مقدمة اضطراب تأخر نمو اللغة عند الطفل
مفاهيم عامة حول اللغة والكلام
- علاقة اللغة بالتواصل
- علاقة اللغة بالكلام
- الفرق بين الصوت والكلام
- جهاز النطق
- القاعدة الفيزيولوجية للنطق
- الجهاز السمعي
- المناطق الدماغية المسؤولة عن اللغة
مراحل نمو اللغة عند الطفل
- مرحلة الوليد والرضيع
- مرحلة الطفولة المبكرة
- مرحلة الطفولة المتوسطة
- مرحلة الطفولة المتأخرة
اضطراب تأخر نمو اللغة عند الطفل
تعريف اضطراب تأخر نمو اللغة عند الطفل:
- الفرق بين اضطراب تأخر نمو اللغة واضطراب الكلام و النطق عند الطفل:
- أنواع تأخر نمو اللغة عند الطفل
- أسباب وعوامل تأخر نمو اللغة عند الطفل
- التشخيص
- العلاج
- طرق الوقاية لتفادي تأخر اللغة عند الأطفال
مقدمة
اللغة معجميا من لغا يلغوا بكذا: أي تكلم به، واصطلاحا هي نسق من الرموز والإشارات التي يستخدمها الإنسان بهدف التواصل مع البشر، والتعبير عن مشاعره، واكتساب المعرفة.
وتعد اللغة إحدى وسائل التفاهم بين الناس داخل المجتمع، فهي مصدر لثقافة الأمة على اعتبار أن اللغة هي نظام من الرموز متفق عليه في ثقافة معينة وفق تنظيم وضبط وقواعد، وهذا المنظور مهم جدا من الناحية الفكرية والاجتماعية والانفعالية. فقد عرفها بن جني على أنها: ” أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم”.
علاقة اللغة بالتواصل
والإنسان بطبعه كائن اجتماعي، والتواصل اللغوي هو دليل وجوده، ولا يمكن العيش بدونه، إذ هناك علاقة وطيدة بين اللغة والتفكير. فحسب ديكارت:
“أنا أفكر إذن أنا موجود” معتبرا أن التفكير هو لغة صامتة تجسد وجودية الإنسان. وحسب تعبير فيكوفسكي: ” اللغة والتفكير ينبعان من جذرين مختلفين، لكنهما يتوحدان لدى نمو الطفل، ويمكن القول إن العلاقة بينهما عضوية ديناميكية لا يمكن الفصل بينهما، فلا يكون هناك تفكير بدون لغة و لا لغة بلا تفكير، فالتفكير هو حديث لغوي باطني، و اللغة هي تفكير كلامي ظاهري”. هذا المنظور يؤكد أن اللغة لا تقتصر على أصوات منطوقة، بل تستلزم سلامة مجموعة من الأعضاء المتدخلة في إنشاء لغة مفهومة يتم التواصل من خلالها.
فبرغم أن اللغة اللفظية الصوتية هي الوسيلة الأكثر شيوعا بين البشر، إلا أن هناك وسائل غير لفظية بعضها مصاحب للغة التعبيرية اللفظية، وأخرى مستقلة عنها.
بداية تأهيل النطق والكلام
انطلاقا من هاته النقطة، يمكن أن نستنتج ان اللغة كلمة ينطوي تحت إطارها عدة طرق تعبيرية منها: اللغة التعبيرية اللفظية المنطوقة، اللغة المكتوبة، لغة الإشارة، البرايل، الإيماءات، الرموز……….
وقد فضل الله سبحانه وتعالى الإنسان ومنحه خاصية اللغة التعبيرية اللفظية والغير اللفظية ومنحه القدرة على استقبالها وفهمها والتعامل معها والتواصل من خلالها. إلا أن هاته الخصائص قد تتعرض لاضطرابات تعيق الوظائف التواصلية لدى الإنسان في حياته اليومية.
ونظرا لأهمية اللغة في حياة الإنسان، بدأ الاهتمام بترويض النطق و الكلام مند القرن السابع عشر الا أن كلمة ترويض أو تأهيل النطق و الكلام ظهرت لأول مرة في فرنسا سنة 1828 حيث قام الدكتور مارك كولومبا MARC COLOMBAT بإنشاء اول مركز متخصص في تأهيل النطق و الكلام بباريس و الذي كان مختصا في التأتأة. إلا أن أول شهادات مهنية في فرنسا لم تمنح إلا في سنة 1955 على يد السيدة SUZANNE BOREL- MAISONNY مؤسسة أول مركز تعليمي مهني في فرنسا وتمكنت من تقنينه سنة 1964 تحت اسم دبلوم وطني لترويض وتأهيل النطق.
مجال النطق والسمع
كما اهتم الأمريكيون و البريطانيون بهذا المجال مند بداية القرن العشرون، حيث تم انشاء عدة جامعات متخصصة في المجال كما تم إنشاء الجمعية الأمريكية للسمع و النطق ASHA (American Speech Language Hearing Association) و التي تعمل مند ذلك الوقت على تعزيز الاهتمام بمجال النطق و السمع، و تقديم خدمات عالية الجودة للمهنيين في علم السمع، و أمراض النطق و اللغة، وعلوم الكلام و السمع، والدفاع عن حقوق الأشخاص الذين يعانون من إعاقات في التواصل.
هاته الجمعية عرفت اللغة كعملية معقدة وديناميكية تتكون من مجموعة من الرموز المتفق عليها بأساليب متعددة للتواصل، ومتأثرة بالتراث الثقافي والاجتماعي والتاريخي. كما أن لكل لغة مكونات تتعلق بالجانب الصوتي والنحوي والصرفي والدلالي والاجتماعي………..أما الكلام فهو وسيلة التواصل الأساسية، والتي تتطلب سلوكا حركيا و تناسقا عصبيا دقيقا ينتج عنها أصوات مختلفة تكون لغة مفهومة.
لهذا وكما تم الإشارة إليه سابقا، فالتعبير اللغوي والكلام يتطلب السلامة العضوية والعملية لمجموعة من الأعضاء والوظائف التي تتدخل في عملية الكلام والتعبير والتواصل. وفي حالة وجود خلل في إحدى مسارات تكون اللغة، ينتج اضطراب لغوي يؤثر سلبا على الحياة اليومية للطفل ومن بينها اضطرابات تأخر اللغة والنطق.
مفاهيم عامة حول اللغة والكلام
كما تم إشارة اليه في مقدمة هذا البحث، يتميز الإنسان عن بقية الكائنات الحية بخاصية تعتبر من أرقى وأسمى الخصائص التي أنعم بها الله سبحانه وتعالى عليه وهي اللغة وكلام، تلك الميزة التي يستطيع بها التواصل مع غيره من الأفراد، كما يستطيع أن يعبر بها عن أفكاره ومشاعره وانفعالاته. وتتميز هذه اللغة بالجمع بين ما هو لفظي، حركي………… كما تتميز بتعدد وظائفها والتي لخصها HALLIDAY فيما يلي:
- الوظائف النفعية: لإشباع رغبات الفرد
- كذلك الوظائف التنظيمية: على شكل أوامر ونواهي مثلا.
- الوظائف التفاعلية الاجتماعية
- كذلك الوظائف الشخصية: للتعبير عن الأفكار والمشاعر
- الوظائف الإعلامية: التي تمكن من نقل المعلومة في الوقت الحاضر وعبر الأجيال
- كذلك الوظائف الرمزية: التي تعتبر أحد وسائل التواصل كالكتابة، أو الإيماءات أو لغة العيون ……….
- الوظائف التخيلية: التي تعبر عن الجانب الإبداعي للشخص.
علاقة اللغة بالتواصل
أجمعت جميع الدراسات والأبحاث على أن التواصل البشري هي ضرورة إنسانية تستلزم وجود ثلاثة عناصر أساسية:
- المرسل: الذي يقوم بعملية القاء الرسالة
- المرسل اليه
- ووسيلة التواصل أو القناة الاتصالية التي يتم عبرها نقل الرسالة المكونة من مجموعة من شفرات الاتصال.
ويلخص الشكل “1” نمودج shannon & weber للاتصال:
كما يلخص الشكل “2” مسار الاتصال حسب DENES & PINSON “1993»:
وقام RONDAL “1985” بتصنيف الاتصال حسب معيارين:
- المسافة
- والمنوال
فحسب المنوال، تنقسم اللغة إلى ما هو لفظي كاللغة الشفهية و اللغة المكتوبة و ما هو غير لفظي كلغة الجسد، الايماءات، الإشارة، الشفرات، لغة برايل ………
ويعتبر الاتصال الشفوي أهم الطرق التعبيرية لدى الإنسان.
