التدخل العلاجي غير المباشر كخطوة أولى في علاج الأطفال الصغار، ورغم اختلاف هذه الطرق على مر العصور والأزمنة ولكننا قد استفدنا منها. فعند الإغريق كان العلاج يعتمد على عدة خطوات وهي:
- تغيير البيئة لإتاحة فرصة استرخاء الطفل.
- وضع قطعة قطن تحت اللسان لتشتيت الانتباه.
- حرق جزء من اللسان.
- إعطاء بعض الأدوية المهدئة.
- النية المنعكسة عن طريق تحبيب المتلعثم في التلعثم.
- استخدام الشريط الأدائي.
- سد الأذن.
طرق العلاج في التطور على مر العصور
فأصبح العلاج عبارة عن مجموعة من الإرشادات وهي:
- استماع الوالدين للمتلعثم بطريقة جيدة.
- كذلك عند تحدث الوالدين مع المتلعثم يجب أن يكون الحديث بطئ وواضح.
- تجنب التحدث مع الطفل بطريقة تفوق قدراته.
- كما يجب عدم جعل الطفل وسيلة للتسلية أو الضحك أو الفكاهة.
- الاهتمام بالطفل عندما يتحدث.
- كذلك أخذ الطفل فرصة كافية ليبدأ المتلعثم بالحديث.
تطورات خطوات العلاج
إلى مجموعة من الخطوات أكثر تأثير على المتلعثم وهي:
- دراسة البيئة المحيطة بالمريض.
- العلاج النفسي للمريض.
- الكلام الإيقاعي مع المتلعثم.
- تغيير رد الفعل عند المستمع.
- تقريب وتثبيت العلاج.
- التحضير للكلمة بنطق التشكيل مسبقا.
كما ظهرت وجهات نظر أخرى في خطوات العلاج منها وجهة النظر التي تعتمد على الخطوات التالية:
- تشجيع المريض عن طريق شرح المشكلة له.
- اكتشاف المريض لأبعاد المشكلة لديه.
- كما يقرأ المتلعثم قطعة واحدة4أو5مرات.
- تحضير المريض قائمة للكلمات التي يتلعثم فيها ويكررها كثيرا.
- كما يجب تغيير رد الفعل عند المتلعثم ذاته.
- تطبيق البرنامج على المتلعثم في جلسة فردية له.
- كذلك إعطاء المتلعثم الوقت الكافي لتحضير الكلام الذي يقوله.
- التحدث بطريقة الكلام الإيقاعي.
- كذلك التحدث بطريقة تنظيم النفس.
خطوات أخرى للعلاج
- العلاج بالعقاقير.
- كذلك العلاج بالاقتفاء.
- العلاج بالتحكم في النفس.
- كذلك العلاج النفسي.
- العلاج بالكلام الإيقاعي.
- كذلك العلاج بإخفاء الضوضاء.
- العلاج بالتشريط الأدائي.
- كذلك العلاج بالتغذية السمعية المرتدة.
- العلاج بطريقة سميث.
مهام المعالج في العلاج
والآن أصبحت طريقة العلاج تعتمد على مجموعة من المهام بعضها يعتمد على مهام للمعالج مع المريض وبعضها يعتمد على المعالج فقط اتجاه المريض وهي:
- المهمة الأولى: مجموعة من التدريبات والجلسات تعمل على تقوية عضلات النطق، وهي من مهمات المعالج مع المريض وهي:
- جلسة تدريب نفس10دقائق.
- جلسة تدريب استرخاء وشحن10دقائق.
- جلسة تدريب كلام10دقائق.
- المهمة الثانية: التكلم، وتعتمد على تشجيع الطفل على الكلام مع الأهل والأصدقاء، وهي من مهمات المعالج مع المريض.
- المهمة الثالثة: التوقف، ويعتمد على التوقف عن الأفعال المصاحبة للمواقف التي تتطلب التحدث، وهي من مهمات المعالج مع المريض.
- المهمة الرابعة: المواجهة، وتعتمد على مواجهة المحيطين بأن التلعثم الذي يعاني منه ليس عيبا ولكنه ابتلاء من الله سبحانه وتعالى، وسوف أعمل على العلاج منه، وهي من مهام تشجيع المعالج للمريض.
- المهمة الخامسة: الاستمرار والمراقبة، وهي من مهمات المعالج اتجاه المريض حيث يستمر المعالج مع المريض ويراقبه ويسجل باستمرار التغيرات التي تطرأ عليه ثم يقوم بتقييمها للحصول على أفضل النتائج.
