انتشر مؤخرًا بحث الآباء عن كيفية التعامل مع المراهق في علم النفس للتعرف على النهج الصحيح في تربيتهم والحصول على النتائج التي يريدونها، كما أن الكثير منهم حريصين على عدم استخدام التسلط وفرض الرأي لتجنب عند المراهقين، فهي فترة مربكة لمعظم الآباء حيث ينتقلون من مرحلة الطفولة وبراءة الفكر والأفعال إلى مرحلة حساسة ومليئة بالكثير من المفاجآت.
كيفية التعامل مع المراهق في علم النفس
هناك عِدة قواعد لا بد من معرفتها عندما يتم التعامل المراهقين لتقليل الفجوة بينك وبينهم من أهمها:
- تقبل رأيهم وعدم الاستخفاف به مهما كان مختلف ورغم أنها نصيحة قد لا يتقبلها الكثير من الآباء إلا أنها هامة من حيث إتاحة إيجاد مساحة مشتركة بينهم ودعم الثقة بين المراهق ووالديه، وعلى هذا يمكن وضع حلول ترضي جميع الأطراف.
- استماع الوالدين للمراهقين والتعرف على أفكارهم دون تصحيحها بشكل مباشر وعنيف، حيث يشعر معظم المراهقين بأنهم غير مفهومين ممن حولهم ولا أحد يشعر بهم؛ لذا من الهام تخصيص وقت للحوار معهم بكل آذان صاغية.
- الصبر من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الوالدين في جميع مراحل التربية ومع ذلك فإن فترة المراهقة تحتاج إلى آباء صبورين وهادئين لاختيار الأسلوب المناسب مع أولادهم فالغضب والعنف من أكثر مسببات ظهور العناد عند المراهقين.
- منحهم الثقة بترك مساحة خصوصية لهم ولكن بشرط وضع حدود وقوانين لتلك الحرية لتجنب الوقوع في المشكلات التي يصعب حلها، فهم بحاجة إلى رِقابة بجانب الخصوصية.
- التقرب من المراهقين والتعامل معهم كالأصدقاء باختيار أوقات معينة للخروج معًا او قضاء وقت ممتع بأداء بعض النشاطات المفضلة، مما يزيد من القرب بين المراهقين ووالديهم.
- ترك فرصة للمراهقين للقيام بحل مشاكلهم دون التدخل وذلك لترك فرصة لهم لاكتساب مهارة حل المشكلات والاعتماد على أنفسهم، إلا إذا استدعى الأمر تدخل الوالدين.
- وأخيرا لا بد من وضع قواعد بعينها واضحة لا يمكن أن يخترقها أحد مع وضع عواقب للسلوك غير المرغوب فيه، ويجب مناقشتهم في تلك القواعد مع تنفيذها بمرونة دون تسلط.
يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن: أضرار الحزن والاكتئاب
كيفية التعامل مع المراهق الذكر؟
تتلخص معاناة البيوت التي يوجد فيها مراهقين ذكور في الصراع بينهم وبين آبائهم لإثبات ذواتهم والتمرد عليهم بشكل دائم لنيل الحرية والاعتماد على النفس بشكل كلي دون الحاجة لوالديهم في كل أمور حياتهم.
ويمكن اتباع بعض النصائح لتفادي التصادم الذي قد يحدث بين المراهقين الذكور ووالديهم وتجنب أجواء التوتر والقلق التي تسود المنزل، وهي:
- تعزيز الشعور لدى المراهقين بأن قراراتهم في أيديهم وترك المساحة الكافية لهم لإثبات هويتهم.
- الاعتماد عليهم في بعض الأمور لتربيتهم على فكرة تحمل المسئولية تجاه اختياراتهم.
- مراقبة القرارات التي يتخذوها من بعيد دون إشعارهم بذلك، وبمجرد الحصول على النتائج المرغوبة ورأينا من المراهق الشعور بثقته بنفسه نبدأ بوضع قوانين المنزل بالتحاور معه.
- نترك له مساحة للتدخل في وضع تلك القواعد وفق ما يستطيع تطبيقه ليتحمل العواقب إذا خالفها، وذلك يعزز نضج شخصيته.
- في حالة ملاحظة تشتت المراهق في الاختيار ما بين أشياء كثيرة كاختيار الرياضة المفضلة فلا بأس من تركه للتجربة حتى يستقر على ما يريد باقتناع.
- وأخيرًا تجنب كل أشكال اللوم واتهام المراهق بصفات سلبية تجعله يعزف عن مشاركة أهله أفكاره.
كيفية التعامل مع البنت المراهقة في الاسلام؟
التعامل مع الفتيات المراهقات أقل وطأة من التعامل مع المراهقين الذكور ومع ذلك فلا بد من اتباع قواعد الإسلام في تربية الفتيات لتعليمهم الحدود المسموح بها وترسيخ فكرة الحجاب والاحتشام من أجل أنفسهن فهن أمهات المستقبل.
وهناك بعض النصائح التي يمكن الأخذ بها عند تربية المراهقات يمكن ذكرها في النِّقَاط التالية:
- تجنب نصح الفتاة بعنف واستخدام أسلوب العِند ويفضل مصادقتها للتعرف على أفكارها ومشاعرها لتوجيهها في الطريق الصحيح.