ويلخص الشكل “3” أنواع الاتصال حسب المنوال:
علاقة اللغة بالكلام
تختلف اللغة عن الكلام وإن كان الإثنين مترابطان. فالكلام هو مجموعة من الأصوات اللغوية الساكنة والمتحركة الناتجة عن تشكيل المدة الصوتية في جهاز النطق. أما اللغة، فهي الجهاز الذي يقرن الصوت بالمعنى ويتحكم فيها الدماغ.
الفرق بين الصوت والكلام
الصوت هو المادة الصوتية التي تحدث نتيجة اهتزاز الاحبال الصوتية بالحنجرة منتجة صوتا خاما يكون أساسا للتخاطب اللفظي أي الكلام المنطوق.
جهاز النطق
يتكون جهاز النطق عند الانسان من أعضاء عديدة تشكل منظومة متكاملة لإنتاج أصوات لغوية. لهذا ومن أجل لغة لفظية مفهومة و سليمة يجب التأكد من سلامة جميع الأعضاء المتدخلة في النطق.
ويتكون جهاز النطق عند الإنسان من الرئتين، القصبة الهوائية، الحنجرة، الأوتار الصوتية، الحلق، اللسان، الحنك، الأسنان، الشفتين، اللثة و الجيوب الأنفية.
ويمثل الشكل “4” مختلف أعضاء النطق العلوية
كما يمثل الشكل “5” علاقة كل عضو من أعضاء النطق بمختلف مخارج الحروف. وأي خلل في عضو من الأعضاء قد يؤدي الى اضطرابات في النطق و الكلام مما قد يؤثر سلبا في النمو اللغوي للطفل وفي طريقة تواصله مع الآخرين.
القاعدة الفيزيولوجية للنطق و الكلام أي التعبير اللفظي
يعتبر الهواء الذي يخرجه الانسان من رئتيه ” الزفير” هو المادة الخام التي تتحول بمرورها بين الوترين الصوتيين عند تقاربهما إلى صوت يخرج بسرعة على شكل موجات صوتية تتعدل و تتشكل في باقي الأعضاء المذكورة سابقا.
وتتنوع الأصوات بشكل عام تبعا للتغيير الذي يحدث في الممرات و التجاويف التي يمر فيها، كما تتغير الأصوات وفق الأوضاع التي تتخذها عضلات أعضاء النطق .
و الكلام هو نتيجة لخراج الهواء من الرئتين كما ذكر سابقا و هذا الإخراج يكون خاضعا ل:
- عضلات البطن
- الحجاب الحاجز
- العضلات الموجودة بين الأضلع
هاته العضلات هي التي تسمح بتسوية الإيقاع الصوتي والنغمة الصوتية.
ويمثل الشكل “6” رؤية شاملة لجهاز النطق والمتدخل في انشاء اللغة المنطوقة
كما يمثل الشكل “7”و “8” فيزيو-دينامكية الأوثار الصوتية
إلا أن هناك شرط أساسي يمكن الفرد من التخاطب وهي سلامة جميع الأعضاء المتدخلة في إنشاء اللغة والكلام نذكر منها سلامة الجهاز السمعي وحاسة السمع.
الجهاز السمعي وحاسة السمع
تتكون الأذن من ثلاث أقسام: الأذن الخارجية المسؤولة عن جمع الأصوات ، الأذن الوسطى المسؤولة عن التوازن و نقل الذبذبات الصوتية و الأذن الداخلية و التي تحتوي على خلايا حسية تلتقط الإشارات السمعية و تنقلها إلى الدماغ بواسطة عصب السمع.
ويشترك في عملية السمع كل من الأذن، العصب السمعي و مراكز السمع في الدماغ، وأي خلل في أحد الأعضاء سيؤدي إلى خلل في عملية السمع و بالتالي عملية النطق و الكلام و فهم الرسائل.
ويمثل الشكل “9” مختلف مكونات الأذن
و يمثل الشكل”10″ المسار الذي يأخذه الصوت عند التقاطه من طرف الأذن الخارجية.
تابع المزيد: اللدغات
المناطق الدماغية المسؤولة عن اللغة
تتركز الوظائف الخاصة باللغة في النصف الكروي الأيسر لدى أغلبية الأفراد الذين يستخدمون اليد اليمنى و لذلك فإن النصف الأيسر من المخ تقع على عتقه المداخيل التحليلية و المنطقية واللفظية، وتتركز في هذا النصف ستة أجزاء تلعب دورا هاما في وظائف اللغة بالإضافة إلى التلاميس thalamus:
منطقة الترابط السمعي
وهي الموجودة في الفص الصدغي والمسؤولة عن فهم اللغة المسموعة.
منطقة الترابط البصري
وهي الموجودة في الفص الخلفي والمسؤولة عن اللغة المقروءة أو المكتوبة
منطقة فيرنيك
وتوجد بين فصوص المخ الثلاثة: الجداري والخلفي والصدغي. وهي منطقة ترابط بين هذه الفصوص وهي المنطقة الحسية المسؤولة عن استقبال الإشارات من مناطق الترابط من أجل تنظيم وفهم اللغة بشكل عام.
ثم يتم تحليلها في هاته المنطقة ليتم إما إعطاء الأوامر الحركية المطلوبة للتعبير بالتلفظ و التحدث أي الكلام الشفوي، أو التعبير بالكتابة، و تبعا لهذا التحديد ترسل إشارتها إما لمنطقة بروكا لإصدار الكلام الشفوي، أو إلى منطقة إكزنر للتعبير الكتابي.
منطقة بروكا
توجد في الجزء الأسفل من المنطقة الحركية في الفص الجبهي، إكتشفها الجراح PAUL BROCA وهي المنطقة المسؤولة عن تنسيق الحركات العضلية المسؤولة عن عملية الكلام أي التعبير اللفظي.
منطقة إكزنر
توجد في الفص الجبهي وهي المنطقة المسؤولة على التعبير الكتابي.
جزء من القشرة المخية
وهو جزء حركي في الفص الجبهي المسؤول عن حركة عضلات الكلام كالشفاه واللسان والحنجرة وهي العضلات الأساسية لإصدار الأصوات.
إذن نستخلص أن وظيفة الكلام تتم من خلال عملتين أساسيتين:
الاستقبال من خلال المناطق الحسية الترابطية التي ترسل إشارتها إلى منطقة الفهم العام وهي منطقة فيرنيك والتي تتولى بعد ذلك إصدار الأوامر إلى المناطق التعبيرية الحركية أي منطقتي بروكا و أكزنر.
ويمثل الشكل “11”و “12” و “13” مختلف المناطق الدماغية المسؤولة عن اللغة:
مراحل نمو اللغة عند الطفل
يكتسب الطفل اللغة غير اللفظية واللفظية مند الميلاد، وعلى طول مراحل العمر المختلفة حتى يصل إلى المستوى اللغوي المناسب والذي يمكنه من استخدام اللغة بسهولة واندماجه في المجتمع.
يمكن تقسيم مراحل نمو واكتساب اللغة كما يلي:
مرحلة الوليد والرضيع
وتستمر هذه المرحلة من الولادة إلى نهاية السنة الثالثة. وهناك خصائص تميز هذه المرحلة وتؤثر في مقدرة الطفل على اكتساب اللغة سوف نتعرف عليها في هاته الفقرة كما سنتعرف على مختلف مراحل اكتساب اللغة من الولادة الى عمر ثلاث سنوات.
- العوامل المؤثرة في النمو اللغوي عند الطفل من الولادة إلى سن ثلاث سنوات:
- تأثر النمو اللغوي بالمهارات النمائية الأخرى:
بصفة عامة يتأثر النمو اللغوي في تطوره بمظاهر نمو المهارات النمائية الأخرى والعكس يتم أيضا.