التلعثم عند الكبار
يرتبط بمشكلتان أساسيتان، وهما ما يلي:
- المشكلة الميكانيكية: و هي المشكلة الفعلية التي يعاني منها المريض، و هي عيب في ميكانيكية أعضاء الكلام، لم يتم تحديد مركزه الى الآن. يتمثل العلاج في مواجهة هذه المشكلة في التعامل معها عن طريق تدريبات التنفس و الكلام، يتمثل العلاج في مواجهة هذه المشكلة في التعامل معها بالمواجهة و التعود.
- المشكلة السلوكية: نتيجة مترتبة عن المشكلة الأولى، فالعيب الميكانيكي لا يمكنه من الكلام، فيبدأ في تجنب المواقف التي تحتاج للكلام.
و تتمثل الخطوة الأولى في طريق علاج التلعثم أو التأتأة عند الكبار، في الاكتشاف، بهدف وضع االتلعثم تحت المجهر، و ذلك عن طريق:
- ملاحظة حالة الشد في العضلات أثناء التأتأة.
- كما يجب متابعة مسار الهواء أثناءها.
- النظر للنفس في المرآة أثناء استعمال الهاتف.
- كذلك تسجيل بعض المحادثات العامة مع الناس.
- تقليد التأتأة، و ملاحظة التغيرات التي تحدث، أو النظر في المرآة أثناء تقليد الذات أثناء التلعثم.
مجموعة من الأسئلة على الذات
هناك العديد من الأسئلة التي يمكن طرحها، ومنها ما يلي:
- ما الخطأ الذي تفعله أثناء التلعثم؟
- ما الذي تفعله عندما لا تتتأتأ؟
- هل هناك حركات غير عادية أثناء التلعثم؟
- أين تنظر عيناك أثناء التأتأة؟
- ما طبيعة الأصوات التي تصدرها أثناء التلعثم؟ و هل تنتمي لكلامك؟
- فيم تفكر أثناء التلعثم؟
- كيف هي سرعتك في الكلام
تختلف الإجابات من شخص لآخر، و لكن يمكن إجمال الإجابات في ما يلي:
- عدم تكافؤ كمية النفس مع الكلام.
- كذلك انقباض في عضلات البطن.
- انقباض في عضلات الرقبة.
- كذلك انقباض في في عضلات الحنجرة.
- انقباض في اللسان.
- كذلك انغلاق في مسار الهواء.
ملحوظة هناك بعض الحالات تحتاج إلى تدخل جراحي وهي الحالات التي تعاني من أسباب عضوية أو تشوهات في جهاز النطق أو تعرضت لحوادث في أعضاء النطق يمكن علاجها بالتدخل الجراحي.
تشخيص التلعثم
قبل الاختبار أعمل دراسة حالة شاملة و مفصلة جدا للطفل المتلعثم:
- شكل التلعثم لدى الطفل هل بالتكرار أو الإطالة أم بالوقفات التنفسية؟
- ما هي المرحلة التي يوجد فيها الطفل المتلعثم للاشتغال عليها؟
- أعمل دراسة حالة مفصلة للبيئة المحيطة بالطفل، وأسأل ولي الأمر عن كل شيء:
- كيف تتعامل معه الأم والأب؟
- كيف يتعامل معه الإخوة و الأجداد و باقي أفراد العائلة؟
- من الشخص العنيف في الأسرة؟
- من الشخص الذي يصرخ كثيرا في الأسرة؟
- هل هناك مشاكل أسرية؟
- هل يضربه إخوته؟
- ما هي حالة الطفل في المدرسة؟
- كيف هي علاقته بأصدقائه؟
- أدرس البيئة المحيطة بالطفل دراسة شاملة، لإمكانية وجود أحد الأسباب الرئيس للتلعثم، فبمجرد معالجته نساعد الطفل على تجاوز التلعثم.
- التشخيص في التلعثم يتوقف على أربع نقاط:
- أولا دراسة حالة.
- ثانيا الملاحظة الجيدة للطفل.
- تالثا اختبار التلعثم.
- رابعا التأهيل
اختبار شدة التلعثم
مقتبس عن الدكتورة نهلة عبدالعزيز الرفاعي
لطالما اقتضيت الحاجة وجود اختبار موضوعي وحساس لقياس شدة التلعثم عند الأطفال والكبار، وخاصة في البيئة العربية.
وحيث إنه لا توجد أية اختبارات عربية لقياس شدة ودرجات التلعثم للكبار والصغار، تحمل معايير عربية حقيقية، من هنا جاءت فكرة وضع اختبار مقنن وموضوعي لقياس درجة التلعثم ليتم استخدامه في كل عيادات التخاطب، لتحديد شدة المرض قبل العلاج، ومتابعة التحسن أثناء العلاج وبعده.
