تتساءل الكثير من الأمهات عن سبب ظهور التأتأة المفاجئة عند الأطفال وكيف تتجنب هذه المشكلة وما هي طرق العلاج الصحيحة التي ينبغي اللجوء إليها عند إصابة طفلها بهذه الحالة؟
وهنا أولًا علينا معرفة أن التأتأة هي اضطراب وخلل في الكلام يصيب الطفل نتيجة تعرضه لمشاكل نفسية منذ صغره وأسباب أخرى سيتم ذكرها بالتفصيل في السطور التالية، كما سوف يتم تقديم طرق العلاج الصحيحة للتغلب على هذه المشكلة فور ظهورها على الطفل.
أسباب التأتأة المفاجئة عند الأطفال
الأطفال الذين يعانون من التأتأة في أثناء الكلام يعلمون جيدًا ما يريدون قوله ولكنهم يجدون بعض الصعوبات عند خروج بعض الكلمات أو أحرف معينة من الكلمة،
ومن أسباب هذه التأتأة ما يلي:
1/ خلل في التحكم في الكلام الحركي
- الأطفال الذين يجدون مشكلة في التحكم في الكلام يصابون بالتأتأة المفاجئة.
- مشكلة التحكم في الكلام قد تكون مشكلة وقت أو تنسيق حسي وحركي تؤدي إلى الإصابة بالتأتأة.
2/ أسباب وراثية
- العوامل الوراثية من أقوى الأسباب في الإصابة بالتأتأة المفاجئة للطفل.
- التأتأة هي مرض وتشوه وراثي يُمكن أن ينتقل إلى الأجيال بكل سهولة.
3/ عوامل نفسية
- المشاكل النفسية سبب كافي لإصابة الطفل بالتلعثم في الكلام عند خروجه من فمه.
- وقبل ذهابك لأي طبيب لمعالجة طفلك عند ظهور هذه المشكلة عليه عليك بالتأكد من أن هذه المشكلة ليس بسبب عامل نفسي.
- قد يتعرض الأطفال لسلوك غير صحي من الأبُ أو الأم أو غيرهم من المحيطين حوله وهو يؤدي إلى ظهور التأتأة المفاجئة عند الأطفال وإصابتهم بالتلعثم في الكلام.
- ومن العوامل النفسية التي قد يتعرض لها الطفل مشكلات بين الأهل في معظم الأحيان، أو التعدي على الطفل بالضرب أو التحرش الجنسي، أو اضطهاد إخوته له.
- وجديرًا بالذكر أنه من الأمور التي قد تصيب الطفل عند تعرضه لهذه العوامل بجانب التأتأة رفرفة الجَفْن وعصبية الطفل المفاجئة دون أسباب.
4/ اضطراب في قدرة الطفل على التمييز السمعي
- التمييز السمعي يؤثر على قدرة الطفل على الكلام وبناء لغته الأمر الذي يستغرق فيه الطفل مدّة زمنية طويلة لتكوينه.
- من أسباب الإصابة بخلل في التمييز السمعي الإصابة بألم الأذن أو الأنف أو الحَنْجَرة فيجب استشارة الطبيب المختص في هذه الحالة.
- هذه الأسباب تؤدي إلى إصابة الطفل بنزلات البرد أو التهابات في الأذن بشكل دائم وهو ما يؤدي إلى تراجع في الكلام، وعلى هذا عدم قدرة الطفل على التعبير مما يؤدي إلى زيادة عصبيته وإصابته بالتأتأة على المدى الطويل.
5/ التوتر أو الصدمات العاطفية
- في بعض الأحيان يُمكنك ملاحظة طفلك أنه قد يصاب بالتأتأة المفاجئة عند تعرضه فقط للتوتر أو لصدمة عاطفية مما تؤدي إلى الضغط النفسي لديه.
يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن: أسباب التلعثم المفاجئ عند الأطفال
ما هي طرق علاج التأتأة المفاجئة عند الأطفال؟
هناك أكثر من طريقة لعلاج التأتأة والتخلص من مشكلة تلعثم الطفل عند الكلام، ومن أحدث الطرق لعلاج هذه المشكلة ما يلي:
أولًا/ علاج النطق “Speech therapy”
- يتم علاج النطق عن طريق التقليل من سرعة الكلام أمام الطفل بشكل مقصود لملاحظة الطفل مخارج الحروف الصحيحة عند النطق.
- التحكم في التنفس في أثناء الحديث يساعد المعالج من بطء مخارج الحروف أمام الطفل، ومع الوقت يُمكنه الكلام بشكل طبيعي أمام الطفل بعد معالجة المشكلة.
ثانيًا: تركيب الأجهزة السمعية الإلكترونية
- الأجهزة السمعية هي أجهزة إلكترونية قد تستخدمها بعد مراكز التأهيل مع الطفل.
- يتم وضع سماعة أذن للطفل لكي يسمع الكلام الذي يردده خلال حديثه ويتعود على النطق بطريقة صحيحة.
- يُنصح بإبطاء الكلام في هذا الجهاز في أثناء استخدام الطفل له لكي يظهر الصوت بشكل طبيعي يساعد الطفل في السمع بشكل جيد.
