أضرار المخدرات على الفرد والمجتمع نعاني من تأثيرها في حياتنا المعاصرة، وهي أحد الآفات الخطرة، فقد أصبحت منتشرة بشكل مرعب في الفترة الأخيرة، لا سيما أنها أثرت بشكل كبير في الصحة النفسية والبدنية، وكذلك سلوكيات وأفكار الآخرين، ولم تكتفي بالفرد، بل شملت الأسر والمجتمع كُلََّه، ونتيجة لذلك، من المتوقع حدوث الفساد والعنف، والجرائم بكل أنواعها، غير أن شيوعها ينشر الضلال، والعداء بين الناس، مما يهدد من استقرار الدولة وأمان المجتمع، لذا ينبغي على الحكومة والمنظمات المسؤولة بالمحافظة على صحة الجميع وتوفير الأمن لهم.
أضرار المخدرات على الفرد والمجتمع
المخدرات هي مواد مُسكنة، لها تأثير منوم على الجسم، ولها أنواع كثيرة منها: المخدرات الطبيعية، ونحصل عليها من:
- الحشائش.
- الأفيون.
- أو مخدرات صناعية.
وتُستخلص بعد معالجة النباتات لتكون في النهاية مُركزة مثل المورفين، والنوع الآخر هو المخدرات التخليقية، وتُصنع في المعامل ولا نحصل عليها من النبات مثل: الباربيتورات.
أسباب إدمان المخدرات
إن وسائل التواصل الاجتماعي التي تظهر المسلسلات والأفلام فيها أن الشخص المدمن قوي ويخافه الجميع، بالطبع يدفع ذلك الأطفال والكبار لمحاولة تجربته على أساس أنه نوع من الثبات الشخصي.
وفي أواخر السنوات لاحظنا انخفاض في سن التعاطي، فقد اشتملت على مرحلة الطفولة من 10 سنين، بينما في السابق كان من سن 30 عام.
عدم مراقبة الآباء
- إهمال الأسرة في رعاية الأطفال يلعب دور رئيسي في تعاطيهم الممنوعات، مما يسبب أضرار المخدرات على الفرد والمجتمع، وقد أثبتت الدراسات أن 80% من المتعاطين يعيشون في بيت واحد مع العائلة، ولكن دون رِقابة عليهم.
التدخين
- أشارت الإحصائيات بوجود عَلاقة بين التدخين وتعاطي المخدرات، حيث إن 99% من المتعاطين للمخدرات يشربون السجائر، من ضمنهم 20% يدخنون فوق 40 سيجارة في اليوم.
المرض النفسي
- يعتبر المرض النفسي أحد الأسباب الرئيسية في إدمان المخدر، وهذا المرض قد يكون فصام، اضطراب في الشخصية، اكتئاب.
- أكثر الأشخاص يتعاطون المخدرات من باب الفضول، لكي يُعرفوا أصحابهم أنهم لا يخافون أحد، وأنهم أقوياء.
الفراغ
- عدم وجود ما يشغل الفرد من مهام، يدفعه على السلوكيات الخاطئة، منها: الإدمان على المخدر، الزنا، الكحول، السرقة.
المشاكل العائلية
- وهي أكثر الأسباب لانخراط الشخص في إدمان المخدرات، وحدوث أضرار المخدرات على الفرد والمجتمع.
يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن: طريقة حب الذات
أعراض مدمن المخدرات
إدمان المخدرات مرض ويكون نتيجة التعاطي المفرط للممنوعات، سواء كانت طبيعية أو صناعية أو تخليقيه، ويلازم الفرد الشعور الدائم لأخذ المخدر، غير أنه لو توقف عنها لبعض الوقت، لا يتصرف بشكل عادي.
وتعاطي المخدرات له أعراض كثيرة، منها:
- قلق دائم.
- اكتئاب.
- عدم التوازن في الحركة.
- هستيريا عند انقطاع مفعوله.
- تغيير في نمط الحياة.
- فقدان العقل.
- عدم القدرة على التفكير بمنطق.