وتم اختيار شدة التلعثم عن (رايلي 1986)، حيث تم تعريبه وتقنينه لأنه يجمع بين الشمولية والدقة، والحساسية في قياس السلوك التخاطبي للمتلعثم، هذا بالإضافة إلى قوة الاختبار السيكومترية من حيث الصدق والثبات، وهو ما تم إثباته أيضا في النسخة العربي.
يقيس الاختبار نسبة تكرار حدوث التلعثم وطول لحظته، والحركات والأصوات المصاحبة له، وهذا يعطي فكرة كاملة عن التلعثم شكلا وموضوعا.
فهو لا يعتمد فقط على تكرار حدوث التلعثم كما هو الحال في بعض المقاييس الأخرى. وفي نفس الوقت لا يعتمد على حكم المريض على نفسه، كما هو الحال في اختبارات التقارير الذاتية.
ولكن يعطي الاختبار درجات واضحة لكل سلوك تخاطبي من جهة المتلعثم تتدرج ما بين صفر و45 درجة كلية في نهاية الاختبار.
هذا بالإضافة إلى أنه سهل التطبيق ويصلح للكبار والصغار معا حيث إنه يحتوي على معايير للكبار وأخرى للصغار من المتلعثمين.
تقنين الاختبار
بعد التعريب و تغيير ما يلزم، تم تقنين الاختبار على عينة من المتلعثمين قوامها 52 شخصا، 26 من الأطفال و 26 من الكبار. و تم اختيار العينة بطريقة عشوائية من المرضى المترددين على عيادة التخاطب.
قياس الثبات
تم تطبيق طريقة إعادة الاختبار، حيث طبق على كل العينة، و أعيد تطبيقه مرة أخرى بعد فترة أسبوعين أو ثلاث. و تم قياس نعامل الارتباط بطريقة بيرسونـ
و كانت النتائج عالية الدلالة عند ( 001 P ). حيث كان معامل الارتباط لبند نسبة تكرار التلعثم 0.79 ، و بند طول لحظة التلعثم 0.86، و بند الحركات و الأصوات المصاحبة 0.90، و المجموع الكلي 0.92. و من هذه النتائج يتضح أن الاختبار عالي الثبات.
قياس الصدق
تم تطبيق صدق المحكمين و الصدق الظاهري، و صدق الاتساق الداخلي، و هو صدق تحليل البنود، حيث تم حساب معامل الارتباط ما بين كل بند و المجموع الكلي.
وكانت معاملات الارتباطات عالية الدلالة عند ( ) كان معامل ارتباط بند التكرار:0.82 وبند طول التلعثم 0.68، و بند الحركات المصاحبة :0.88، ومن هذا يتضح أن الاختبار صادق في قياس ما صمم من اجله.
وصف الاختبار
يتكون الاختبار من ورقة بها نموذج الاختبار والتصحيح، والمواد المستخدمة وهي الصور والنصوص المكتوبة للقراءة.
كما تحتوي الورقة على أربعة أجزاء: نسبة تكرار حدوث التلعثم ومتوسط أطول ثلاث لحظات للتلعثم والحركات والأصوات المصاحبة للتلعثم، ثم جداول شدة التلعثم للأطفال والكبار.
كذلك توجد مربعات متابعة تكرار التلعثم في خلفية الورقة ومعها جداول شدة التلعثم. تتكون الصورة من ثلاث صور للوصف وثلاث صور لقصص متسلسلة. ثم هناك نصان للقراءة لأطفال الصف الثالث ابتدائي، و حتى الخامس. و نصان آخران للقراءة لأطفال الصف الخامس ابتدائي فما فوقه. ثم نصان للكبار كما يلي:
- صورة وصف الأطفال في الحديقة.
- صورة وصف الأسرة في رحلة.
- صورة وصف طفل في غرفته.
- صورة قصة القط و الفأر.
- صورة قصة الولد يصنع البيتزا.
- صورة قصة الطفل يذهب للطبيعة.
- نص أ: مدرستي للصف الثالث
- نص ب: يومياتي للصف الثالث.
- نص أ: المرافق العامة للصف الخامس.
- نص ب: مع الفيل للصف الخامس.
- نص أ: حيتان تصطاد بالفقاقيع الهوائية للكبار
- نص ب: مع الحمام للكبار.
تطبيق لعلاج التلعثم
أي طفل دون الصف الثالث الابتدائي يعتبر من فئة الذين لا يعرفون القراءة.
بند تكرار حدوث التلعثم
يطلب من المتلعثم أن يقوم بوصف الصورة التي تعرض عليه، و يتم عرض الصور الواحدة تلو الأخرى مع القيام بتسجيل كلام المتلعثم على شريط التسجيل.
- لابد من الانتظار حتى يستوعب الطفل الصورة، ثم يبدأ في وصفها.