ويلخص الجدول التالي دورات النمو اللغوي وتأثرها بمراحل النمو الأخرى:
العمر بالأسابيع |
مظهر النمو اللغوي | الأسباب |
5 – 11 |
سريع | |
14 – 23 |
بطيء |
بدأ تعلم مهارات القبض على الأشياء |
24 – 30 | سريع | |
31 – 34 |
بطيء |
بدا مهارة الجلوس و الاتزان |
تأثر النمو اللغوي والحركي بالمستوى العقلي أي مستوى الذكاء
المستوى العقلي | بدء المشي بالأشهر | بدء الكلام بالأشهر |
عالي | 13 | 11 |
متوسط | 14 | 16 |
ضعيف | 21 | 34 |
تأخر عقلي | 30 | 50 |
تأثر النمو اللغوي بسلامة التكوين العقلي
التكوين العقلي للرضيع له دور كبير في اكتسابه اللغة، ونمو الحواس لديه وهي التي تمكنه من التعرف على العالم الخارجي. فهي وسائل المعرفة التي عن طريقها يتلقى الرضيع معلومته عن البيئة. وبواسطة هاته الحواس يدرك الوليد ما يتصل بحوله من مدركات في حدود طاقته العقلية.
ويقوم الجهاز العصبي بنقل الحواس إلى المخ والمخيخ عن طريق الجهاز العصبي المحيطي. ففي الأسابيع الأولى من حياة الرضيع يدرك الأشياء عن طريق الاتصال المباشر بجسمه كالطعام، ويتعرف على المصدر الذي يمده بالغذاء خاصة أمه ففي تلك المرحلة لا يزال حواسه غير خاضعة لسيطرته.
تأثر النمو اللغوي بنمو حاستي السمع والبصر
اللغوي عند الرضيع يتأثر بطريقة وطيدة مع نمو حاستي البصر والسمع لدى الرضيع. فكل خلل قد يؤدي إلى تأخر نمو اللغة عند الرضيع. ورغم أنه يكون قادر على سمع لغة الراشدين فإن إدراكه الحسي في الأشهر الأولى غير متوفر لأنه لا يملك القدرة على التمثيل العقلي أو القدرة على الترجمة أو التأويل أو التفسير.
وهذه كلها عمليات إدراكية وليست حسية. وكذلك ينطبق نفس الوضع على الإدراك البصري الذي يتسع وينموا مع نمو بيئته وخبرته وتجاربه مع محيطه.
تأثر نمو اللغوي بالبيئة التي يعيش فيها الطفل الرضيع
الكلام مظهر من مظاهر التكوين العقلي للرضيع والكلام، وهي عبارة عن مجموعة من الرموز الصوتية والمعاني المختلفة والمتماثلة والأفكار. وكل إنسان يزود بالفطرة بأجهزة النطق، ولكن تكوين الكلام ونموه يخضع للبيئة الإنسانية التي تقدم للرضيع نماذج من الكلام والمفردات اللغوية وتشجعه على التقليد والتعلم.
تأثر النمو اللغوي بجنس الرضيع
تشير الدراسات إلى الفروق بين الجنسين في مجال التطور اللغوي. حيث كشفت وجود فرق جوهري لصالح الإناث في جوانب التطور اللغوي عند الأطفال، وأوضحت الدراسات أنه في كل مرة تحث فيها مقارنة النمو اللغوي لمجموعة من الفتيات مقارنة مع الفتيان مع مراعاة احترام تكافئ المستوى الاقتصادي والاجتماعي والذكاء فقد كانت النتائج لصالح الإناث.
وتمركزت الفروق على امتداد عمر الإناث والذكور، ولك مع بداية النطق للكلمة الأولى أو في طول الجملة أو في الحصيلة اللغوية.
وفيما يتعلق بإضرابات اللغة والكلام و النطق، فقط تبين أن الذكور أكثر عرضة للإصابة من الإناث. فالتلعثم مثلا يصيب خمس مرات الذكور أكثر من الإناث. وحسب دراسة قام بها MILLER فإن كلام الذكور يبدوا أقل وضحا حيث بلغت نسبة الكلام المفهوم في سن السنة و النصف 38 % لدى البنات مقابل 14 % لدى البنين.
وقد فسر Luneberg هذا الفرق بكون الدماغ عند الإنات ينضج في وقت مبكر مقارنة مع الذكور، خاصة فيما يتعلق بتمركز وظيفة الكلام في الفص المسيطر على هاته الوظيفة ذلك أن النضج اللحائي في هذه الحالة يساعد على الإسراع في إخراج الأصوات وكذلك معدل اكتساب اللغة.
كما أوضحت دراسات أخرى، عن تفوق الإنات على الذكور في اللغة المكتوبة والقراءة، وكذلك في اتقان حروف الهجاء والفهم القرائي و الفهم اللغوي.
تأثر النمو اللغوي بالصحة العامة للرضيع
إن الحالة الصحية للطفل تؤثر في عمليات نموه المختلفة، فكلما كان الطفل سليما من الناحية الجسمية كان أكثر نشاطا، ومن ثم يكون أكثر قدرة على اكتساب اللغة.
مراحل اكتساب اللغة لدى الرضيع
نعلم الآن ان الرضيع الحديث الولادة يبدأ عبر حواسه و تفاعلاته مع البيئة المحيطة به باكتساب اللغة. وقبل بداية التعبير اللفظي المميز للطفل فهناك مراحل أخرى لنمو اللغة تبدأ معه مند الولادة و تتمثل في صرخة الميلاد.
وتعبر هذه الصرخة عن عملية عضوية تنتج عن دخول الهواء لأول مرة في الجهاز التنفسين ويكون إذن اندفاع الهواء إلى الرئتين عن طريق القصبة الهوائية فتهتز أوتار الحنجرة و تصدر عن الطفل أول صيحة.
ثم تلي هذه الصيحة، مرحلة الأصوات الانفعالية أو الوجدانية التي يستخدمها الرضيع كمظهر من مظاهر انفعالاته يعبر من خلالها عما يشعر به من ضيق او آلم، كما يعبر بها عن حاجياته الطبيعية كالأكل و النوم.
مرحلة التنغيم
وتعتبر المناغاة إحدى مراحل الأولى لاكتساب اللغة اللفظية عند الرضيع ويطلق عليها أيضا اسم مرحلة التنغيم. فالمناغاة أصوات لا تحمل انفعالات و لا معنى لها إنما هي نوع من أنواع اللعب بالأصوات الغير الهادف والذي يجد فيه الرضيع سرورا وارتياحا.
فيمكن تعريف المناغاة بإخراج حروف تلقائية إدادية مختلفة وقد يصرف الرضيع في المناغاة ساعات كثيرة من صحوته عند الشهر الخامس و السادس.
مرحلة التقليد
تلي هذه المرحلة ما يسمى مرحلة التقليد و الاستجابة اللغوية وذلك في أواخر السنة الأولى حيث يسمع الرضيع الكلمة و لا يفهم معناها، واستعماله لها تكون تقليدا للراشدين وتقليده انداك لا يكون كاملا لعدم تكامل الجهاز الصوتي لديه.
مرحلة اكتساب المعاني
بعد ذلك، يصل الرضيع الى مرحلة اكتساب المعاني فكما رأينا سابقا، في الشهر التاسع او العاشر قد يقلد الطفل بعد الكلمات أو المقاطع الصغيرة دون فهم معناها، ويتطور هذا التقليد إلى بدأ فهم معاني الكلمات.
عند اكتمال 12 شهرا تظهر كلماته الأولى وهذا الشيء قد يكون مبكرا او متأخرا عند الرضيع نتيجة عدة عوامل قد ثم ذكرها في الفقرة السابقة.
وفي عمر 18 شهر يكون لدى الطفل مفردات تتكون من 20 إلى 40 كلمة لتصل إلى 100 كلمة تقريبا عند احتفاله بعيد ميلاده الثاني.
في هذه المرحلة، يكون الطفل قادرا على التعرف على بعض أعضاء جسمه ويستخدم أسماء الأشياء والأفعال و أسماء الأشخاص كما انه يكون قادرا على فهم ما يقارب 1500 كلمة و يبدأ بطرح أسئلة بسيطة و الاستجابة لأنه في هاته المرحلة يكون قادرا على فهم المعاني وليس الصوت فقط.
ويلخص الجدول التالي مراحل نمو اللغة لدى الأطفال من 0 إلى 3 سنوات:
مرحلة الطفولة المبكرة: 3- 5 سنوات
ويتم اكتساب اللغة في هذه المرحلة كالآتي:
التكوين العقلي واكتساب اللغة
بالنسبة للتكوين العقلي، فإن إدراك الطفل في هاته المرحلة هو إدراك حسي مادي، فالطفل يعلل الأشياء بأسبابها المادية، كما أن الطفل فهذه المرحلة يميل إلى الخيال الوهمي واللعب التخيلي. والطفل في هذه المرحلة يرى الكثير مما حوله ويدرك أن ما يعلمه قليل ويجد لديه ميول كثير لإلقاء أسئلة عن كل ما حوله من الأشخاص وصلتهم به.
