تعد أعراض فرط الحركة ونقص الانتباه من الأمراض التي ترتبط بعمل المخ بشكل أساسي لذا تندرج تحت بند اضطرابات النمو العصبي، كما أنه يحمل أيضًا اسم طبي ADHD، ويعتبر هذا المرض مزمن وأحَدّ في مرحلة البلوغ بينما تنخفض أعراضه تدريجيًا في الكِبر، ولكن قد لا تنتهي بل يظل المريض يعاني من بعض الآثار التي يمكن السيطرة على بعضها باستراتيجيات طبية معينة.
ومن الجدير بالذكر أن العلاج والجلسات لا تقتلع المرض من جذوره، ولكن كلما كان التشخيص والمعالجة أبكر كلما كان الفرق واضحًا وكبيرًا في النتائج، لذا سنساعدكم في التشخيص المبدئي لكي تكتشفوا الأمر بشكل أسرع.
ما هي أعراض فرط الحركة ونقص الانتباه؟
تتفاوت أعراض المرض من شخص لآخر حيث تظهر في الأطفال بصورة أكثر من الكبار من أول 3 سنوات وحتى سن البلوغ.
كما يكثر نسبة المصابين في الذكور عن الإناث، وقد تختلف السلوكيات في الصبيان الذين يميلون إلى فرط الحركة عن الفتيات اللاتي يملن إلى نقص الانتباه.
لذا تنقسم اضطرابات فرط الحركة ونقص الانتباه إلى ثلاثة أقسام تَبَعًا لِغلبة كل عَرَض على الآخر كما يلي:
أولًا: عدم الانتباه
تكون أعراض عدم الانتباه مائلة إلى التشتت عن الحركة الزائدة حيث يظهر على المصاب ما يلي:
- عدم الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة.
- أفعال طائشة غير مسؤولة في المدرسة.
- أخطاء غير مفهومة في الواجب المدرسي.
- لا يستطيع التركيز عند القيام بالمهام المطلوبة منه أو حتى عند لَعِبِه.
- كثير النسيان حتى أنه ينسى القيام بأعماله المنزلية.
- لا يبدو عليه إمارات الإنصات حتى لو تم توجيه الكلام إليه مباشرة.
- يفشل في إتمام مهامه المنزلية والدراسية بل وحتى اتباع أي التعليمات على أكمل وجه.
- يفقد ممتلكاته بشكل دائم بل وينسى أين وضعها.
- يسهل تشتيت انتباهه.
- غير منظم ويعاني عند المحاولة.
- يبغض التكليفات التي تحتاج لمجهود ذهني متواصل ومكثف.
- قد تجده من النوع الذي يغفل أغلب الوقت ويسرح بأفكاره.
ثانيًا: الحركة المفرطة
أما هذا فيميل للنشاط الدائم والأعراض السلوكية الاندفاعية التي تتمثل في:
- لا يستطيع أن يجلس في مكانه بسكون فدائمًا ما يتململ ويتلوى في مجلسه.
- يجد صعوبة مع الجلوس في الفصل أو الانتظار في مكانه لأوقات طويلة.
- يركض ويتسلق ويقفز في أماكن لا تتناسب مع فعل هذه الأشياء بها.
- يقاطع الآخرين خلال الكلام باستمرار ولا يترك لهم المجال للتحدث فيتسرع بالتكلم والرد.
- كثير الثرثرة.
- يكره انتظار دوره في أي مكان ولا يتحمل الوقوف بلا فعل شيء.
ثالثًا: خليط من النوعين (نقص الانتباه وفرط الحركة)
هنا يجمع المصاب بين أعراض فرط الحركة ونقص الانتباه مما يجعل الأعراض أكثر وضوحًا به وأكثر إقلاقًا من قبل والديه، وهو النوع الشائع بين أوساط المجتمع.
يمكنك قراءة المزيد من المعلومات عن: أشهر مقاييس التوحد
في أي مرحلة من أعراض فرط الحركة ونقص الانتباه أزور الطبيب؟
إذا شعرت بظهور بعض الأعراض بشكل ملحوظ مما يدفعك إلى القلق فلا بأس من مراجعة طبيب الأسرة أو طبيب الأطفال للاطمئنان على صحة طفلك بعد خضوعه لفحص عصبي وسلوكي.
كما أنه من المهم معرفة سبب سلوكه الذي سبب لك التوتر هل هو شيء طبيعي أم لديه مشكلات في نواحي أخرى لكي تتفاداها مبكرًا.
ولكن وجب التنويه على أن فرط حركة الطفل لا يعني بالضرورة إصابته بالمرض بل هذا أمر طبيعي للصغار في هذا السن المفعم بالحيوية والإشراق والإقبال على الحياة.
فإذا كان الطفل ذو نشاط زائد في المنزل ولكنه يتصرف بشكل مهذب في المدرسة أو العكس فذلك يبرهن على أن هذا نشاط فطري، كما أن تفوقه الدراسي وصداقاته السليمة دليل كذلك على أنه معافى.
ما أسباب مرض فرط الحركة وتشتت الانتباه؟
لا يزال السبب القطعي غير واضح حيث لا زالت جهود العلماء وأبحاثهم مستمرة حول هذا الأمر، أما إلى الآن فالمرض يندرج تحت بند احتمالي وهو الأمراض العصبية والسلوكية.
ولكن هناك أسباب محتملة للإصابة مثل:
- الولادة المبكرة.