- كذلك من الممكن مساعدة الطفل بإلقاء أسئلة توضيحية.
- عندما يبدأ الطفل في الكلام، يبدأ الفاحص بمتابعة الكلام في المربعات الخاصة لتكرار حدوث التلعثم في خلفية ورقة النموذج، بحيث يكتب نقطة(.) لكل كلمة طلقة، و يكتب خطا مائلا (/) لكل كلمة بها تلعثم. يراعي أن كل كلمة لها مربع صغير، و يكمل هذا حتى يملأ كل المربعات الصغيرة ( 150 مربعا).
- من الممكن استخدام بعض أو كل الصور حتى الحصول على150 كلمة.
نصائح لعدم تكرار التلعثم
- كما يجب الانتباه للنقط الهامة الآتية:
- التكرار في الصوت الواحد أو المقطع من الكلمة، أو حتى التكرار في الكلمة ذات المقطع الواحد يعتبر تلعثما.
- كذلك الإطالة الصامتة أو المسموعة في الكلمة أو المقطع يعد تلعثما.
- الوقف في الكلمة الواحدة يعتبر تلعثما.
- الكلمة التي يسبقها حرف العطف (و) إذا تلعثم في الواو تعد تلعثما.و تعتبر الواو العطفية مع الكلمة التي تليها في مربع واحد.
- الصمت قبل الكلمة، إن كان معه محاولات و لو كانت بدون صوت لنطق الكلمة او اضطراب بالتنفس، تحسب الكلمة متلعثمة.
- أما تكرار الكلمة البطيء أو تكرار الكلمة ذات الأكثر من مقطع واحد أو تكرار العبارة أو الجملة فهذا لا يعتبر تلعثما. و هذا غالبا يحدث بغرض التفكير في ما بعدها، بمعنى أن التلعثم سوف يكون في الكلمة التي تليها.
التصحيح
بعد أن يملأ الفاحص المربعات (150) كلمة، يتم حساب النسبة المئوية لتكرار حدوث التلعثم، بأن يتم حصر عدد الكلمات المتلعثمة (/) في مائة كلمة بعد تجاهل أول صف من المربعات (25 كلمة )، و آخر صف من المربعات ( 25 كلمة)، و يكتب الرقم في المربع الخاص به على جانب المربعات الصغيرة
يصبح الرقم حينها درجة مئوية. ثم باستخدام الجدول الخاص بتكرار حدوث التلعثم لمن لا يقرأ أو الموجود في بداية ورقة النموذج (اختبار ج)، يتم تحويل الدرجة المئوية إلى درجة تكتب في المربع الخاص بها و هي رقم ما بين صفر و ثمانية عشر.
بند طول التلعثم
كما يتم حساب أطول ثلاث لحظات للتلعثم في كل المنة وخمسين كلمة(من الممكن الاستعانة بإعادة سماع الشريط المسجل) ويتم عمل متوسط لهم ثم من خلال الجدول المعروض في وجه ورقة النموذج يتم تحويل هذا المتوسط إلى درجة تكتب في المربع الخاص بها، وهي رقم مابين 1-7 .
بند الحركات و الأصوات المصاحبة
تتم مراقبتها خلال تسجيل المئة وخمسين كلمة وهي مكتوبة بالتفصيل في الجدول الأول لورقة النموذج . يحدد الفاحص درجة الشدة على حسب المقياس الموجود بالجدول ثم تجمع الدرجات وتكتب في المربع الخاص بها ، وهي رقم ما بین 0- .20
المجموع الكلي
يتم جمع درجات بنود الإختبار الثلاثة ويوضع المجموع في المربع الخاص به وهو رقم ما بين 0- .45
التصحيح النهائي
باستخدام جدول شدة التلعثم للأطفال يتم تحويل درجة المجموع الكلي إلى صفة لشدة التلعثم إما بسيط جداً أو بسيط أو متوسط أو شديد او شديد جدا .
جدول شدة التلعثم للأطفال
تتراوح المشكلة إلى درجات، ومنها ما يلي:
المجموع الكلي | الشدة |
19-0 | بسيط جدا |
22-20 | بسيط |
30-23 | متوسط |
33-31 | شديد |
45-34 | شديد جدا |
تطبيق لعلاج التلعثم عند الكبار
الأطفال من الصف الثالث الابتدائي وما فوقه والكبار يعتبرون من فئة الذين يعرفون القراءة .
-
بند تكرار حدوث التلعثم
- يطلب من المتلعثم أن يقوم بالحديث عن المدرسة أو عن العمل (للكبار) أو أي موضوع عام. أحيانا يكون كلام الأطفال غير كافي لملء الـ ١٥٠ مربع في هذه الحالة يتم الإستعانة أيضا بالصور . ويتم تسجيل كلام المتلعثم على شريط تسجيل وتصحح الدرجة كما هو موضح في التطبيق على الذين لا يعرفون القراءة.