- خمول.
- نعاس.
- تعب.
- إهمال الحياة الشخصية والعملية.
- مصاحبة السيئين.
- عزلة.
- طلب المال بشكل مستمر لشراء المخدر.
أضرار المخدرات النفسية
تعاطي المخدرات يسبب حدوث التغيرات في المخ، ويؤثر بالسلب على صحة الفرد النفسية وأيضًا العقلية، كما أنه يغير طريقة التفكير عنده، غير أن أضرار المخدرات على الفرد والمجتمع تشمل إصابة الشخص بعدة مشكلات واضطرابات، مثل:
- تقلب المِزَاج.
- شخصيته تتغير.
- الذهان: كالهلاوس، على سبيل المثال رؤية وسماع شيء غير موجود، أو أوهام وهي إدراك خاطئ لا حقيقة له.
- الانتحار: يؤدي تعاطي المخدرات إلى رغبة الشخص في الانتحار، لأنه يسبب له مشكلة نفسية.
- الأرق: نتيجة تعاطي الممنوعات يحصل خلل في توازن الناقلات العصبية الموجودة في الدماغ، مما يسبب الإحساس بالقلق والأرق.
- اكتئاب: تناول المخدرات يدفع الشخص للشعور بالعار والذنب، وتزداد الأعراض لدى المرضى نتيجة التغيير الحاصل في كيمياء الدماغ.
أضرار المخدرات على الجهاز العصبي
يعتبر الجهاز العصبي الأكثر تضررًا من أثر المخدرات، حيث إن تأثير المخدرات على المخ يحدث رغبة مستمرة في تناول تلك الممنوعات، وقد يصل الأمر إلى الإدمان، وعليه تحدث أضرار المخدرات على الفرد والمجتمع، وتصيب وظائف الدماغ بما يلي:
- مشكلات الذاكرة، مثل صعوبة تذكر الماضي، وعدم القدرة على تكوين ذكريات جديدة.
- خلايا المخ تتلف.
- ضمور المخ.
- نوبة متكررة.
- سكتة دماغية.
- انعدام القدرة على اتخاذ القرار والحكم على الأمور.
- قلة التعلم.
يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن: أسباب الاكتئاب النفسي
أضرار المخدرات على الجسم
لا تقتصر الأضرار على الصحة النفسية أو العصبية وحسب، بل تمتد إلى كل أجزاء الجسم، كما أنها تؤدي إلى إصابة الفرد بالأمراض المزمنة الشديدة، قد يصل الحال إلى الموت.
وتختلف هذه الأضرار عند الجميع وفقًا لنوع المخدرات، طريقة التعاطي، المدة، صحة الشخص، مدى إدمانه، حيث أنها يمكن أن تسبب أضرار على المدى البعيد، مثل:
- فقدان الشهية.
- قلة الوزن.
- مشكلة في الرئة.
- سرطان.
- ضعف جنسي.
- عقم.
- أضرار المخدرات على الفرد والمجتمع، خاصة الفرد محدثة ضغط دَم مرتفع.
- تسوس اللثَة.
- خلل في توازن الهرمونات.
- سكتة ونوبة قلبية.
- إمساك مزمن.
- قيء وغثيان.
- مرض قلب.
- فشل كلوي.
- فشل الكبد.
- تليف الكبد.
- تلف في الجلد.
- عند تناول جرعة زائدة من الممنوعات أو خلط مادة أخرى معه، قد يوصل الفرد إلى غيبوبة، وغالبًا وفاته.
أضرار المخدرات على الفرد
تؤثر المخدرات بالسلب على سلوك المصاب وعلاقته بالآخرين، زيادةً على ذلك تستنزفه ماديًا، ومعنويًا خلف إشباع رغبته في التعاطي، ومخاطر الإدمان على الفرد تشمل:
توتر علاقته بالمجتمع:
- نظرًا لمزاجه المتقلب، تتغير عَلاقة الفرد بمن حوله ويتغير سلوكه، ويصبح عنيف وأناني، لا يلتزم بأي دور له، تنعدم عنده كل الاهتمامات، لأن المخدرات تأخذ عنده الأولوية، مما يدفعه في الأخير لخسارة الأشخاص المقربين وكل ذلك ناتج عن أضرار المخدرات على الفرد والمجتمع.
