نفسية الطفل بعد المولود الجديد في بعض الأحيان تنقلب إلى غَيْرَة ويصعب السيطرة عليها، والغيرة تشمل مشاعر مختلفة، ما بين الخوف والغضب، الذل والهجر، ويصاب بها الكثير من الأطفال في مختلف المراحل العمرية، ويخاف الطفل من فقدان مكانته وحصول المولود الجديد عليها بدلًا منه، حتى ولو كانت هذه التخيلات في عقله، ستؤثر سلبًا على نفسيته، فما هي تلك الغَيْرَة؟ وما علامات غَيْرَة الطفل؟ وكيف يفسرها علم النفس؟ ولِم يشعر طفلك بالغيرة بعد ولادة أخيه؟ كيف يفكر طفلك في هذا الوقت؟ وما تفسير سلوكه؟ كل ذلك سيتم توضيحه في السطور التالية.
نفسية الطفل بعد المولود الجديد
الغَيْرَة لا تكون في العلاقات العاطفية وحسب، بل أيضًا في عَلاقة الإخوة من تنافس على من سيحظى باهتمام الأسرة.
وتشتكي العديد من الأمهات من تغير السلوك لدى أطفالها بعد قدوم المولد الآخر للبيت، فتزيد نوبة الغضب عند الطفل ويصير مزعج جدًا لأهله.
علامات غيرة الطفل من المولود الجديد
في الواقع فإن طفلك لا يعي معنى الغَيْرَة، لكن ما يمر به يدفعه للملاحظة ولا سيما أن أبويه أصبحوا يهتموا به وبأخيه.
أي أن المولود الجديد يشاركه ولذلك سيحاول الطفل الأول جذب انتباه أهله بفعل أي شيء.
وقد يصدر منه بعض التصرفات مثل:
- ضربه المولود الجديد.
- يرفض أن يذهب للمدرسة، ويصمم على البقاء في المنزل.
- لا يأكل بسبب تأثر نفسية الطفل بعد المولود الجديد.
- يترك غرفته ويصر على النوم مع والدته.
- يطلب من أمه إبعاد المولود الجديد عنهم وإرساله لأي مكان أخر.
- يلصق كل ما يفعله من أخطاء بالمولود الجديد.
- يعود إلى ما كان يفعله مثل التبول على نفسه، بعدما تعلم النظافة الشخصية.
- يلح على الرضاعة من ثدي الأم كما تفعل مع مولودها الجديد.
- يسيطر على سرير المولود ويحاول النوم فيه.
- يطعم المولود بنفسه دون رؤية والدته له.
- يتسلل إلى المولود ويكتشفه بطرقه الخاصة.
- يصاب بأحلام مزعجة وكوابيس، ويصبح نومه مضطرب ومتقطع.
يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن: تعلق الطفل الزائد بالام
ما تفسير الغيرة من المولود الجديد؟
إن ما يحس به طفلك الأول ناحية المولود الجديد أمر طبيعي لا يحتاج القلق، وهو دليل على أنه يعي ذاته.
ولكن قد تتحسس نفسية الطفل بعد المولود الجديد وتصل به إلى مرحلة سيئة، لذا ابقي حريصة أيتها الأم.
لا سيما أنه كان متمركز حول نفسه ولكن غيرته تدل على بداية رؤيته للعلاقات الإنسانية حوله.
فبعد أن كان كل الاهتمام والرعاية منصبة عليه، وكذلك تلبية احتياجاته وما يرغب به، إذ فجأة يأتي وافد جديد ويأخذ نصيبه في كل شيء ويصبح هو المدلل والمحبوب عند جميع أفراد العائلة.
عوامل تزيد من حدة غيرة الطفل
بالطبع فإن الغيرة تكون رد فعل طبيعي للطفل حينما يرى وضع غريب وجديد عليه، ويدفعه ذلك لحماية مكانه، خصوصًا أن سلوك أسرته يكون متسرع وغير محسوب بالمرة، ولا يراعوا حساسية الموقف خلال مرحلة قدوم المولود الجديد.
مما قد يسبب تلك الغيرة، أو تتوتر نفسية الطفل بعد المولود الجديد ونتيجة لذلك يبني الطفل أوهام وتخيلات أن مكانته باتت مهددة.
وسنوضح بعض التصرفات الخاطئة أمام الطفل ومنها:
- تعنيفه إذا حاول لمس الرضيع.
- الغضب والقسوة عليه إذا حاول احتواء المولود.
- انقطاع الأنشطة التي تعود على فعلها بشكل روتيني مع والدته.
- التحكم فيه وإجباره على السكوت وتوقف الحركة بحجة أن المولود نائم.
- إقامة حفل استقبال للمولود وذكر اسمه ولا يذكر اسم الطفل الأول فيها.
علاج الغيرة عند الأطفال
قبل البَدْء في العلاج، يجب طمأنة الطفل بأن أمه لا تزال مهتمه به، وتأخذ بيده حتى يستطيع تغيير كل الأفكار والقناعات والتخيلات التي كان يشعر بها بعد ولادة طفل جديد، ويحاول أبويه مساعدته على التحكم في سلوكه وتقليل خوفه واحتوائه لتجنب الغيرة الناتجة عن تأثر نفسية الطفل بعد المولود الجديد.