ويعتبر التكوين العقلي في هذه المرحلة من العمر، عاملا هاما لاكتساب اللغة.
الإدراك العددي
إن الطفل في سنته الثالثة، يمكن له أن يدرك الأشياء في عددها الثنائي والثلاثي والرباعي. والطفل في سنته الرابعة، يستطيع العد من 1 إلى 20 بينما طفل الخامسة يستطيع أن يجمع من الأعداد ما لا يزيد مجموعه على خمسة ويقوم بعملية الطرح من خمسة.
الإدراك الزمني
طفل الثالثة يمكن له إدراك مدلول اليوم. وطفل الرابعة والخامسة، يمكنه إدراك التسلسل الزمني للأحداث ويستطيع إدراك زمن الماضي والحاضر والمستقبل وما يتصل بهذه الأزمنة من أفعال لها صلة بحياته العملية والشخصية.
مرحلة الطفولة المتوسطة: من 6 -8 سنوات
تتميز هذه المرحلة بنضوج القدرات العقلية والعمليات الإدراكية. فالطفل في هاته المرحلة، يكون متمكن من التفكير المجرد و التصور و التذكر و الانتباه المقصود المركز ولو لفترة محددة. ورغم أن هذه الفترة تتميز ببطء النمو الجسماني إلا أن النمو العقلي يبدأ نشاطه الإدراكي كما يعرف نمو الخيال العملي في التفكير مع قدرته على شيء أولي من التفكير المجرد.
ولعل أهم ما يميز النمو العقلي في هذه المرحلة، هو بداية الكتابة واعتبارها نشاطا عقليا مجردا يقوم على استعمال رموز اصطلاحية بين جماعة من الناس.
ولذلك، تعتبر هذه المرحلة من المراحل الهامة في بدأ تعلم واكتساب مهارتي الكتابة والقراءة.
مرحلة الطفولة المتأخرة: 9 – 12 سنة
تتميز هذه المرحلة من ناحية اكتساب اللغة بما يلي:
مهارة الكتابة
تتميز السنة العاشرة والحادية العشر بأنها فترة السيطرة على الكتابة، حيث يحاول الطفل في هذه المرحلة أن يحسن من خطه إذ تم تحفيزه من محيطه. كما أنه قادر في هاته الفترة أن يكتب قصة من خياله ويدون حادثة واقعية شاهدها، ويجيب عن أسئلة كتابية، وذلك لأن ثروته اللغوية الكلامية أصبحت غنية.
نمو الرصيد اللغوي والقراءة
إذا كان الطفل حتى خمس سنوات يتعلم الكلام من السمع والتقليد، فإنه بعد الخامسة يكون قادرا على اكتساب اللغة عن طريق الكتب التي يقرأها سواء في البيت او في المدرسة.
حيث تنموا لديه مهارتي القراءة والكتابة ويصبح التفكير قائما على إدراك معاني الأشياء عن طريق اتصاله المباشر مع العالم الخارجي والخبرة في تعامله مع الغير وربط الألفاظ اللغوية بمعاني مختلفة.
نمو التعبير التحريري
ينموا التعبير التحريري للطفل مع نموه العقلي ونمو رصيده اللغوي ويتأثر بمحيطه الخارجي وبيئته.
إذن في كل ما تم ذكره في هذا الشطر من البحث حول مراحل نمو اللغة عند الطفل، يمكن أن نستخلص ما يلي:
- اللغة التي يكتسبها الطفل حتى نهاية السنة الأولى هي غير لفظية وتتطور بعد ذلك إلى لغة لفظية.
- من العوامل المهمة المؤثرة في اكتساب ونمو اللغة، نجد التكوين العصبي والنفسي والبيئة التي يعيش فيها الطفل.
- مراحل اكتساب اللغة تتمثل في نمو لغوي عبر عدة مراحل، وكل مرحلة لها مميزاتها وخصائصها. إلا أن أي خلل في هاته المراحل سوف ينتج عنه خلل في اكتساب اللغة سواء كانت تعبيرية أو استقباليه. وهذا ما سنتطرق إليه في المرحلة المقبلة من هذا البحث.
اقرأ أيضًا: نظريات تفسير التلعثم
اضطراب تأخر نمو اللغة عند الطفل
كما عرفنا سابقا، تعتبر اللغة ناتج من نواتج الفكر البشري وفي الوقت نفسه، وسيلة من أهم وسائله التواصلية. فهي تمنحه الرموز وتحدد له المعاني وتمكنه من توليد الأفكار والتواصل في إطار اجتماعي معين.
ويبدأ انتاج اللغة لدى الطفل مند صغره ويتمثل في اصدار أصوات عشوائية وصراخ معبر عن حاجياته البيولوجية. وتتطور هذه اللغة إلى أصوات لغوية على شكل مناغاة تعبيرا عن سعادته وارتياحه وفي نفس الوقت استمتاعا بنطقه المبتدأ لأصوات يسمعها من محيطه الأسري والاجتماعي. وتتطور عملية النطق لديه عن طريق التقليد والمحاكاة والتي تعبر عن دخوله في المرحلة اللغوية.
اكتساب اللغة عند الطفل
وبمرور الوقت، يبدأ الطفل تدريجيا في انتاج الكلمة ذات معنى ليصل إلى انتاج رصيد لغوي يتوفر على خصائص وبنية اللغة المتداولة في بيئته الاجتماعية من خلال وجود الروابط اللغوية المختلفة، حيث يتدرج الطفل من البسيط إلى المعقد تناسبا مع نموه العضوي والفيزيولوجي ونضج إدراكه العقلي، وهو ما يمر به كل أطفال العالم مهما كانت لغتهم وانتماءاتهم الثقافية والاجتماعية.
إلا أن اكتساب اللغة يخضع إلى عقلية معرفية إلى جانب سلامة الأعضاء الحسية وكذلك الى توفر بيئة محيطة تساهم في إغناء هذا المكتسب اللغوي أي خلل في إحدى هاته الآليات، قد يكون سببا من أسباب تأخر اكتساب اللغة.
تعريف اضطراب تأخر نمو اللغة
عرف عبد العزيز السرطاوي “2002” في معجم التربية الخاصة أن الطفل المتأخر لغويا هو الذي يستخدم لغة بسيطة للغاية في المراحل التي تنمو فيها اللغة عادة، مما يؤدي إلى بطأ وتأخر في اكتساب اللغة لديه.
في هاته الحالة، لا تظهر الكلمات الأولى للطفل في العمر الطبيعي لظهورها، أي في السنة الأولى من عمره، بل قد تتأخر إلى سن الثانية او أكثر. ويترتب عن ذلك مشاكل في المحصول اللغوي للطفل وفي اكتساب مهارات القراءة والكتابة فيما بعد.
تأخر نمو اللغة
وفي مقال لقطبي “1980”، عرف تأخر نمو اللغة كعدم تمكن الطفل من تتبع المخطط الطبيعي لمراحل اكتساب اللغة ونضوجها.
وحسب Kiek & Gallkagher ” 1983″ فتأخر نمو اللغة هو نقص في الحصيلة اللغوية أو في الصعوبات النحوية التي تحول بين الطفل وبين أن يعبر عن نفسه، وكذلك بالنسبة لأقرانه ممن هم في مستوى عمره.
وتأخر نمو اللغة بمنظور جابر ” 1991″ هو تأخر نمائي في النضج اللحائي يحدث تأخرا في المهارات اللغوية، ويظهر في شكل لثعة ولالية وكلام طفولي، وانجوزيا سمعية جبلية، وصمم كلمات غير أن اللفظ لا ينطبق على حالات الصعوبات اللغوية المرتبطة بحالات التأخر العقلي، وبالعبط السمعي وبشدود البنيوي في أعضاء الكلام.
وحسب Basavana ” 2000″ يعتبر تأخر اللغة كتأخر ملحوظ في نمو كفاءة الحديث لدى الأطفال.
اسباب تأخر نمو اللغة عند الطفل
ويمكن القول أن في السنوات الآخرة، ثم نشر العديد من المقالات و الدراسات حول هذا الموضوع تهدف إلى التعريف بهذا الاضطراب، وفهم الأسباب الحقيقية وراء هذا الخلل ومحاولة اجاد طرق وقائية للحد من انتشار هذا الاضطراب خصوصا أنه يؤثر على النمو العام للطفل.