عزلة وشعور بالانطواء:
- يميل المصاب إلى إبعاد الناس عنه، فيصبح وَحْدَهُ، لا أحد بجانبه، الأمر الذي يجعله يزيد من تعاطيه للممنوعات، والشعور بالاكتئاب.
قلة العلامات الدراسية:
- عند اتجاه المراهق في طريق الممنوعات، يصبح متجاهل لما عليه، ويغيب عن مدرسته، ويكون عنيف مع أقربائه، ربما يقوم بتجارة الممنوعات في المدرسة.
فقدان العمل:
- يتسبب تعاطي المخدرات في تدني المستوى الوظيفي عند الشخص، بالتالي تقل إنتاجيته، ويهمل شكله، الأمر الذي يفقده وظيفته.
مشكلات مالية:
- خصوصًا أنه يصرف كل ماله على المخدرات، وبناءً عليه يتشرد، ويحاط بالفقر.
خرق القوانين:
- لأن متعاطي المخدرات يفقد عقله، ويرتكب الجرائم أو العنف، قد يفعل ذلك للحصول على المال، وهو الذي يعرضه للحبس.
أضرار المخدرات على المجتمع
جديرًا بالذكر أن أضرار المخدرات على الفرد والمجتمع والأسرة يؤثر سلبًا على الدولة، تحدثنا عن الفرد، لنذكر المجتمع والأسرة، وهي تتلخص في الآتي ذكره:
- حوادث وإصابات، ربما وفاة الشخص نتيجة قيادته للسيارة وهو متعاطي جرعة.
- سرقة الأموال من الغير.
- قتل، اغتصاب.
- عنف، انتشار الفساد.
- زيادة البطالة.
- تشرد.
- زيادة الحمل على الدولة.
أضرار المخدرات على الأسرة
يؤثر المصاب على أسرته كلها من جميع النواحي، سواء كانت مادية، اجتماعية، نفسية، وتشمل الأضرار الآتي:
- عنف منزلي، خصوصًا لو أحد الوالدين يتناول المخدرات.
- إفلاس وفقر.
- شعور الأسرة بالخجل من السلوك السلبي الذي يفعله المدمن، مما قد يؤذي ذلك إلى تجنب الصداقات.
- زيادة معدلات الطلاق.
- سوء معاملة.
- إهمال.
يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن: ما هو الوسواس القهري ocd
هل يعود الإنسان طبيعي بعد ترك المخدرات؟
مرض الإدمان مزمن، أي لا يُشفى المريض منه تمامًا، يمكننا التعبير عنه بمصطلح التغيير بدلًا من الشفاء.
والمقصود بالتغيير هو مساعدة الفرد على التوقف عن تناول الممنوعات لتجنب أضرار المخدرات على الفرد والمجتمع، وتشجعيه على السيطرة على رغبته، ليتمكن من مواصلة حياته طبيعيًا.
حيث يلزمه التعامل مع السلبيات دون استخدام المخدرات أو شرب الكحول، ويحاول جاهدًا تطوير قدراته، والتغلب على الخوف والتوتر.
مظاهر التحسن في الشفاء تختلف من مصاب لآخر، لنوضح هذا الأمر:
1/ فترة الانسحاب (مدتها شهر)
- يتوقف الشخص عن تعاطي المخدرات، وتعتبر هذه الفترة أصعب الفترات، لأنه يعاني مشكلات بدنية ونفسية، ومشاعر إيجابية وسلبية.
2/ فترة الحماس (من شهر لثلاثة أشهر)
- بعد مرور شهر في العلاج، يزول الشعور بالانسحاب وتقل رغبته في تعاطي الممنوعات، وهذا يدل على تحسن حالته، فيشعر أن مشكلته على وشك الانتهاء، ويفكر في حياته من عودته إلى العمل، لحياة منظمة، وعلاقات دائمة.