- البيئة والتربية حوله.
- خلل في الجينات.
- مشكلات متعلقة بالجهاز العصبي المحوري.
- وراثة من أحد الأقارب أو الوالدين.
- عوامل البيئة السامة من أبخرة وطلاءات وكيماويات مُمرِضة.
- إدمان الأم على الكحول والمخدرات أو التدخين في أثناء الحمل في الجنين.
يمكنك قراءة المزيد من المعلومات عن: أسباب التلعثم المفاجئ عند الأطفال
المضاعفات المتوقعة لفرط الحركة ونقص الانتباه
تتصاعد أغلبها بسبب العامل النفسي للمريض ولشعوره التام بغربته عمن حوله لذا من الهام دعمه نفسيًا بكل الوسائل المتاحة.
ومن المضاعفات التابعة لأعراض فرط الحركة ونقص الانتباه:
- خلل في العلاقات الاجتماعية
- فشل دراسي أو مهني قد يؤدي للبطالة.
- الانعزال التام عن المجتمع والنشاطات المتنوعة.
- إدمان الكحول وتعاطي المخدرات.
- زيادة احتمالية الوقوع في حوادث السيارات.
- التورط في مشكلات قانونية وارتكاب الجرائم.
- انحدار ملحوظ في الصحة النفسية تتبعها الصحة الجسدية.
- محاولات الانتحار.
علاج أعراض فرط الحركة ونقص الانتباه
يتم علاج المرض تبعًا لأعراضه التي تتباين من النفسية إلى الجسدية، والعلاج نفسه ينقسم إلى:
أولًا: العلاج بالأدوية والأقراص
تعالج الأدوية نقص الانتباه وتعمل على أن تمده لوقت أطول حتى يصل إلى المستوى الطبيعي، كما تحد من الاندفاعية والتهور والنشاط الزائد.
وبالنظر إلى تأثيرها فهي أيضًا تنقسم إلى:
1/ أدوية ذات تأثير منشط:
- تزيد من نشاط النواقل العصبية مما يزيد من القدرة على التركيز لفترات طويلة، كما تمكن المريض من التحكم في انفعالاته.
- ولكن من المهم استعمالها تحت إشراف طبي حيث إن الإكثار منها قد يسبب مشكلات في القلب وظهور أعراض التوتر والقلق.
2/ أدوية ذات تأثير مثبط:
- أما تلك فتعمل على تقوية المستقبلات المتخصصة في خلايا المخ مما يزيد من فعالية النواقل العصبية فيحسن كذلك قدرة المريض على التركيز.
ثانيًا: العلاج التربوي والسلوكي
يعتمد هذا القسم من العلاج على سلوك الطفل المريض وسلوك أهله اتجاهه، فيرشده الأطباء ويرشدوا آباءه إلى استراتيجيات يستخدمونها معه لتعديل تصرفاته وانفعالاته بقدر المستطاع.
بل ويعلمونهم كيف يجنبونه التعرض للمستثارات التي تثير تهيجه منذ البداية، ويتم تعليمه مهارات جديدة تزيد من هدوئه وتركيزه.
ويعتبر العلاج السلوكي تكملة للعلاج الدوائي الذي لا يصح استخدامه بمفرده، فالجانبين يدعمان بعضهما بشكل كبير ويسببان تقدم ملحوظ.
يمكنك قراءة المزيد من المعلومات عن: أسباب التأخر اللغوي عند الطفل
هل مرض فرط الحركة ونقص الانتباه من أمراض التوحد؟
لا، قد تختلط الأعراض لتشابهها الكبير، ولكن هناك فروق واضحة بالإضافة إلى الاختلاف الجذري للأسباب.
فمثلًا أطفال التوحد قد لا يستطيعون التركيز على أشياء لا يحبون فعلها، ولكن يمكنهم التركيز على الأشياء التي يحبونها كاللعب ومشاهدة التلفاز وغيرها لفترات طويلة.
كما أن الوعي الاجتماعي والتفاعل مع الآخرين يكون أقل بكثير في طفل التوحد الذي يميل للسكوت أو التحدث لساعات طويلة عن موضوع واحد بترتيب وتكرار، ويجدون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم ورغباتهم، بالإضافة إلى صعوبة التواصل البصري.
وذلك عكس الأطفال المصابون بفرط الحركة ونقص الانتباه، فعادة ما يكرهون التكرار والترتيب كما يقاطعون المتحدث ويتحدثون دون توقف في مواضيع متفرقة في الأغلب.
وفي النهاية يرجع التشخيص القاطع إلى الطبيب المختص الذي سيحلل الأمر فور بث شكوككم إليه لذا لا تتأخروا عن الذَّهاب إليه إذا شعرتم بأي أعراض مقلقة.
يظل الاهتمام بالعلاج وتدارك الأمر منذ البداية هو الأهم، فلا تستهينوا بالمرض الذي قد يسبب تشوهات نفسية لدى طفلك، كذلك كن حريص على تغذيته السليمة ومنها تجنب الأطعمة التي تزيد من أعراض فرط الحركة ونقص الانتباه كالحلويات والسكاكر خاصة الصناعية منها، والمشروبات الغازية، والكافيين، والفواكه المجففة التي قد تكون معدلة بألوان صناعية، ومشروبات الطاقة وغيرها مما يشتهر بزيادة حدة الأعراض وتدهورها.
One Reply on “أعراض فرط الحركة ونقص الانتباه”
Comments are closed.