فالمكتب الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية “WHO” يعمل حاليا على إنشاء كتيب لتتبع الصحة الأولية للطفل يشمل مقاييس وآليات الكشف المبكر عن هذا الاضطراب عند الأطفال أقل من خمس سنوات خصوصا أنه أكثر شيوعا عند هاته الفئة العمرية.
تعرف تأخر نمو اللغة
إذن، تأخر نمو اللغة عند الطفل، هو اضطراب لغوي لا يمكن الطفل من تنمية قدراته اللغوية في الفترة المعتادة والمناسبة للعمر في الجدول الزمني لنموه. ويعتبر أكثر شيوعا عند الأطفال أقل من خمس سنوات، ويمكن أن يستمر حتى سن البلوغ.
وحسب مقال ل Mc Laughlin نشر سنة 2011 في جريدة طب الأسرة الأمريكية، فإن معدل انتشار تأخر نمو اللغة المبلغ عنه، يتراوح بين 2.3 و 19% . كما يمثل نسبة 20 -25 % من مجموع اضطرابات اللغة والكلام والصوت عامة.
كما أكدت الدراسات أن الأطفال الذين يعانون من مثل هذا الاضطراب قد يعانون من عسر في اكتساب مهارة القراءة في سن التمدرس الابتدائي، وأن الذين يستمر لديهم هذا الاضطراب بعد سن الخامسة والنصف، قد يعانون أيضا من اضطرابات تواصلية واجتماعية.
وتم توصل، أن الأطفال المتأخرين لغويا نتيجة اضطرابات نوعية، قد يستمر معهم هذا التأخر حتى سن البلوغ، وقد يعانون أيضا بدورهم من صعوبات في اكتساب مهارات الكتابة مع وجود عجز ملحوظ في التهجئة وعلامات الترقيم مقارنة مع الأطفال الذين يعانون من اضطراب نمو لغة بسيط.
التطور اللغوي للطفل
ويتم التعرف على هذا التأخر من خلال التطور اللغوي للطفل حسب المعالم والمقاييس المعترف بها. ويتم تصنيفها بطرق متنوعة حيث يتمتع كل طفل بمجموعة من المهارات اللغوية وأوجه التأخر التي يمكن التعرف عليها من خلال العديد من الفحوصات والأدوات المختلفة.
وهناك أسباب عديدة قد تؤدي إلى تأخر نمو اللغة عند الطفل وقد يكون نتيجة اضطراب نموي آخر ويتطلب علاج وتحليل الأسباب وراء هذا التأخر.
كل هذه النقط سنتطرق اليها في بقية البحث كما سوف نتطرق الى وسائل العلاج ووقاية. حيث أن الكشف المبكر يعتبر مهما للبدء المبكر في آليات العلاج خصوصا أن المتأخرات اللغوية المبكرة هي من عوامل الخطر التي قد تؤدي إلى اضطرابات لغوية أكثر حدة.
الفرق بين اضطراب تأخر نمو اللغة واضطراب الكلام و النطق عند الطفل
هناك فرق بين اضطراب نمو اللغة واضطراب الكلام والنطق حيث يتميز اضراب اللغة عن اضطراب الكلام بوجود أسباب مختلفة لكل منهما، كما أن التدخلات العلاجية تختلف..
فاضطراب الكلام ( Speech Disorder) هو اضراب يصيب النطق أو الصوت أو الطلاقة. أما اضطراب اللغة (Language Disorder) فهو إعاقة أو انحراف يؤثر على فهم أو استعمال و انتاج اللغة المنطوقة أو المكتوبة أو نظام التواصل الرمزي اللفظي. وبالنسبة لاضطراب النطق فيعرف بأنه مشكلة أو صعوبة في اصدار الأصوات اللازمة للكلام بالطريقة الصحيحة.
أنواع اضطراب تأخر نمو اللغة
إن تصنيف وتسمية أنواع اضطراب تأخر نمو اللغة عند الطفل لم يحدى بالإجماع. فنجد ان حسب منظمة الصحة العالمية OMS فإن تصنيف C.I.M.10 يصنف اضطراب نمو اللغة إلى ثلاث اقسام:
كما قامت الجمعية الأمريكية من خلال D.S.M.V من تصنيف إضرابات نمو اللغة كما يلي:
كذلك هناك تصنيف للجمعية الفرنسية للاضطرابات العقلية للطفل و المراهق C.F.T.M.E.A والذي قسم اضطراب نمو اللغة الى ما يلي:
يمكن تصنيف اضراب نمو اللغة إلى قسمين أساسيين:
اضراب نمو اللغة الأولي
أي ان الاضطراب ليست لديه علاقة مباشرة بسبب معين ويندرج تحت هذا التصنيف كل من:
اضراب نمو اللغة البسيط
ويكون غالبا اضطرابا ينتج عنه تأخر في نمو الكلام مع عدم وجود أي خلل في القدرات العقلية و الفهم والتواصل الاجتماعي وباقي مؤشرات النمو العضوي و النمائي.
اضراب اللغة الاستقبالية
اللغة الاستقبالية حسب Mervyn (2010)هي المعلومات التي يكتسبها الطفل من خلال سماع الأصوات والكلمات وربط المعاني بالأشياء و الأحداث . كما يتم اكتسابها عن طريق التواصل مع الآخرين.
وقد عرفت أيضا كقدرة الطفل على سماع وفهم اللغة دون نطقها ويتضمن هذا الجانب: التمييز السمعي، الفهم السمعي والتذكر السمعي.
كما عرفت على أنها قدرت الفرد على فهم ما يقال من كلمات وجمل وفهم الأوامر وتنفيذها من خلال مهارات الإدراك السمعي والبصري في تفاعله مع البيئة وآخرين دون نطق منه.
فاضطراب نمو اللغة الاستقبالية ينتج عنه خلل في اكتساب الكلام والنطق وكذلك خلل في إدراك اللغة المنطوقة رغم سلامة العضو السمعي. كما يترتب عليه خلل في اكتساب المهارات المتعلقة باكتساب اللغة عامة واضطرابات في التواصل مع الآخرين.
اضطراب اللغة التعبيرية
عرفها Olsen (2010) على أنها اللغة الناتجة عن الفرد وكيفية تعبير الفرد عن رغباته واحتياجاته. كما تشمل اللغة التعبيرية الكلمات وقواعد اللغة التي تحدد كيفية ترابط هذه الكلمات في العبارات والجمل و الفقرات وكذلك استخدام الإشارات و التعبيرات.
ويشير Hallahan (2012) إلى أن اللغة التعبيرية تتمثل في قدرة الدماغ البشري على انتاج الرسائل اللغوية المناسبة لاتمام عملية التواصل، ويتم ذلك عن طريق تحديد الرسائل المناسبة ومن ثم ارسالها إلى الأجهزة المسؤولة عن النطق لتظهر في النهاية على شكل كلمات أو غيرها. وهي قدرة الفرد عن التعبير عما يريد باستخدام الكلام.
وفي حالة خلل في اللغة التعبيرية، يمكن أن ينتج تأخر في اكتساب اللغة. ويكون النطق والكلام في هذه الحالة غائبان الا أن القدرة الاستيعابية والادراك العقلي غير مصابين.
اضطراب نمو اللغة الثانوي
وهو الذي يكون ناتجا عن اضطرابات أخرى سوآءا نمائية، أو نفسية، أو عضوية، أو حسية أو بيئية أو وجدانية.
أسباب وعوامل اضطراب تأخر نمو اللغة لدى الطفل
في الفقرة السابقة ثم التعرف على أنواع تأخر اللغة الذي انقسم الى تأخر أولي شمل تأخر اللغة البسيط وهو تأخر غير محدد السبب والتأخر الثانوي الناتج عن عوامل أخرى إضافية.
فتأخر نمو اللغة قد يكون ناتجا عن:
- الإصابة الدماغية
- الحرمان الحسي
- الاضطرابات النفسية
- الحرمان البيئي
الإصابة الدماغية
وتكون ناتجة عن:
وتعد الأسباب البيئية هي الأكثر شيوعا في الإصابات الدماغية نذكر منها:
كما تنقسم الإصابات الدماغية حسب درجة التوزيع الى ما يلي:
ونجد أن شدة الإصابة الدماغية بدرجاته المتفاوتة تؤثر على قدرات الطفل الذهنية وبالتالي على نمو اللغة لديه إلى جانب الإعاقة الحركية. كما نجد أن الإصابة الدماغية الطفيفة قد تكون سببا في تشتت انتباه الطفل وكثرة حركته مما يؤدي إلى بطيء نمو اللغة المنطوقة وعيوب في النطق وصعوبات في القراءة والكتابة.
