أضرار الحزن والاكتئاب قد تتسبب في ظهور الكثير من الأمراض الجسدية التي تصيب الأشخاص عند مرورهم بأوقات عصيبة ومواقف حزينة لا يمكن التغلب عليها بأنفسهم، وذلك لأنهم يكونون بحاجة إلى الدعم النفسي في تلك الفترات للتغلب على الحزن والبدء من جديد دون حدوث أي مضاعفات نفسية أو جسدية.
أضرار الحزن والاكتئاب
عندما يحزن الإنسان من قلبه ولا يستطيع التغلب عليه تظهر بعض الأضرار التي يمكن أن تتفاقم وتتحول إلى أمراض مزمنة.
ويمكن ذكر بعضٍ منها في النِّقَاط التالية:
- اضطرابات في النوم
ينخفض هرمون الكورتيزون المسئول عن التوتر في الليل حتى يسمح للجسم أن يسترخي ويحصل على قسطٍ كافٍ من النوم.
ولكن في حالة ارتفاع مستوياته نتيجة الحزن فإنه يؤدي إلى حدوث اضطرابات في النوم فيتعرض الفرد للأرق وكثرة الكوابيس التي تعيق النوم بهدوء.
- ضعف الجهاز المناعي
كما ذكرنا من قبل أن الحزن احد أسباب الكثير من الأمراض العضوية ويرجع السبب في ذلك إلى اضطراب جهاز المناعة، وبالتالي نلاحظ ضعف المناعة.
وقد يبدأ الأمر ببعض الالتهابات أو نزلات البرد ومن ثم يتفاقم الأمر مع مرور الزمن لحدوث أمراض مزمنة.
- اضطرابات في الشهية
نجد أن فقدان الشهية أو زيادتها من أهم التأثيرات وأولها التي يتم ملاحظتها على الفرد في أثناء مروره بفترة الحزن.
ولكن ذلك يختلف من شخصٍ لآخر فمنهم من يعاني من زيادة الوزن وآخرين من النحافة المفرطة نتيجة لزيادة تناول الطعام أو الامتناع عنه لعدم الشعور بالجوع.
يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن: ما هي أهم النواقل العصبية في الدماغ؟ وما وظيفتها؟
هل الحزن يسبب الموت؟
اكتشف بعض العلماء مؤخرًا أن كسرة القلب والحزن لدرجات معينة قد تسبب وفاتهم خاصةً في حالات انهيار العلاقات.
حيث أوضحوا أن الأحداث المُجهِدة التي قد تزيد من مستوى الاضطراب في خلايا القلب المعروفة بمتلازمة “القلب المنكسر” نتيجة ضعف في عضلة القلب.
وقد أوضح البروفيسور “سيان هاردينج” المسئول عن تلك الدراسة أنها متلازمة شديدة الْخَطَر ضمن أضرار الحزن والاكتئاب ولا يمكن الاستهانة بها إذ تؤدي إلى الموت المفاجئ في بعض الأحيان على الرغْم من عدم ظهور السبب بشكل واضح، كما مهَّد للبدء في دراسة تكشف عن علاج لتلك الحالة لمنع حدوث الوفاة.
وقد أشار البعض أن تلك المتلازمة تشبه بعض أعراض النوبات القلبية المؤدية إلى ضيق في التنفس وآلام في الصدر، ومن الممكن أن تتسبب في توقف القلب عن النبض، حيث تم رصد أول حالة تمر بتلك الأعراض في دولة اليابان في عام 1990 م.
تأثير الحزن على المرأة
حث الرسول محمد “صلى الله عليه وسلم” معشر الرجال على حسن معاشرة النساء والرفق بهم بقوله الشهير “رفقًا بالقوارير” حيث شبه السيدات بالقوارير نظرًا لهشاشة قلوبهن وإحساسهن المُرهف.
لذا نجد أنّ أضرار الحزن والاكتئاب سريعًا ما تظهر على النساء مقارنةً بالرجال كما هو مذكور في النِّقَاط التالية:
- الرغبة الشديدة بالوحدة واعتزال الناس.
- زيادة المشاعر السلبية واليأس والإحباط.
- سرعة الشعور بالغضب والقلق من أقل المواقف.
- صعوبة في التركيز.
- عدم القدرة على اتخاذ القرارات بسهولة في الأمور اليومية البسيطة.
- فقدان الرغبة في ممارسة الهوايات السابقة والقيام بالأنشطة الاجتماعية.
