إن التلعثم أو ما يعرف بالتأتأة يبدأ في مرحلة الطفولة وهو عبارة عن خلل في الكلام الذي ينتج عنه مشاكل عديدة تؤثر على الطلاقة في الكلام بشكل طبيعي مما يجعل الكلام يخرج بشكل متقطع وهو يحدث عن عدة اسباب نذكر من بينها الصرع الدي يصاب به الاطفال.
وقد يكون هناك أكثر من نظرية تساهم في تفسير مشكلة التأتأة التي يمكن أن يصاب بها عدد كبير من الأشخاص، ومن ثم يمكن توضيح الأنواع المختلفة التي يمكن من خلالها بناء تشخيص الحالة.
التلعثم
يحدث كذلك على إثر سكتة دماغية أو رضض في الرأس أو أي نوع أخر من الإصابات الدماغية وهذا يؤثر على النمط التنسيقي بين مناطق الدماغ مما يؤدي إلى حدوث مشاكل في إنتاج الكلام بشكل سليم وواضح.
يمكن أن ينتج التلعثم عن إستعمال بعض الأدوية التي تستعمل في مرحلة الإصابة ببعض الأمراض.
قد يحدث تلعثم أيضا على إثر صدمة نفسية وعاطفية.
ومن خلال ما سبق فالسؤال الذي يمكن طرحه هنا هو ماهي النظريات المفسرة لتلعثم وعلى أي أساس تم بناء هذا التفسير؟
نظريات تفسير التلعثم
يعتبر التلعثم من المشكلات الكبرى التي تواجه عدد كبير من الأشخاص الكبار منهم والصغار، ومن النظريات التي أثبتت أسباب الصابة بالتلعثم ما يلي:
نظرية السيطرة المخية
صاحب هذه النظرية هو الباحث ترافس الذي يرى بأن التأتأة عرض لاضطراب حيوي بيولوجي و كذلك عصبي فسيولوجي داخلي معقد، ويلخص نظريته في مثال واضح وذلك بتحويل طفل أيسر للكتابة بيده اليمنى ينتج عن هذا شيء نوع من التداخل في عمل جزئي المخ حيث أن المخ.
كما هو معروف ينقسم إلى جزئين كرويين ومن خصائص تكوينهما أن أحدهما يتميز بالتحكم في الأخر ويكون هذا التحكم في النصف الكروي الأيمن للأشخاص اللذين يكتبون باليد اليسرى والعكس.
عندما يتم تحويل طفل أيسر للكتابة باليد اليمنى ينتج عن هدا التحول تداخل في عمل كل من جزئي المخ وينتج عن هذا زيادة تحكم جزء الكرة اليساري فيتعادل جزئي المخ في التحكم وينتج عن هدا التعادل اختلال يؤدي إلى مشاكل في كلام الطفل.
النظرية البيوكميائية والفسيولوجية
نجد ويست الذي يرى بأن التأتأة هي نتيجة لاستعداد متوارث وقد أكد ويست عام 1958 على حالة عدم توازن الدم السكر لدى الشخص المتأتئ خلال التأتأة.
كما نجد نظريات أخرى أكدت على أهمية التغيرات الدينامية الهوائية الفسيولوجية التي تظهر في الجهاز الصوتي خلال الكلام والتي تقول بأن التأتأة مشكلة في التصويت والتنفس الهوائي وطريقة النطق السليمة.
النظرية الجينية
ترى هذه النظرية بأن التأتأة لها أسباب وراثية حيث أكد الباحثون أن نسبة 65 بالمئة من الأفراد المتأتين لديهم أحد الأبوين أو الأقارب يتاتئون في حين لم يجد الباحثون الآخرون أي عامل وراثي وراء التأتأة فوجود أقارب يتأتئون لا يعني بالضرورة وجود أصل وراثي.
وطور هذه النظرية ويندر جونسون كما سميت بالنظرية النمائية ويرى جونسون أن تشخيص التأتأة من قبل الآباء يوفر بيئة الفرق و الإعاقة حيث يبدأ الطفل بالكلام غير الطبيعي كإستجابة للقلق ولضغوطات الآباء ويقول جونسون أن التأتأة تبدأ في أذن الآباء قبل فم الطفل.
نظرية الفشل في الاتصال
صاحب هذه النظرية هو بلوذ ستين الذي يرى بأن التأتأة نتيجة للفشل في الاتصال والمحادثة مع أشخاص آخرين حيث أن الطفل يبدأ بالتأتأة كاستجابة للتوتر وللتقطع الناتج في الكلام الذي يحدث بسبب الفشل المستمر في التحدث مع الآخرين.
ومن خلال دراستنا لهذه النظريات نجد أنفسنا نقف على نظريات علم النفس لتفسر لنا مسببات التلعثم أو ما يعرف بالتأتأة.
نظرية العصاب
وهي تركز على الصفات الشخصية والعوامل النفسية في شرح التأتأة فمن خلال المقابلات والاختبارات مثل إختبارات الورقة والقلم.
فإنه يمكن فهم الشخصية الدينامية والنفسية والتكيف الاجتماعي والحاجات اللاشعورية فتأتأة الشخص ينظر لها على أنها حاجة إلى إشباع نقص نفسي.