الحرمان الحسي
ويتمثل أساسا في الضعف السمعي حيث يؤثر بشكل كبير في تطور ونمو اللغة. وتختلف درجة التأثر تبعا لدرجة ضعف السمع، فلا يمكن بشكل عام أن يطور الطفل لغته وهو يعاني من مشاكل سمعية.
الاضطرابات النفسية
من أشهرها:
- الانطواء على الذات
- فصام الأطفال
- الصدمات النفسية
التوحد
يعد التأخر اللغوي من المظاهر الرئيسية لحلات التوحد، حيث يتبادر الى الذهن لأول مرة عندما نلتقي بطفل التوحد على أنه طفل يعاني من اضطراب حسي خصوصا البكم لأن الكثير منهم لا يستعمل اللغة المنطوقة ويعتمد على لغة الإشارات. كما يتصفون بقصورهم الواضح في التعبير، إذ يصعب عليهم بناء جمل كما يعكسون الضمائر…….
متلازمة فرط الحركة وتشتت الانتباه: (ADHD)
يتسبب تشتت الانتباه عند الأطفال بتأخر نمو اللغة خصوصا اللفظية كما قد يكون سببا في صعوبات تعلمية.
الأسباب البيئية
- الحالة الثقافية للولدين: حيث تكون البيئة التي يعيش فيها الطفل غير محفزة لاستنهاض الكوامن الذاتية لها.
- تعلم لغتين في آن واحد: قد يؤدي إلى أن الطفل يتأخر في كلتا اللغتين وخصوصا عندما يتزوج الأب بامرأة أجنبية لا تعرف اللغة الأم.
- عدم فسخ المجال للطفل لاستخدام اللغة: عندما يكون لديه إخوة بعمره أو قريبين من عمره ويأخذون دوره كلما أراد التكلم وخصوصا عندما تكون هذه الحالة مستمرة.
- عيش الطفل مع أحد الأبوين وخصوصا عندما يكون مع الأب: إذ يكون في أغلب الحالات مشغولا عنه إما بأعماله المهنية أو علاقاته الاجتماعية، وهذا الحال لا يلي الغريزة الموروثة لاكتساب اللغة، لأن اللغة ما يقول جامسكي CHOMSKY هي موروث فطري تتطلب بيئة صحية لكي تنمو وتزدهر وبدون البيئة الصحية لا يمكن للطفل أن يكتسب اللغة كأقرانه الآخرين الذين يتمتعون بجو صحي يساعد على اكتساب اللغة لأم
- الأمراض التي تصيب الوالدين وخصوصا الأم
- الأمراض التي يتعرض لها الطفل: قد تحد من درجة التطور اللغوي له.
- عوامل الفراق والطلاق والخصام: تؤثر سلبا في التطور اللغوي لأن الطفل يحتاج إلى العيش في بيئة صحية بعيدة عن الخلافات والخصومات
- الحالة الاقتصادية والاجتماعية: إذ تعد من العوامل التي تؤثر في نمو قدرات الطفل في كل المجلات، فقد يترك الطفل لساعات طويلة لان الأبوين يخرجان من اجل العمل من الصباح حتى ساعات متأخرة من اليوم وخصوصا في الطبقة الاجتماعية الفقيرة، أو عندما يكون المستوى التعليمي مهم لدى الأبوين ويهتم كل منهما في تحقيق أهدافه المهنية مما يتطلب ساعات مهمة من العمل خارج البيت. هذا الأمر يؤدي إلى نقص من التواصل مع أهم أفراد حياته.
- التركيز على مواطن القصور الأخرى غير اللغة: فعلى سبيل المثال، لنفرض أن الطفل لديه قصور حركي، فالأبوين يركزون بشكل أساسي على هذا القصور دون إعطاء أهمية للتطور اللغوي، الأمر الذي يؤدي إلى تأخر اللغة لدى هذا الطفل.
تشخيص اضطراب نمو اللغة
بعد ان تعرفنا على العوامل والأسباب المؤدية لاضطراب تأخر نمو اللغة. فيمكن القول ان تشخيص هذا الاضطراب لا يكمن في نمو اللغة فقط، بل يجب ان يأخذ بعين الاعتبار النمو الشمولي للطفل وأن يبحث عن جميع الاضطرابات المرافقة لما لذلك من أهمية لوضع خطة علاجية ناجحة من اجل مساعدة الطفل على تنمية شطره اللغوي والبنيوي الشمولي.
ويمكن القول إن سن الرابعة يعتبر هو السن الأكثر شيوعا الذي يلجأ فيه عادة الآباء والأمهات من أجل الاستشارة قلقا منهم على سيرورة النمو اللغوي لطفلهم.
يبدأ التقويم العام للطفل بوضع العديد من التساؤلات لفهم النمو الشمولي للطفل ومعرفة السوابق المرضية.
يمكن أن نلخص مراحل التقويم و التشخيص كما يلي:
ويجب ان يتطرق تاريخ و سوابق الحالة إلى ما يلي:
فلا يجب اهمال أي نقطة خلال هاته المرحلة مع تدوين جميع النقط التي سؤل عنها الوالدين
فيمكن ان نتبع الخطوات التالية:
تقويم حالة تأخر نمو لغة عند طفل
- تاريخ الفحص
- الاسم و النسب
- تاريخ الازدياد
- سبب الاستشارة
- المرافق
- جنسية و اللغة الأم و الغالبة في البيت
- عمل الأب و الأم و المستوى التعليمي
- السوابق المرضية ة الاضطرابات النمائية العائلية.
- خائص فترة الحمل و الولادة
- تمدرس الطفل و المؤسسة إن وجدت أو مع من يبقى الطفل في البيت أو الحضانة
- سن اكتساب المهارات النمائية الأخرى مثل وضعية الجلوس، المشي…..
- السوابق الطبية والعلاجية
- عدد الإخوة والأفراد في البيت
- علاقة الطفل مع غيره من الأفراد سوآءا الاسرة الصغيرة أو الناس عامة او الأطفال من نفس سنه
- التغذية، النوم، اللعب، الاعتماد على النفس لقضاء الحاجيات الخاصة كالمرحاض و اللباس مثلا
- طريقة قضاء الطفل و ممارساته خلال اليوم
- تاريخ النمو اللغوي للطفل: أول كلمة، اول جملة، الادراك العام للطفل من الناحية الاستعابية
ويجب أيضا أن يكون الفحص الكلينيكي شاملا:
الفحص الإكلنيكي
- فحص الاذن و الأنف و التجويف الفمي و البلعومي
- فحص الجهاز السمعي
- تحديد العمر الحركي و اليدوي
اما الاختبارات المقننة فتشمل:
- اختبارات القدرات
- اختبارات اللغة
- اختبار النطق
- مقياس السمع
فالاختبارات اللغوية يجب أن تشمل:
- صياغة الكلمات و مخارج الحروف ونطقها.
- الرصيد اللغوي
- اللغة الاستقبالبة و اللغة التعبيرية
- مهارات الخطاب
- الذاكرة السمعية
- تقويم الوظائف اللغوية الست لجاكبسون:
- الوظيفة التعبيرية والانفعالية
- الوظيفة الشعرية
- الوظيفة الانتباهية
- الوظيفة الافهامية
- الوظيفة المرجعية
- وظيفة ما وراء اللغة
- الاختبارات الحسية الحركية: الخط، الرسم، الكتابة، التوجه الزمني و المكاني……..
- مراقبة السلوك وتحديد الاضطرابات السلوكية عند الطفل
واخرا، ان التقويم والتشخيص الدقيق للحالة يمكننا من وضع برنامج علاجي ناجع يأخذ بعين الاعتبار جميع المعطيات الشخصية والمرضية و الاجتماعية و النمائية للطفل.
اقرأ أيضًا: التلعثم Stuttering
برامج التدخل والتأهيل لحالات تأخر نمو اللغة
ان رسم برنامج علاجي للطفل المتأخر لغويا ليس بالمهمة السهلة حيث ان لكل طفل احتياجاته الفردية ويجب ان تضع في الاعتبار أن كل طفل فهو مختلف عن الآخر حتى لو تشابه الاثنان في العامل المسبب للتأخر اللغوي
ومن خلال اطار العلاج يتم التحكم في المهارات التخاطبية للطفل من أجل الوصول الى افضل أداء لغوي وتتضمن هاته المهارات الى جانب القدرات اللغوية، القدرات المعرفية و الادراكية و الاجتماعية و اليدوية. ويتم العناية بهذه القدرات خلال فترة العلاج من اجل خلق لغة كفء للطفل و الوصول به إلى مستوى التخاطب المناسب.