- توصيل فكرة الحرية لها بالشكل الذي يتضمن وجود حدود لتلك الحرية مع إمكانية اتخاذ القرارات التي تناسبها.
- عدم استخدام أسلوب التوبيخ والسخرية من تصرفاتها والانتقاد المستمر خاصة أمام الناس، ولكن يفضل نصحها بأسلوب لين.
- الإنصات لها وقتما ترغب في الحديث وحفظ أسرارها.
- من أخطر الأخطاء الشائعة في كيفية التعامل مع المراهق في علم النفس هي المقارنة بينه وبين أقرانه مما يقلل من الثقة بالنفس، فيجب تقبل فكرة اختلاف القدرات والاهتمامات وترك الفتاة تكون نفسها لا تحقيق لرغبات أهلها.
- التعامل معها بشكل راقي وأسلوب يُشعرها بكونها فتاة عاقلة ومتزنة والأخذ برأيها في بعض الأمور.
- المراهقات بحاجة شديدة لوجود الأبُ في تلك المرحلة والتنعم برعايته واهتمامه وحبه لتكون سوية ولا تبحث عن الحب خارج المنزل مما يوقعها في كثير من المخاطر.
- ترك الفتاة تختار ملابسها ومستحضرات التجميل التي تريد ولكن تحت رِقابة من الأبوين لتوجيهها ما يناسب حدودها وعدم تعديه والانسياق خلف التقليد الأعمى للموضة.
- التعرف على صديقاتها المقربين دون إشعارها بالتحكم فيها.
يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن: أسباب الاكتئاب النفسي
كيفية التعامل مع المراهق العنيد؟
أوضح المتخصصين كيفية التعامل مع المراهق في علم النفس ولكنهم وضعوا قواعد خاصة للمراهق العنيد فإن التعامل معه يجب أن يكون بحذر لتجنب المشكلات التي قد تواجه الأهل في حالة استخدام الشدة والعنف في تربيته والسيطرة عليه.
وتلك القواعد كما يلي:
- يجب على الأهل فهم طبيعة مرحلة المراهقة من حيث التقلب المزاجي وقلة الثقة بالنفس وغيرها لتقبل المراهق كما هو والتعامل معه بصبر وهدوء.
- غرس الثقة فيه ليشعر بأهمية ذاته.
- الأخذ برأيه والعمل به في حالة كان يسمح الأمر بذلك.
- تقديم لحلول البديلة طوال الوقت، حيث يريد المراهق إثبات نفسه بعيدًا عن أسرته وهو أهم أسباب عنده.
مشاكل سن المراهقة
حتى نتمكن من معرفة كيفية التعامل مع المراهق في علم النفس لا بد أولًا من التعرف على أبرز المشكلات التي تواجههم:
- يبرز عند معظم المراهقين فكرة جلد الذات بشكل مبالغ فيه.
- نقص في معرفة القيمة الذاتية وقلة الثقة بالنفس.
- يشعر بأنه لا فائدة منه لذا يرغب الكثير منهم في العمل.
- التفكير في المحاولات الفاشلة بشكل غير طبيعي مما يزيد من شعور الإحباط لديه.
- تغيرات غير مبررة في الشهية.
- نوبات بكاء غير معروفة السبب.
- كثرة النوم أو حب السهر.
- فقد الشغف.
- تشتت في التفكير.
- قلة الاهتمام بالنفس وبالمظهر.
يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن: ما هو علاج التوتر العصبي
كيف انصح ابني المراهق؟
تختلف الطريقة التي يلجأ إليها الأهالي في نصح أولادهم المراهقين منهم من يتقبلها ويعمل بها ومنهم من ينفر منها على الرغْم من أن النصيحة واحدة ولكن الطريقة المستخدمة في النصح هي التي تحدد موقف المراهق في تقبلها من عدمه.
لذا يجب أن يراعي الوالدين النِّقَاط التالية أثناء النصح:
- تحديد النصيحة أو الطلب بعينه دون الإكثار في الكلام فخير الكلام ما قل ودل.
- الحرص على التواصل البصري وعدم الانشغال بأي أمر آخر أثناء الحديث.
- وضع نتيجة واضحة للنصيحة.
- وضع العبارات التي تُشعر ابنك بالاحترام والتقدير.
- استخدام المدح والثناء خلال النصح.
ماذا يكره المراهقون؟
هناك الكثير من العبارات التي يكره المراهق سماعها وقد تُشكل الكثير من الإضراب في علاقتهم بوالديهم وأسرتهم بالرغْم من استصغار الوالدين لها واستخدامها بشكل دائم، مثل ذكر إنجازات من في سنه ومقارنته بهم.
كما يستخدم الوالدين أسلوب التوبيخ وإصدار الأحكام السلبية مما يقلل من ثقة المراهق بنفسه كالحكم عليه بأنه كسلان.
كما يقارنون أنفسهم بهم عندما كانوا بنفس العمر غير مدركين فرق الوقت والزمن.
تعود الوالدين على قراءة الكتب والمواقع الإلكترونية التي توضح كيفية التعامل مع المراهق في علم النفس يجعل مهمة تربية المراهقين أمر سهل وبسيط بعكس الآباء الذين يجهلون خطر تلك الفترة والتعامل معهم بالشكل المُعتاد ولا ينتبهون إلا بوقوع أبناءهم في مشكلات كبيرة.