- كما يعطى المتلعثم نصا واحدا للقراءة إما الأول أو الثاني لكل مرحلة. ويتم اختيار مستوى النص على حسب المرحلة التي يتبع لها) إما الصف الثالث أو الخامس أو من الكبار أي أن لكل مرحلة من الثلاث مراحل نصين يقرأ المتلعثم أحدهما فقط.
- كذلك يتابع الفاحص الكلمات التي يقرأها المتلعثم في المربعات الخاصة في خلفية ورقة النموذج حيث يكتب نقطه (.) للكلمة الطلقة وخط مائل (/) للكلمة المتلعثمة وتحسب النسبة بنفس الطريقة السابق ذكرها في وصف الصور والحديث عن المدرسة أو العمل.
- كما يستخدم الجدول الخاص بتكرار حدوث التلعثم لمن يقرأ والموجود في بداية ورقة النموذج ( اختبار ب ) لتحويل النسبة المئوية إلى درجة ، ثم تجمع على درجة “اختبار أ” ويوضع مجموع (أ) + (ب) في المربع الخاص بجانب الجدول
بند طول التلعثم
يتم تطبيقه وتصحيحه بنفس الطريقة التي سبق ذكرها مع الذين لا يعرفون القراءة (ولكن في هذه الحالة تؤخذ أطول ثلاث لحظات التلعثم من كل ما يقوله المريض من وصف وقراءة أيضا).
بند البركات والأصوات المصاحبة
يتم تطبيقه وتصحيحه بنفس الطريقة التي سبق ذكرها مع الذين لا يعرفون القراءة.
- المجموع الكلي : تجمع الدرجات الثلاث وتوضع الدرجة في المربع الخاص بها .
- كذلك التصميم النهائي: باستخدام جدول شدة التلعثم للكبار يتم تحويل درجة المجموع الكلي إلى صفة لشدة التلعثم: إما بسيط جداً أو بسيط أو متوسط أو شديد أو شديد جدا
جدول شدة التلعثم للكبار
المجموع الكلي | الشدة |
20-0 | بسيط جدا |
24-21 | بسيط |
31-25 | متوسط |
35-32 | شديد |
45-36 | شديد جدا |
استمارة اختبار شدة التلعثم
الاسم :
ذكر / انثى :
تاريخ الميلاد :
العمر:
الصف الدراسي :
يقرأ / لا يقرأ :
تاريخ اليوم :
اسم مطبق الاختبار :
- تكرار حدوث التلعثم : ( يتم استخدام أحد الجدولين وليس كلاهما ).
الجدول الخاص بمن يقرأ :
الجدول الخاص بمن لا يقرأ :
أ- اختبار وصف العمل أو المدرسة | ب- اختبار القراءة | ||
النسبة المؤوية | الدرجة | النسبة المؤوية | الدرجة |
1 | 2 | 1 | 2 |
2-3 | 3 | 2-3 | 4 |
4 | 4 | 5-6 | 5 |
5-6 | 5 | 7-9 | 6 |
7-9 | 6 | 10-16 | 7 |
10-14 | 7 | 16-26 | 8 |
15-28 | 8 | 27 و أكثر | 9 |
29 و أكثر | 9 |
ت-اختبار وصف الصورة | |
النسبة المؤوية | الدرجة |
2-3 | 4 |
4 | 6 |
5-6 | 10 |
7-9 | 12 |
10-14 | 14 |
15-28 | 16 |
29 و أكثر | 18 |
الدرجة 1 :
( أ+ب أو ج )
|
-
طول لحظة التلعثم
متوسط أطول ثلاث لحظات للتلعتم | الدرجة |
بسيطة (متغيرة) | 1 |
نصف ثانية | 2 |
ثانية كاملة | 3 |
9-2 ثوان | 4 |
30-10 ثانية | 5 |
30-60 ثانية | 6 |
أكثر من 60 ثانية | 7 |
الدرجة 2 :
|
الدرجة 3 :
|
- الحركات و الأصوات المصاحبة للتلعثم :
مقياس التقييم | صفر=لا يوجد // 1=غير ملحوظ الا بالبحث عنه // 2=يكاد يكون ملحوظ للمشاهد العادي // 3=ملفت للانتباه // 4=شديد الالفات للانتباه // 5=مؤلم وعالي الشدة. | الدرجة | ||
الأصوات الملفتة | النفس المسموع، الصفير، النفخ، الطرقعة. |
5-4-3-2-1-0 |
||
حركات الوجه | رعشة الفك، تطليع اللسان، الضغط على الشفتين، شد عضلات الفك، تغميض العينين. | 5-4-3-2-1-0 | ||
حركات الرأس | للخلف، للاعلى، يبعد وجهه عن المتحدث، قطع التواصل البصري، النظر للارض أو اي مكان آخر. | 5-4-3-2-1-0 | ||