كل ما سبق ذكره له تأثير جسدي على المرأة وقد يتمثل في:
- زيادة أو نقصان في الشهية، وهو ما يؤثر على وزنها بشكل ملحوظ في الحالتين.
- الأرق والكوابيس.
- الشعور بالهزال والتعب وعدم وجود طاقة لأداء المهام اليومية.
- الشعور ببعض الآلام غير معلومة السبب مثل الصداع والتشنجات والقولون العصبي.
تأثير الحزن على الرجل
أمرنا الله عز وجل بالاستعاذة من قهر الرجال نظرًا لصعوبة الأمر وعدم تحمله، وذلك لأن الرجال يعتمدون على عقولهم أكثر من مشاعرهم ومجرد وصول الرجل لدرجة القهر فإنها درجة عالية من الحزن ولها أضرار جسيمة عليه.
لذا أشار بعض المتخصصين إلى عِدة نِقَاط يمكن اتباعها لتجنب أضرار الحزن والاكتئاب قبل لوصوله لدرجات عالية لا يمكن السيطرة عليها، ومنها:
- أولًا وضع أيدينا على السبب الرئيسي الذي أدى إلى حدوث الحزن أو التوتر مع محاولة علاج هذا السبب، وفي حالة استمرار المعاناة من هذا الشعور وعدم التمكن من علاجه لمدة أسبوعين على أقل تقدير فلا بد من استشارة طبيب مختص للمساعدة.
- محاولة اتباع نظام حياة صحي من حيث العادات اليومية المفيدة كممارسة الرياضات المختلفة، ولا سيما وضع نظام غذائي صحي يحافظ على صحة القلب والعقل.
- التخلص من جميع العادات والأشخاص المتسببين في تغير حالتك المزاجية للأسوأ أو أصحاب الطاقات السلبية.
يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن: ما هو الفرق بين المرض الذهاني والعصابي؟
أضرار القهر النفسي
تبدأ أضرار الحزن والاكتئاب بمشاعر سلبية بسيطة قد لا يعيرها الفرد الاهتمام الكافي، وهو ما يجعل هذا الشعور يزيد من حدته ليواجه مشكلات نفسية عصيبة لا يمكن التخلص منها بسهولة.
فقد يصل الأمر مع الوقت إلى البلادة واللامبالاة في كثير من الأمور الحياتية الهامة مع ظهور الكثير من الاضطرابات النفسية الأخرى بعد الاستسلام لكل الأفكار السلبية التي تواجه الفرد وتدمر ثقته بنفسه ليميل إلى العزلة والوحدة وبعض السلوكيّات الخاطئة.
أضرار كتم الحزن في القلب
هناك مضاعفات تحدث للقلب نتيجة كتمان الحزن وعدم التعبير عنه، مثل:
- صدمات قلبية.
- تمزق في البطين الأيسر.
- انسداد تدفق الدَّم من البطين الأيسر.
- جلطات دموية داخل جدار البطين الأيسر.
- فشل القلب.
- انسداد كامل أذيني بطيني.
- وأخيرًا الموت لا قدر الله.
ورغم تشابه تلك الأعراض مع أعراض بعض الأمراض الجسدية، إلا أن الأطباء تمكنوا من التفريق بين المضاعفات التي تحدث نتيجة مرض عضوي والمضاعفات التي تحدث نتيجة أضرار الحزن والاكتئاب عن طريق بعض النِّقَاط منها ما يلي:
- المضاعفات القلبية التي تنتج عن الحزن نادرًا ما تحدث.
- ثم أن المريض بالقلب نتيجة الحالة النفسية يتحسن بشكل سريع قد تكون أيام أو أسابيع بمجرد تحسن حالته النفسية.
وفي الختام يمكن ذكر بعض الفحوصات التي يعتمد عليها الطبيب المختص للتأكد من أن مرض القلب الذي يعاني منه الفرد ناتج عن أضرار الحزن والاكتئاب وليس لسبب جسماني، فبعد الكشف المبدئي يتطلب إجراء بعض الفحوصات كتخطيط القلب الكهربائي وتخطيط صدى القلب، كما يتطلب إجراء تصوير الرنين المغناطيسي للقلب وتصوير الصدر بالأشعة المقطعية، ومن خلال نتائج تلك الفحوصات يمكنه تحديد السبب الرئيسي خلف مرض القلب.
One Reply on “أضرار الحزن والاكتئاب”