ولا يتحمل مسؤولية العلاج المعالج فقط، ولكن الأهل أيضا حيث يلعبون دورا حيويا في البرنامج العلاجي.
و تنقسم الخطة العلاجية إلى شقين أساسيين:
- الارشاد الاسري
- الجلسات العلاجية
الارشاد الاسري
يعتبر هذا الجزء من الخطة العلاجية مهم جدا ويهدف الى اشراك افراد الأسرة في التأهيل اللغوي للطفل. ويمكن تلخيص برنامج الإرشاد الأسري كما يلي:
- يجب ان تفهم الأسرة تأخر نمو اللغة بصفة عامة و المشكل اللغوي لطفلها بصفة خاصة
- يجب تغيير المفاهيم الخاطئة المتعلقة بهذا المشكل كوجود ادوية أو جراحات من الممكن ان تحل هذه المشكلة او الضغط على الطفل حتى يحسن من أدائه اللغوي
- يجب ان يتحمل احد افراد الأسرة الدور الأساسي في تنفيذ هذه الإرشادات وغالبا ما يكون هذا الشخص الأم
- يجب ان تفهم الأسرة ان الطفل يحتاج الى وقت طويل من اجل أن يتحسن.
- يتم توظيف الأنشطة اليومية من أجل التفاعل اللغوي مع الطفل ويمكن خلق مواقف لعب تشمل هذه الأنشطة. ويجب ان تركز الأسرة على المجموعات المختلفة الموجودة في البيئة المحيطة كالحيوانات و الفواكه و اثاث البيت و أعضاء الجسم ……
- يجب ان تفهم الأسرة أن اللغة لا تكتسب عبر التوجيهات المستمرة للطفل والتصحيح المباشر لأخطائه اللغوية. ويجب ان يمتنع الأهل عن مخاطبة الطفل بلغة بدائية تحتوي على أخطاء لغوية مشابهة لتلك التي يقولها الطفل حتى يتحسن اداءه
- يتم التأكد من أهمية التعزيز في برنامج التأهيل اللغوي حيث تتم مكافئة الطفل على الاستجابات اللغوية الصحيحة.
- يتم توجيه بعض الارشادات بالنسبة للمشاكل الخاصة كالضعف السمعي. فهذا يحتاج إلى توجيهات خاصة باستخدام المعين السمعي. ويتم توجيه الأسرة التي بها طفل يعاني من إعاقة حركية لعمل تعديلات بالنسبة للأنشطة اليومية كالأكل والاستحمام وذلك حتى تتناسب مع حالة الطفل.
- من المهم ان تعاد هذه الارشادات على الأسرة بشكل منتظم مع متابعة مدى قيام الأسرة بالدور المطلوب
الجلسات العلاجية
ان الخطة العلاجية يجب ان تناسب كل طفل حسب احتياجاته
كذلك يمكن تقسيم الأطفال عامة من حيث الخطة العلاجية الى ثلاث مجموعات:
الطفل الذي لا يتكلم
من الأهداف الأولية للطفل الذي لا يتكلم ما يلي:
- تكوين رغبة في التخاطب
- كذلك اظهار سلوك هادف للتسمية عند مستويات الكلمة و الكلمتين.
ويمكن بدء برنامج العلاج بالنسبة للطفل الذي لا يتكلم من عدة وجهات:
إجراءات النماذج
يتم تشجيع الأطفال الذين لا يتكلمون على اللعب بلعب متنوعة. كذلك يجب أن يستخدم المعالج نفس اللعبة مستميلا الطفل أن يعمل نفس النماط الحركية التي يفعلها المعالج وان يصدر نفس الأصوات التي يصدرها. فهنا يصبح المعالج نموذجا للطفل كي يقوم بعملية التقليد.
مدخل بياجية
من الممكن ان نحتاج حصيلة من الأفعال قبل ان نبدأ التسمية. وهكذا فإن الطفل يتم تشجيعه على معرفة تشكيلة من الأنماط الحركية تجاه الأشياء حوله من اجل ان يتعلم اعتبارات جديدة لهذه الأشياء ويصل إلى أساس معرفي مناسب يمكنه من بناء لغة فعالة.
كذلك يجب ان تعطى للجلسات العلاجية وقتا للطفل لتداول الأشياء المختلفة مع شد انتباهه إلى خصائصها وانماطها الحركية.
ادراك القدرة العملية لأفعال الكلام
السلوك اللغوي هو أداة تستخدم للحصول على عمل من شخص ما ويجب ان يدرك الطفل القدرة العملية للأصوات واللغويات وهكذا فعندما يخرج الطفل أصواتا يجب ان يعطي المعالج اهتماما للطفل وإذا تم استنتاج الغرض منها يجب أن يتجاوب بصورة كافية.
الطفل الذي يقول جمل من كلمة إلى كلمتين
يجب ان يكون العلاج عامة في مواقف طبيعية او قريبة من الطبيعي. فيجب ان يلعب الطفال ألعابا تتضمن على بيوت ولكن مع السماح للطفل باللعب على طريقته.
مثلا عندما يلعب الطفل بالسيارة و ينطق بيبة يجب على المعالج ان يحاول وقف مسار النشاط من اجل تعليم الطفل الكلمة الصحيحة. ولهذا يجب عليه أن يعيد الكلمة مرات قليلة بنفس الطريقة التي أصدرها الطفل ثم يجب عليه بعد ذلك أن يخرجها بالصورة التي يستخدمها البالغون. وهذا الأسلوب يسمى بنشاط الكلام المتوازي.
ولهذه الطريقة مزايا متعددة نذكر منها:
- أنه يبدأ بمستوى تعلم الطفل معرفيا عن طريق الأنماط الحركية التي يلعبها ونحويا في صورة الشكال النوعية للكلمات التي يحاول إخراجها و النماط اللفظية التي يستطيع نطقها.
- كذلك يتعامل مع دلالات وأحداث حقيقية
- يتعامل مع النية التخاطبية للطفل عندما يحاول ان يسمي الأشياء.
وعندما يسمي الطفل شيئا خلال الجلسة يجب ان يساعد المعالج على الوصول لذلك الشيء ففي التدريب اللغوي لا يعمل شيئا افضل من فعل كلامي يؤدي الغرض منه وهكذا فيمكن استعمال الكلام المتوازي مع الطفال الأكثر تقدما إلى جانب الأطفال الذين لا يتكلمون.
الطفل الذي يقول جمل مكونة من كلمتين فأكثر
يتم التقويم الشامل و الدقيق عند هذا الطفل حيث يجب التركيز على الجانب اللغوي الأكثر تأثرا سواء كان من الناحية اللغوية الصوتية أو الناحية الدلالية او الناحية السياقية وذلك من خلال جلسات تخاطبية تحتوي على أنشطة متنوعة.
وفيما يلي نماذج لعدة أساليب سياقية من الممكن استخدامها في العلاج:
نموذج التوسع
إن التفاعلات الطبيعية بين الطفل والآباء تكون استجابات لفظية من الآباء إلى الأبناء مع حدوث توسعات سياقية لنطق الطفل حيث يمكن استعمال هذه الظاهرة التي تحدث طبيعيا في العلاج.
مثلا:
- الطفل: بابا يشرب
- كذلك المعالج: بابا يريد ان يشرب
نموذج التبديل
هذه الطريقة هي لتنمية الفكر التجريدي للطفل. وهنا يتساءل المعالج مباشرة او بطريقة غير مباشرة عن المفهوم الخفي لنطق معين ولكن يجب استخدامها بحذر حيث أنها تشوش استمرارية التخاطب.
مثال:
- الطفل: السيارة تسير
- المعالج: نعم وما لونها؟ وكم عدد عجلاتها؟
نموذج التكملة
نموذج التكملة هو نموذج تعطى فيه جملة غير كاملة و المفروض أن يحلل الطفل ما نحتاجه ويكمل الجمل بمفردات مناسبة ويجب أن تستند الجمل المقترحة على الطفل من التحليل الوصفي لمنطوقات الطفل.
مثال:
- المعالج: الطماطم
- كذلك الطفل: الطماطم لونها أحمر
نموذج المراجعة
سلسلة من القصص المكونة من قطعة واحدة و المفعلة بأنظمة لغوية معينة. ويطلب من الأطفال إعادة القصص وعمل التغيرات التي يجدونها مناسبة. وهذا يعطينا طريقة لتنظيم واستكشاف الأنظمة اللغوية المختلفة.