حركات الاطراف | حركة اليدين و الذراعين، اليدين حول الوجه، حركات الرجلين (تأرجحهما أو طرق الأرض بهما)، تغيير الوضع في المقعد. | 5-4-3-2-1-0 |
جداول متابعة تكرار حدوث التلعثم
الكلمة الطلقة – . الكلمة المتلعثمة – /
اختبار
……… ……… |
|||||||||||||||||||||||||
اختبار
……… ……… |
|||||||||||||||||||||||||
اختبار
……… ……… |
|||||||||||||||||||||||||
اختبار
……… ……… |
|||||||||||||||||||||||||
اختبار
……… ……… |
|||||||||||||||||||||||||
جدول شدة التلعثم للاطفال: جدول شدة التلعثم للكبار:
المجموع الكلي | الشدة |
19-0 | بسيط جدا |
22-20 | بسيط |
30-23 | متوسط |
33-31 | شديد |
45-34 | شديد جدا |
المجموع الكلي | الشدة |
20-0 | بسيط جدا |
24-21 | بسيط |
31-25 | متوسط |
35-32 | شديد |
45-36 | شديد جدا |
التأهيل في التلعثم
هناك اكثر من مرحلة يمكن توضيحها فيما يلي:
الفنية الأولى: إرشادات أسرية
- النظر للطفل في عينيه وهو يتكلم.
- كما يجب عدم تقليد الطفل في صوته من طرف الإخوة أو الوالدين.
- عدم تصحيح كلامه.
- كذلك يجب مراعاة أن الطفل لديه صراعات نفسية لا يقدر على التعبير عنها.
- الاستماع للطفل بشكل جيد.
- كما يجب إعطاؤه الاهتمام الكامل حتى لو أخطأ.
- انتباه الأم لتعابير الوجه وعدم إظهار التذمر من الطفل أو من صوته.
- عدم تحسيس الطفل بالقلق أو الحزن على وضعيته.
- الكلام مع الطفل ببطء و روية وهدوء لعمل تغذية سمعية يخزن الطفل من خلالها الكلام بشكل واضح.
- كذلك عدم مطالبة الطفل بالإسراع في كلامه لأن هذا ينقص من ثقته بنفسه.
- العمل على تزويد الطفل بالثقة بالنفس من جميع أفراد الأسرة.
- إدخال الأب في التأهيل ومطالبته بالتقرب من ابنه.
- كما يجب تغيير الأب معاملته للطفل إذا كان يتعامل بعنف وغلظة.
- توجيه الأب إلى محاولة فتح حوار مع ابنه ومعرفة اهتماماته والتكلم معه عليها.
- كذلك عدم تشجيع الطفل طول الوقت وأيضا تقليل من فنية التعزيز،
لأن هذا سينقلب بطريقة عكسية على الطفل.
الفنية الثانية: فنية الكلام الإيقاعي
الكلام الإيقاعي هو الإطار اللحني، و هو من الطرق القديمة حيث كان يستعمل جهاز لقياس سرعة كلام المتلعثم، يطلب منه تقسيم الكلمة إلى مجموعة مقاطع وتقاس سرعة المقطع وهو ينطق حيث يضمن أن سرعة الكلام ستقل مع الوقت لكن إذا استمر الحال على ما هو عليه، فاستعمال الإطار اللحني تجعل فيه الطفل يتكلم بكلام إيقاعي يساعده على التطويل والتنويع في كلامه حتى يتجنب التلعثم.
الفنية الثالثة: فنية الحساسية التدريجية
كما يتعرض المتلعثم للمؤثرات التي يخشاها بشكل تدريجي فمثلا إذا كان لدى الطفل ضغط العدد، نحضر له مجموعة من الأشخاص بشكل تدريجي، نحضر له طفلا واحدا يتعامل معه، وبعد فترة طفلين ثم ثلاثة، ثم مجموعة..، هذا يساعده على التلاؤم والتعامل بالتدريج مع الأطفال حتى يتجنب ضغط العدد وقس على ذلك جميع المثيرات الأخرى.
الفنية الرابعة: فنية الظل
نبدأ مع الطفل بالتوازي في الكلام هو والأخصائي، مثلا نقرأ قرآنا. مثلا صورة الفاتحة أنا أنطق سورة الفاتحة بتأن والطفل يردد بصوت واضح للتدريب، حتى يتمرن. وأنا ظل له مرة أقلل طبقة الصوت وعندما يحتاج إلي أرفع الصوت لتوجيهه.