وكذلك لتعبير الواضح عن العداء والعدوان المكبوت لدى الشخص المتلعثم.
النظرية السلوكية
إتجه أصحاب هذه النظرية إلى تفسير السلوكيات التي يقوم بها الفرد سواءا العادية أو غير العادية في ضوء عملية التعلم.
لهذا يعتبرون التأتأة سلوك يتعلمه الفرد إما بالتعزيز أو بالمحاكاة والتقليد فالأطفال الصغار في سن 3-4 سنوات يتعرضون لإختلالات في طلاقة الكلام.
لأنهم غير قادرين على نطق الأصوات من جهة ولقلة محصولهم اللغوي من جهة ثانية ويرى جونسون بأن السلبية تعد المسبب الحقيقي لتأتأة بمعنى أن الطفل.
عندما يتكلم ويحدث له التلعثم (اللجلجة) ويتعرض إلى الانتقاد من طرف الآخرين وهذا يدعم حدوث هذا الاضطراب مرة أخرى.
ونستنتج مما سبق ذكره أن السلوكيون حاولوا تفسير التأتأة على أنها سلوكا متعلما.
حيث أرجعه البعض إلى ارتباطه بمثير شرطي ( كلام الأخرين) ينتزع إستجابة التأتأة من الفرد.
في حين أرجعها البعض إلى أن ما يحصل للفرد من تعزيز نتيجة ممارسته للتأتأة كردة فعل من أجل أن يلفت إنتباه الآخرين أو إستدار عطفهم وإهتمامهم.
كما إتجه البعض الأخر في إعتباره سلوك الهروب من مثير غير مرغوب فيه بسبب إنفعالات مؤلمة وإستجابات سلبية تترجم على شكل الخجل أو التوتر أو القلق وغيرها من السلوكيات.
نظرية الإشراط الكلاسيكي
تشير هذه النظرية إلى أن التأتأة هي نتيجة للفشل الغير مشروط في النمط التسلسلي للكلام الطلق بسبب قلق و توثر المتكلم حول طريقة كلامه وإذا حدث هذا فان الشخص سوف يتأتئ في أي موقف مثير للقلق أو الإرتباك.
نظرية التحليل النفسي
تنظر هذه النظرية إلى التلعثم أو التأتأة على أنها اضطراب عصابي يكون فيه اضطراب جزئي في الشخصية ويظهر هذا من خلال وجود خلل في الكلام .
فالتأتأة تكون ناتجة عن صراعات لاشعورية وهذه الأخيرة وهي محاولة يقوم بها الشخص المتكلم ليشبع حاجة إنفعالية لاشعورية لديه.
ومن خلال ما سبق يتبين أن للتلعثم عدة تفسيرات وكذلك عدة مسبيبات وهنا نتساءل عن ماهي أنواع التلعثم؟
تابع المزيد: أسباب التلعثم المفاجئ عند الأطفال
أنواع التلعثم
ومن هنا يمكن أن نقول أن هناك ثلاث أنواع للتلعثم يمكن توضيحها فيما يلي:
التأتأة التنموية أو التلعثم التنموي
وهو الأكثر شيوعا عن باقي أنواع التلعثم وغالبا يظهر لدى الأطفال في مراحل الطفولة المبكرة لاسيما الأطفال اللذين تتراوح أعمارهم ما بين 18-24 شهرا .
التأتأة العصبية أو التلعثم العصبي
وهو نوع من اضطرابات الطلاقة حيت يجد الشخص صعوبة في نطق وإنتاج الكلام بطريقة طبيعية وسلسة وهو يحدث عندما يكون هناك تشوهات في الإشارات بين الدماغ والأعصاب أو العضلات.
كما يمكن أن تسبب السكتة الدماغية أو اصابات الدماغ هذا النوع من التلعثم.
التأتأة نفسية المنشأ
يعتبر جزء التفكير والتأتأة النفسية نوع ناتج عن التلعثم وهذا النوع ينتج غالبا عن الصدمة العاطفية والتوتر.
ومن خلال هذا يمكن أن نتساءل عن أعراض التلعثم التي يمكن أن تظهر على الفرد؟
هناك عدة أعراض للتلعثم نذكر من بينها:
- تكرار الكلمة.
- إطالة الكلمة أو بعض الأصوات داخل الكلمة.
- صعوبة في بدأ الكلمة أو الجملة.
- هزات الرأس.
صمت طويل أو توقف أثناء نطق الكلمة، ومن هنا نطلق إلى الحديث عن علاج التلعثم وهل هناك علاج؟ نعم هناك العديد من العلاجات المختلفة للتلعثم.
كما يعتمد العلاج على سن و سبب التلعثم وذلك مع معالجي النطق في المراكز الصحيحة والمستشفيات المحلية.
الفــــــهرس
- مقــــــدمــــة.
- أسباب التلعثم.
- النظريات المفسرة للتلعثم.
- أنواع التلعثم.
- علاج التلعثم
من انجاز: نزهة الغيشة
One Reply on “نظريات تفسير التلعثم وأنواعه”
Comments are closed.