وكل ذلك يكون من خلال:
- إخبار الطفل الأول أن المولود الجديد جاء ليكون رفيق له بدلًا من الوحدة والملل.
- مشاركة الطفل الأكبر في رعاية الطفل الأصغر ومساعدة الأم في تربيته، الأمر الذي يجعل الأم مطمئنة ومتحمسة لفعل المهام، مثل أن يحضر الحفاض وهي تغيرها، أن يحضر المناشف وهي تحمي المولود، مما يدفع الطفل الأكبر على التعود والمهارة في العناية بالمولود ويقدر على إسكاته بمحبة لو بكى، ويقرأ القصص القصيرة له.
- تشجيع الطفل الأول على حمل المولود وذلك يكون تحت أنظار الوالدين.
- عندما ينام الرضيع، تأخذ الأم طفلها السابق وتساعده في الرسم والتلوين، وتبث فيه الأمان كما كانت تفعل ليشعر أن مكانه لم يتغير، وذلك تأثيره إيجابي على نفسية الطفل بعد المولود الجديد.
- عدم التردد في طلب هدية للطفل الأكبر من أفراد العائلة لكي يسعد وينسى أي تخيلات تصيبه.
يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن: تجربتي مع اكتئاب مابعد الولادة
هل يمكن بدء العمل على موضوع الغيرة منذ فترة الحمل؟
نعم، وتعتبر أنجح الطرق لتهيئة الطفل الأول لاستقبال مولوده الجديد، وتساهم في تخيله أنه سيكون برفقة رفيق، بالتأكيد سيشكل فارقًا في حياته، وذلك من خلال:
- أثناء فترة الحمل تتجنب الأم التحدث عن وجعها الناتج عن أعراض الحمل، لكي لا يفكر الطفل أن الجنين هو سبب تعب الأم.
- مشاركة الطفل في اختيار ملابس المولود وكذلك الألوان.
- من الضروري عند ولادة الأم، أخذ الطفل إلى أقاربه ليقضي معهم بعض الوقت تجنبًا لمعرفته بأمر الولادة حتى لا ينشغل باله، ولكي لا تتغير نفسية الطفل بعد المولود الجديد فجأة.
- عند ذهاب الطفل لرؤية أمه بعد الولادة، من الأفضل أن تحضنه وتشعره بأنها اشتاقت إليه وغيابه فارق معها.
- إذا بكى المولود، تطلب من ابنها اقتراح طريقة لإسكات الرضيع بها.
- تطلب منه أن يختار اسم مناسب للمولود، وهذا يُحدث ترابط عاطفي بينهم منذ اللحظة هذه.
نفسية الطفل في عمر 4 سنوات
الطفل في عمر 4 سنوات يكون عنيد وعصبي بشكل مفرط، ويمتلك مقومات اجتماعية وحركية وعاطفية، غير أنه لديه القدرة على:
- تفريش أسنانه وتسريح شعره.
- والتعامل مع كل العائلة.
لذلك يريد فرض السيطرة والحصول على استقلالية زائدة بالأخص إذا كان له أخوات أكبر منه سنًا.
كيفية التعامل مع الطفل العنيد والعصبي في عمر 4 سنوات؟
إذا كان سلوك طفلك عنيف ويأتيه نوبة متكررة من الغضب، تابعي ما يلي للتعامل معه، ولتحسين نفسية الطفل بعد المولود الجديد:
- عدم تركه وحيد: وذلك حتى لا يؤذي نفسه، ابقي بجواره وحاولي تهدئته.
- مساعدته على الحركة: يمكنك تشجيعه على ممارسة الرياضة، وتلك وسيلة فعالة في تشتيت انتباهه، حيث أنها تبعده عن القلق وتلهيه عن تمسكه برأيه، بالإضافة إلى ذلك، تُخلصه من عصبيته وتساعده في إيقاف عناده.
- شجعيه على التعبير عن مشاعره: دعي طفلك يخبرك أولًا بكل ما يشعر به ولا تحكمي عليه إلا أن ينتهي، من ثم يأتي دورك لتنصحيه، اجعلي هذه قاعدة ثابتة من قواعدك للتعامل مع الطفل في عمر 4 سنوات، وبذلك يسهل عليكِ تربيته.
- دعي الطفل يتحمل المسؤولية: لا تتركيه يفكر أن كل شيء يمر بسلام، احذري من إشعاره بأنه بأمان تام، لأن هذا سيعوده على الاعتماد على غيره وعدم مسؤولية ذاته، ويكون عناده نتيجة التدليل المبالغ.
كيفية إرضاء الطفل بعد المولود الجديد؟
ينصح بعض الأطباء بفعل ما يلي لإرضاء نفسية الطفل بعد المولود الجديد:
- أن تلعب الأم مع طفلها الأول وتحفزه على التعبير عن ما يحتاج إليه، وتقضي معه بعض الوقت.
- لا يبالغ الأهل في معاقبة الطفل، لو استمر العند يمنعوا عنه الألعاب فترة محدودة.