الفنية الخامسة: فنية السيكودراما
العمل على تبادل الأدوار، حيث يلعب الأخصائي دور الطفل والطفل يلعب دور الأخصائي، ما يعزز ثقة الطفل بنفسه، فهو يحاول أن يقلد الأخصائي في طريقة كلامه وفي كل شيء، فيبدأ في طرح الأسئلة و الأخصائي يجيب.
الفنية السادسة: فنية الإطالة
إطالة الكلمة قبل أن ينطق الطفل، أو إطالة حرف قبل الكلمة مثلا أحمد نقول “”آآآأحمد”” وهي فنية مناسبة للطفل الذي لديه تكرار.
الفنية السابعة: إطالة الكلمة قبل أن يتكلم الطفل
في أي كلمة يطيل الحرف قبل الأول. وهي فنية غير مجدية في الغالب وتكون مناسبة للطفل الذي لديه نوع التكرار.
الفنية الثامنة: فنية المسار المتسع
في هذه الفنية يأخذ الطفل في أخذ شهيق وزفير بشكل متكرر بشرط أن تكون الشفاه مفتوحة واللسان منخفض، ويبدأ بإخراج الهواء و إدخاله.
الفنية التاسعة: فنية الضغط على الحنجرة
فنية قديمة يتم فيها الضغط على الحنجرة فنعطي إيحاءا للجسم أن هذا الضغط سوف يساعد في إخراج الصوت وهي فنية تستخدم أكثر مع أمراض الصوت ولكن نتائجها ضعيفة في الغالب.
الفنية العاشرة : فنية صرف الانتباه
وهي فنية تجعل الطفل يعمل شيئا ينتبه له أكثر من انتباهه لصوته المتلعثم. مثلا أعطيه قلما و أطلب منه أن يحركه بشكل دائري أو أحركه أنا أمامه كأخصائي و أطلب منه التركيز و النظر إلى القلم وفي نفس الوقت أطلب منه الحديث عن موضوع ما أو أسأله عن شيء ما، وهو يتكلم أطلب منه أن يفتح يدا ويغلق يدا بالتوالي ويركز مع كلتا يديه وهو يتكلم، أو أطلب منه التصفيق وهو يتكلم و أطلب منه عدد التصفيقات المختلفة في كل مرة، ويركز مع العدد المتتالي، مع الوقت يحقق الطفل نتائج جيدة في هذه الفنية.
الفنية الحادية عشر: فنية ستروميستا
هي فنية باسم العالم الذي اكتشفها حيث يطلب من المتلعثم أخذ نفس بين كل كلمة والتي تليها، حيث أجلس طفل أمامي. في البداية أطلب منه خلال نطقه للجملة أن يأخذ نفسا بين كل كلمة والأخرى التي تليها، و في المرة الثانية أطلب منه أن يأخذ نفسا بين كل كلمتين وفي الأخير أطلب منه أن يأتي بالجملة كاملة بنفس واحد في الأخير.
الفنية الثانية عشر: فنية التنفس
خلال هذه الفنية يكون الطفل نائما على سرير ومسترخيا، أما إذا كان كبيرا فتطلب منه الجلوس مستقيم الظهر ويأخذ نفسا عميقا. ثم تعرف الشخص أو الطفل ما يسمى بالتنفس البطني توجهه إلى وضع يده على البطن ويحاول إخراج الهواء من بطنه وليس من رئتيه نعمل هنا على ضبط التنفس البطني وهنا يجب التنبيه على تعريف الطفل أن أخذ النفس من البطن هو التنفس الصحيح حيث يمر الهواء من البطن إلى القصبة الهوائية ليخرج لنا الصوت ويعطينا الكلام فمشكلة الشخص المتلعتم أنه ويأخذ نفسه فقط من صدره
وهذا ما يجعل الهواء لا يأخذ مساره الصحيح في أول خطوة هنا أعطيه نموذج أخذ النفس الصحيح من البطن وأنا أضع يدي على بطني ثم آخذ يده وأضعها على بطنه لي انت بها إنه الهواء خلال الكلام يجب أن يخرج من البطن. اشتغل مع الطفل على تمارين نفخ كثيرة حتى ضبط المسار الهوائي. مثلا أعطيه أن ينفخ على ورقة أو ينفخ بالونا على أربع مراحل. أولا يدخل الهواء خلال عمليتي الشهيق والزفير من الأنف، في مرحلة ثانية إدخال وإخراج الهواء خلال عمليتي الشهيق والزفير من الفم ثالثا بالتناوب شهيق من الأنف زفير من الفم والعكس.