ثالثًا/ العلاج السلوكي المعرفي
- يستخدم العلاج السلوكي المعرفي عند ظهور مشكلات التوتر والقلق فهو أفضل طريقة يتم اللجوء إليها في هذه الحالة لعلاج التأتأة المفاجئة عند الأطفال.
- يساعد هذا النوع من العلاج على زيادة الثقة في النفس لدى الطفل والتخلص من الأفكار السلبية التي تسيطر على عقل الطفل مما يتسبب هذا في ظهور التأتأة المفاجئة عند الكلام.
يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن: أشهر مقاييس التوحد
أفضل 5 نصائح للتعامل مع الطفل المصاب بالتأتأة
معاملة الأهل لها دور كبير في علاج الطفل عند إصابته بالتأتأة في الكلام، ومن النصائح الواجب مراعاتها عند تعاملك مع طفلك المصاب ما يلي:
أولًا/ التقليل من الضغط على الطفل للتواصل
- عند التقليل من ضغطك على الطفل وإجباره على الكلام والحديث معك فإنك بهذا الشكل تساعد طفلك على العلاج وتخلصه من التوتر والقلق الناتجان من ضغطك عليه.
- تحديد جملة معينة أو سؤال معين موجه للطفل يساعده على الاستيعاب بشكل أكبر ومع مرور الوقت يتحدث بشكل طبيعي وبهذا الأمر تتخلص من مشكلة التأتأة المفاجئة عند الأطفال.
- على سبيل المثال هل تحب أكلة البيتزا اليوم؟ بدلًا من سؤاله ماذا تريد أن تأكل اليوم؟ فبذلك يجيب الطفل بكلمة أو كلمتين بدلًا من تفكيره في أكثر من جملة مما يزيد من توتره.
ثانيًا/ التحدث عن الأمر مع الطفل وليس تجاهله
- تحدثك مع الطفل عن ما يصيبه بشكل إيجابي لين وعدم تجاهلك للأمر يحسن من نفسية الطفل ويجعله متقبل العلاج بنسبة أكبر.
- تستطيع الأمر التحدث مع طفلها عن هذه المشكلة التي يواجهها بداية من عمر سبع سنوات ولكن بعد إدراكه بشكل كامل لوجود المشكلة وليست تجاهلها.
ثالثًا/ التأني والصبر في رحلة العلاج
- عدم العجلة في الحديث مع الطفل أمر ضروري فتعجلك على إخراج طفلك لكلمات وجمل بشكل سليم يزيد من توتره ونسبة إصابته بالمرض دون إدراكك لهذا الأمر.
- اعطِ طفلك وقته في التحدث وإخراج الحروف من فمه حتى الانتهاء من كلماته.
رابعًا/ التوجه إلى معالج مختص
- في بداية ظهور التأتأة المفاجئة عند الأطفال ينبغي على الآباء عدم تجاهل هذا الأمر والاستهانة به فيمكن أن يبدأ الأمر صغيرًا ومن ثم يُصبح مرضًا يحتاج إلى طبيب لعلاجه.
- يمكنك التوجه إلى أخصائي تخاطب وأمراض الكلام هذا سيسعدك بشكل أكبر على حل المشكلة.
- في حالة لمن لا تتعد أعمارهم ثلاث سنوات يتم استشارة طبيب الأطفال المختص قبل التوجه إلى أخصائي التخاطب.
خامسًا/ التركيز مع الطفل خلال الكلام
- عند حديثك مع طفلك يجب التركيز مع حواسه بشكل كامل.
- كما ينبغي تجنب تجاهله لعدم إصابة الطفل بالانزعاج وقلة الثقة في النفس.
- التركيز على عدم مقاطعة الطفل في أثناء كلامه.
- وعدم الاستعجال وإعطائه وقته فيما يريد أن يقوله.
يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن: أسباب التأخر اللغوي عند الطفل
متى ينصح باستشارة الطبيب؟
تتساءل الكثير من الأمهات عن الوقت الذي ينبغي فيه استشارة الطبيب عن ظهور مشكلة التأتأة المفاجئة عند الأطفال.
إليكِ بعض الحالات الآتية:
- استمرار التأتأة عند الطفل لمدة تتعدى الـ 6 أشهر واستمرارها مع الطفل بعد سن الخمس سنوات.
- عدم رغبة الطفل في الكلام عمومًا وحبه للسكوت والهدوء المفاجئ.
- عدم ثقة الطفل في نفسه واضطرابه عند كلامه مع الغير.
- ملاحظة تجنب الطفل لعدم مواجهة المواقف التي تستدعي الحديث.
- تأثير هذا المرض على علاقته مع أصدقائه في المدرسة أو النادي.
- التغيير المفاجئ في درجة صوت الطفل وحركات جسده وقلقه أو توتره عند الحديث مع الغير.
التأتأة المفاجئة عند الأطفال قد تصيبهم في المرحلة العمرية بدايةً من سنتين إلى خمس سنوات، وأكدت بعض الدراسات أنها قد تنتشر بين الذكور أعلى من الإناث.
وفي كثير من الأحيان يتعافى منها الطفل دون التدخل لطبيب أو أخصائي تخاطب بعد مرور خمس سنوات من عمره، ولكن في حالة عدم التعافي بها ينبغي علاجها فورًا فهي مرض مثل أي مرض لا داعي لإحراجك منه.