كذلك يمكن أن نستخلص ان علاج الطفل المتأخر لغويا يعتمد أساسا على تقويم شامل وسليم للطفل ويحتاج مساعدة الأهل مع المعالج لتنفيذ الخطة العلاجية المرسومة للطفل حسب احتياجاته.
كما يجب على المعالج وضع اهداف محددة للطفل مبنية على قدراته مما يستلزم مراعاة: القدرة الصوتية اللغوية للطفل/ امكانياته سياقيا / مهاراته الادراكية/ قدراته على خلق تصور عام لسياق الكلام
تابع المزيد: أعراض تأخر النمو اللغوي
العشر النصائح المهمة لذوي التأخر اللغوي والعيوب اللغوية العامة
- عرض الطفل الذي يعاني من صعوبات لغوية على الطبيب المختص للفحص والتشخيص ومعرفة الأسباب المؤدية لذلك الخلل
- كذلك تفاعل الطفل مع الكبار مهم في النمو اللغوي. إذ يحتاج الطفل إلى معاملة بعيدة عن التوتر وإثارة القلق وتجنب العقاب وإحاطته بالرعاية والحب ليشعر بالاطمئنان، كما يجب أن تكون هذه العلاقة بعيدة عن المغالاة.
- عدم اجبار الطفل على التخلي عن العادات التي يمارسها كمص الإبهام او قضم الأظافر باستهزاء، بل بطريقة سلسة كي لا يفقد الثقة في البيئة التي يعيش فيها وفي نفسه أيضا. كما لا يجب احبار الطفل الذي يستعمل اليد اليسرى بدلا من اليد اليمنى إذ ان الطفل في المرحلة الأولى من الحياة قادر على استعمال كلا اليدين لأنه يستعمل نصفي دماغ بطريقة متساوية.
- كذلك عرض الطفل على طبيب نفسي في الوقت المناسب، وتطبيق ارشاداته تطبيقا حرفيا للتغلب على العاهة التي يشكو منها.
- هناك طرق تدريبية للتغلب على بعض العيوب، مثل تدريب اللسان والحلق والشفاه على استعمال الحروف التي يصعب على الطفل نطقها، مع تكرار مستمر
- كذلك استعمال معزز لتشجيع الطفل
- تقوية الثقة في النفس
- استعمال طرق التحليل النفسي لوضع الأصبع على السبب الحقيقي للمشكل
- كذلك الابتعاد عن التدليل المبالغ فيه
- عدم اشعار الطفل بالعيوب اللغوية التي يعاني منها.
الخاتمة
تعتبر اللغة الوسيلة الأساسية للاتصال الاجتماعي و الثقافي حيث تحدد طريقة التفكير و نوع الكلمات وتؤثر في ذلك إلى حد بعيد في شخصية الفرد، كما تشحن اللغة التفكير بالكلمات الجديدة التي تنتج لنا أفكارا جديدة، وتعتبر اللغة مرآة الأدب والدين، كما اعتب البعض اللغة أنها مجوهرات في تاج الإدراك، فهي مظهر من مظاهر الحضارة والثقافة التي تنتقل عن طريقها من جيل إلى آخر.
إن اللغة تعتمد على التذكر والتخيل والتفكير، وتساعد على نمو هذه الأخرة إضافة إلى النمو العقلي، كما تلعب الحواس دورا مهما في تعلم اللغة وفهمها وادراكها وبالأخص العين والأذن حيث يعتبران من بين العناصر الأساسية في تعلم الفرد العادي للغة.
يعد التأخر اللغوي مظهر من مظاهر النواقص اللغوية التي تقص بشكل كبير الوظيفة اللسانية و التعبيرية التي تعتبر أهم وسيلة للتواصل والتفاعل في مجتمع ما.
قد يكون هذا التأخر بدون سبب واضح او نتيجة لأسباب واضطربات ثانوية وجب علينا اعتبارها خلال مرحلة التقويم ووضع الخطة العلاجية التي يجب أن تشمل الطفل خاصة والبيئة التي يعيش فيها عامة مع الحرس على تذكر ان كل حالة هي حالة قائمة بذاتها وخصائصها.
كما يجب أن تشمل خطتها العلاجية جميع نقاط ضعفها وقوتها والحرس على تقديم جميع الوسائل من أجل الوصول إلى تمتع الطفل بلغة قادرة على توفير حاجيته اليومية و دمجه في المجتمع بطريقة مشابهة للأطفال الذين هم في نفس عمره .
المراجع
- speech and language delay in childhood : a retrospective chart review. Ahmed yasin and all . Clinical research .2017
- American Academy of pediatrics. Commitee on public E. American Academy of pediatrics : Children, adolescents and televisions. Pediatrics 2001
- Risk and protective factors associated with speech and language impairement in a nationally representative sample of 4 to 5 year old children . harisson and all . J Speech Lan Hear Res 2010
- American Psychiatric Association. Diagnostic Criteria From Dsm V .2013
- Speech and languge disturbances in neurology practice . Tanridag and all. Turk Noroloji DERGISI .2009
- Genetic and envirmmental contributions to the risk for spesific language impairment. 1996
- Language mixing in young bilinguals. Redlinger and all . J. child. Lang. 1980
- Evaluation and management of the child with speech delay. Leung AK and all. Am fam physician 1999
- Simple developmental speech delay. McRae and all. Dev . med . child. Neurol. 1991
- language outcomes of 7 years old children with or without a history of late language emergenced at 24 mounths . Rice and all . J. speech lang. Hear. Res. 2008
- Speech Delay and its affecting factors. Syamsuardi. Journal of education and practice. 2015
speech and language delay and children
prevalence and risk factors. Trisha and all . Journal of family medicine and primary care.2019
Achild with devellopmental delay
an approach to etiology. Meschino and all. Pediatric Child Health .2003
Prevalence and risk factors of primary speech and language delay in children less than seven years of age. Saeed and all .J.Community Med. Health Educ.2018
Risk factors Identification in children with speech disorders
silva and all. CODAS 2013
Prevalence and risk factors of speech and language delay in children less than three years of age Mondal and all J Compr ped2016
Risk factors associated with language development problems in childhood
Chaimay and all. J. med. Assoc. Thai 2006
Screening for language and speech delay in children under five years
Jullien and all. BMC pediatrics.2021
Management of developmental speech and language disorders part 1
O’Hare and all . Arch Dis Child 2016
Language and speech disorders in child. Centers for disease control and prevention. 2019
Recommendations of screening for developmental delay
canadian task force on prevention health care. 2016
the UK NSC recommendation on speech and language delay screening in children
UK National Screening Committee . 2005
Speech and language therapy interventions for children with primary speech and language delay or disorders . Law and all. Cochrane database Syst. Rev 2017
12 minute consultation
an evidence based approch to the management of a child with speech and language delay. Lawrence and all. Clinical otolaryngology 2013
Speech and language devellopment and disorders in children
Greydanus and all . Ped. Clin . north Am .2008
What is language ? what is speech ? ASHA
Speech and language delay in children. McLaughlin and all. Am. Fam. Physician 2011
Addressing language development barriers
A pedagogical approch for Young children with speech delay. Dewi Fitriani and all. Atlantis Press 2020
Speech delay in toddlers
Are the only « late talkers » ? pinar and all . the turkish journal of pediatrics .2018
Developmental language disorder
early predictors age for diagnosis and diagnostics tools. Sansavini and all. Brain sciences . 2021
Language screening in the pediatrics office setting
Schum and all. Pediatr. Clin. N. am. 2007
language acquisition and brain development
Sakain and all. Science 2005
Observation orthophonique et intervention précoce. Van Der Horst. Archive de pediatrie 2010
Normal language acquisition. Rescola and all
Seminars of pediatric neurology. 1997
Language impairment and psychopathology in infants children and adolescents. Cohen . 2001
اضطربات اللغة و الكلامز عبد العزيز السرطاوي
أكادمية التربية الخاصة 2000
صعوبات اللغة واضطربات الكلام
الكشف المبكر ما قبل المدرسة. العشاوي 2004
أثر برنامج تدريبي لغوي لتنمية مهارات اللغة الاستقبالية لدى أطفال ماقبل المدرسةمن ذوي الاضطربات اللغوية . عليمات و الفايز . المجلة الأردنية في العلوم التربوية 2012
كتابة و إعداد:
الدكتورة جيهان شهرزاد بوي
تأطير:
معهد الكحلاوي للدراسات النفسية والتربوية