اساعده على التنفس بحركات بطيئة حيث يأتي بهواء الشهيق بشكل بطيء ثم يخرجه خلال الزفير بشكل بطيء أيضا وفي مرحلة أخيرة أعمل معه على تسريع عمليتي الشهيق والزفير شهيق سريع زفير سريع. ثم أدربه على كتم النفس، بالتناوب بين الأنف و الفم لمدة خمس ثوان، ثم عشرا ثم … و ذلك لتقوية عضلة البطن. أطلب منه أن يخرج الأصوات مع النفس في نفس الوقت لأن تفاوت خروج الصوت مع النفس هو ما يسبب التلعثم.
وبعد هذه المرحلة أبدأ بالاشتغال على الأصوات المنفردة مثلا: “” آ هَا عَا سْ شْ “” أترك الأصوات مفتوحة ليكون الهواء مضبوطا .
ثم بعدها أشتغل على المقاطع الصوتية “”هو… عو… مو… سا… سو… سي “”. قبل كل واحدة من المقاطع أطلب من الطفل أن يأخذ نفسا عميقا و أعمل على تطويل النفس وتقوية النفس بشكل تدريجي ومتكرر.
بعد ذلك أنتقل إلى الكلمات ثم الجمل مع تطبيق فنية ستروميستا، فإذا كانت الجملة آخذ بين كل كلمة والأخرى نفسا عميقا ثم بين كل كلمتين، ثم بعد كل ثلاث كلمات، ثم بعد كل جملة. هذا يساعد الطفل بالتدريج على ضبط إيقاع تنفسه وبذلك يضبط إيقاع صوته وكلامه ويجعله يتجاوز التلعثم بالتدريج.
خاتمة
لا توجد وسيلة لمنع التأتأة؛ لكن الوعي بالتغيرات الطبيعية والعلامات غير الطبيعية هو العنصر الأكثر أهمية لمعالجة المشكلة في مراحلها المبكرة.
فالتلعثم باعتباره ظاهرة بشرية نالت حقها من الدراسة و التحليل، منذ عصور ما قبل الإسلام و التي ذهب إلى القول بأن كليم الله موسى عليه السلام كان متلعثما و كان لسانه غير فصيح، مستشهدين بقوله تعالى: (وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ) سورة القصص. آية 34. و في قوله أيضا:(وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي) سورة طه، الآيتان: 27-28. مرورا بالعديد من الشخصيات المشهورة عبر التاريخ.
و لكن، و لله الحمد، فقد وُجِدَتْ عدة صيغ و طرق لمعالجة الظاهرة، أدت إلى تقزيمها و اعتبارها مرضا عابرا يسهل تفاديه. و لهذا السبب ارتأيت أن أختم هذا البحث بمجموعة من التوجيهات و الإرشادات للمتلعثمين و ذويهم، أختصرها كما يلي:
- مهما كان طول المدة التي عانيت فيها من التلعثم والتأتأة لا تتردد في التواصل معالج مختص.
- لا تسرع أثناء الكلام، فالتحدث ببطء، هي واحدة من أكثر الطرق فعالية لتخفيف التلعثم.
- كذلك يجب أن تتمرن على التحدث في بيئة مريحة ومع أشخاص يعانون من نفس المشكلة، لأن ذلك يساعدك على الشعور براحة أكبر مع نفسك وطريقة كلامك.
- التركيز على خطة علاج فعالة عند الكبار والصغار لتحسين التلعثم والتخلص منه، فهو يبقيك هادئًا ومسترخيًا، ما يخلصك من التوتر، ويساعدك على توجيه أفكارك في منحى معين، و يزداد تركيزك حول ما تريد قوله.
- سجل صوتك وأنت تتكلم حتى إن كان مزعجا وغريبًا بالنسبة لك، فسماعك لنفسك وأنت تتكلم يساعدك على ملاحظة تطورك، وينبهك للأماكن التي تسبب لك التأتأة، كما يجعلك تسمع أشياء لم تلاحظها من قبل في كلامك، وذلك يشجعك على الاستمرار في العلاج.
- إن مفتاح التغلب على التلعثم والتأتأة هو أن تحيط نفسك بأشخاص داعمين لك من أهلك وأصدقائك، يتحلون بالصبر ويصغون إليك في أثناء حديثك ويشجعونك على الاستمرار، بالإضافة لمعالجك النفسي الذي يساعدك على وضع خطة العلاج المناسبة لك ومراقبة تطبيقها والاستمرار بها.
تابع المزيد: اللدغة
كتابة : سمية الزاهري
المراجع و المصادر
- موسوعة ويكيبيديا الالكترونية.
- محاضرات الدكتورة ندا الجندي.
- دراسات الدكتورة نهلة عبدالعزيز الرفاعي.