- لذا يجب عليه عدم الرجوع إلى المخدرات مرة ثانية، لتفادي أضرار المخدرات على الفرد والمجتمع.
3/ فترة الملل (من ثلاثة أشهر لستة أشهر)
- عقب انتهاء الشهر الثالث من العلاج، يبدو عليه الشعور بملل وتعب، ربما يحدث له الاكتئاب الذي يضيع حماسه، بعدها يرجع مرة أخرى للاشتياق إلى السابق.
- لذا ينبغي أن يتم فهم الفرد ومراعاته ودعمه، بالأخص خلال هذه الفترة.
4/ فرصة جديدة (بعد ستة أشهر فيما فوق)
قبل الستة أشهر يكون الشخص متقلب في عواطفه ومشاعره، بينما بعد هذه المدة:
- يبدأ نمط جديد في حياته.
- يكسب أصدقاء جيدين.
- يستمتع بالأنشطة الترفيهية.
- يرى الحياة بسهولة عما قبل.
مراحل الإدمان على المخدرات
هناك 4 مراحل لإدمان المخدرات وهم بالترتيب التالي:
1/ مرحلة التجريب:
- تلك المرحلة يقرر الشخص فيها أن يتناول نوع من المخدرات ليهرب من واقعه، أو محاولة استشعار ما سيحصل له عند تعاطي تلك المواد، غير مبالي بأضرار المخدرات على الفرد والمجتمع
2/ مرحلة التعاطي بالفعل:
- تعلق الشخص المتكرر والزائد بالمخدرات، حيث يحرص على أخذها متجاهل أي أضرار تؤثر على جسده ونفسيته، غير مهتم بالقانون وقيم المجتمع الذي يعيش فيه.
3/ مرحلة إدمان المخدرات:
- وهي أخطر مرحلة، لأن المواد المخدرة تنتشر في سائر جسده، ويعتاد تناولها باستمرار دون انقطاع، مما يفقده القدرة العقلية ويصاب بهلاوس دائمة.
4/ مرحلة عدم الرجوع:
- يشعر الشخص بالحاجة الشديدة لأخذ الجرعة المخدرة، وقد يصل به الأمر للقتل أو ارتكاب جريمة لكي يحصل على القليل من الممنوعات، وهنا يدرك خطورة ما وصل إليه، لكنه غير قادر على التوقف من هذه المواد المهلوسة.
ماذا قال الله تعالى عن المخدرات؟
أضرار المخدرات على الفرد والمجتمع لم يأتي النهي عنهم في الدنيا فقط، حيث جاء النهي بالتحريم في الدين، لأنهم مسكرات تُذهب العقل، وذلك في قوله تعالى:
- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) المائدة آية 90.
- (وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) البقرة آية 195.
وقد روي عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومفتر” رواه أبو داوود، ومعنى مفتر، أي فاتك بالعقل والجسد، وهو ما ينطبق على المخدرات بكل أنواعها المختلفة، الله يعلم أضرار المخدرات على الفرد والمجتمع، لذلك حرمها علينا.
وتجدر الإشارة إلى أنه من مبادئ الإسلام البعد عما يضر بصحة الجسم، وتعاطي الممنوعات ضار جسمانيًا، نفسيًا، اجتماعيًا، والله سبحانه وتعالى يعلم ما هو نافع لنا، وما الضار علينا، لذلك بينه في كتابه وسنة رسوله.
أيضًا أجمع علماء المذاهب بتحريم إنتاج الممنوعات، وعدم زراعتها سواء كانت طبيعية أو تخليقيه.
وفي الختام نقدم بعض النصائح لمنع أضرار المخدرات على الفرد والمجتمع، وهم (تناول الطعام الصحي، ممارسة الرياضة، مصاحبة أصدقاء الخير، مواجهة مشكلات الحياة وحلها دون ضغط نفسي، ملء وقت الفراغ بالأعمال النافعة، فعل الهوايات المحببة، الوعي والدعم المستمر).