- منحه الفرصة ليختار ما يريد لكي يتعود على ذلك، مما يساهم بشكل كبير في تقليل العصبية والعناد.
- على الأهل تجنب الصراخ عليه حتى لا يحدث جدال بينهم.
- مدح سلوك الطفل باستمرار وإعطائه مكافأة هدية ويفضل تكون شيء محبب له، لا يجب المبالغة في ذلك.
- خلق جو مناسب وهادئ بداخل البيت، لتشكيل الطفل بطريقة صحية تجعله أقل تعرضًا للأمراض النفسية والمشكلات.
حياتك بعد الطفل الثاني
بعد ولادة الأم ورجوعها إلى البيت، يجب عليها أن تعلم أمرًا هامًا، وهو نفسية الطفل بعد المولود الجديد.
وعليه فإن طفلها الأول هو من ينتظرها، لذا يجب عليها معرفة أنها ستهتم بطفلها السابق.
بالإضافة إلى دورها في رعاية المولود حتى يكبر ويصبح سوي نفسيًا ويعتمد على ذاته ويعرف متى يأخذ حقه كاملًا، وبعد العودة إلى المنزل لا بد من الالتفات إلى بعض الأشياء، وهي:
- ألا ترضعي مولودك أمام ابنك الأكبر لبعض الليالي، ثم بعد ذلك أخبريه ووضحي له ماذا كنتِ تفعلي معه عندما كان رضيع ليفهم طبيعة الحال.
- أخبريه بأن عمره الكبير يمنحه مميزات أكثر من الرضيع، حيث يستطيع أخذ مصروف، ويستيقظ وقت ما يشاء، ويخرج مع والده في نزهة على عكس الرضيع.
يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن: التأتأة المفاجئة عند الأطفال
كيف أوفق بين ابني الأول و طفلي الثاني؟
إنجاب الأبناء يعتبر من القرارات الصعبة التي يقررها الوالدين في حياتهم، والتي تأخذ منهم الكثير من الوقت للتفكير، نظرًا للخوف من تربية الطفل بشكل جيد، أو قلقًا من نفسية الطفل بعد المولود الجديد.
وبالرغم أن قرار الحمل الثاني أسهل من الحمل الأول، إلا أنه يحتاج وقتًا كافيًا في تفكير الأهل على عكس ماهو شائع.
ويوجد بعض الأشياء المهمة التي يجب الأخذ باعتبارها قبل التخطيط لقرار إنجاب طفل آخر وجاءت كالآتي:
- يلزم التفرقة بين الحمل السابق والحمل الآتي على الأقل لمدة عام ونصف:
أشار بعض الأطباء أنه أفضل لصحة الطفل والأم، ومرور عام ونصف بين الطفلين يحمي الأم من مشاكل الإجهاض، أو ولادة طفل مبتسر، مما قد يعرض الأم لفقدان وزنها وأنيميا بعد الولادة، وقد تصاب بمشاكل في الرحم.
- ألا تزيد الفترة بين الحملين عن خمس سنوات:
قد يحدث بعض الأضرار بسبب اتساع الفترة ما بين ولادة الطفل الأول والطفل الثاني، فلا ينبغي عليها تأجيل الحمل لأكثر من خمس سنوات.
ليكون الفارق بين عمر الطفلين مناسب وتكون مهيئة لشرح الوضع لابنها، فلا تتأثر نفسية الطفل بعد المولود الجديد، في الوقت نفسه لكي لا تصاب ببعض المضاعفات مثل صعوبة الولادة، تسمم الحمل.
- صغر فترة التباعد بين الطفلين:
عدم وجود فترة كافية بين الحمل الأول والثاني يهدد حياة الأم بعد الولادة، ويحتاج بعض الوقت للتعافي التام، غير أن الحمل يسحب الطاقة والمواد الغذائية من جسدها.
ولكي يستعيد جسمها قوته والعودة إلى الحالة الطبيعية التي كان عليها، سيأخذ الكثير من الوقت لتكون قادرة على تحمل حمل آخر.
ما هي أفضل فترة بين الحملين؟
أفضل فترة تباعد بين الحمل الأول والثاني هي الثلاث سنوات.
وهي الفترة المناسبة لتكرار الحمل، بعد 3 سنوات من الحمل الأول، تقدر على الحمل مرة ثانية، لأن في تلك المدة يُشفى الجسد تمامًا.
وفي النهاية، فإنه من المتوقع أن تتغير نفسية الطفل بعد المولود الجديد لو فشل الوالدين في التعامل الصحيح معه، ولا يفوتنا أن ننوه على شيء ضروري، وهو صعوبة التعامل بين الأطفال ولا سيما المتقاربين في السن، ونتيجة لذلك سيواجه الآباء مشكلة كبيرة في التعامل معهم، وقد يصل الحال بهم لعدم الراحة وقلة النوم في أغلب الأيام، ولأجل هذا الأمر يحتاج كلا الأبوين لأخذ الوقت الكافي لاتخاذ قرار الإنجاب مرة ثانية.
رد واحد على "نفسية الطفل بعد المولود الجديد"
التعليقات مغلقة.