في بعض الأحيان قد يصيب الطفل تأخر في نطق الكلمات وهو ما يثير القلق في نفوس والديه ليبحثوا جاهدين عن أسباب التأخر اللغوي عند الطفل لأن أول ما يُطرب أسماع الوالدين هي الكلمات الأولى لأطفالهم وينتظرون تلك اللحظة منذ ولادتهم.
أسباب التأخر اللغوي عند الطفل
هناك سببين رئيسين حول تأخر اللغة عند الأطفال:
يتمثل السبب الأول في اضطرابات في اللغة الأساسية دون أي معاناة من اضطراب آخر.
ونجد تشابه كبير بين هذا الاضطراب مع اضطراب اللغة الذي يصيب البالغين بعدما فقدوا القدرة اللغوية بسبب إصابات معينة مثل حدوث الجلطات، ويصعب على المتخصصين تشخيص الحالة إذا كانت بسبب ضرر حادث بالدماغ أم لا.
أما عن السبب الثاني فهو عكس السبب السابق ذكره من حيث وضوح سبب الاضطراب اللغوي، فيعاني الأطفال من اضطراب معين يكون بسبب وجود مشكلة في تأخر اكتسابه للغة، وتتمثل تلك المشكلات في:
- ضعف السمع.
- فرط الحركة.
- التوحد.
- انخفاض في القدرات العقلية.
- تأثير البيئة المحيطة.
ويتمكن الأطباء المتخصصون من ملاحظة السبب الرئيسي خلف هذا التأخر بكل سهولة بعد جلسة الكشف والتحدث مع أحد أفراد العائلة المسئولة عن هذا الطفل.
يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن: ما هو الفرق بين المرض الذهاني والعصابي؟
الفرق بين تأخر اللغة وتأخر الكلام
الكثير من الأشخاص يعتقدون أن تأخر اللغة وتأخر النطق مصطلحين لنفس الاضطراب، ولكن في حقيقة الأمر أنهم أمرين مختلفين فلكل منهم أعراض وأسباب تميزه عن الآخر.
كما يسهل التفريق بينهم إذا تعرفنا على كل منهم.
حيث يشير تأخر الكلام إلى:
- وضع يكون فيه الأطفال غير قادرين على التحدث وإخراج أي صوت مما يتناسب مع فئته العمرية.
أما تأخر اللغة يعني:
- تأخر في إمكانية الحصول على المكونات اللفظية للغة الصحيحة.
وعادة ما يهتم الآباء بمعرفة أسباب التأخر اللغوي عند الطفل حيث يفتقر مهارات اللغة التي تناسب سنه سواء بالتحدث بها أو فهمها على الرغْم من إصداره للصوت والكلمات.
وذلك نظرًا لصعوبة التعرف على السبب بعكس تأخر الكلام الذي تظهر مسبباته بشكل واضح.
الرابط بين تطور اللعب وتأخر اللغة
أشارت إحدى المتخصصين في علاج تأخر النطق واللغة عند الأطفال إلى عَلاقة بعض أنواع الألعاب مساهمتها في علاج الطفل وتحسين اللغة لديه، وذلك يكون بعد التأكد من أسباب التأخر اللغوي عند الطفل وإمكانية الاستعانة بتلك الألعاب:
- أولًا استخدام الألعاب الاستكشافية التي تعتمد على استكشاف الطفل للألعاب بالطريقة التي تناسبه، سواء كان ذلك عن طريق الفم أو باللمس أو الضغط على أزرارها وملاحظة حركاتها.
- بعد ذلك ننقل الطفل إلى فكرة اللعب الوظيفي ذو الأهداف الواضحة، حيث يتم استخدام الألعاب بشكل هادف وتأدية دورها بشكل صحيح كمتابعته لسير السيارة على الأرض.
- يليه مرحلة اللعب التخيلي ويعتمد فيها الطفل على خياله الواسع بتخيل الألعاب وهي تقوم بالوظيفة الحقيقية لها.
- حتى نصل إلى المرحلة الأخيرة وهي مشاركة الطفل ألعابه مع أطفال آخرين، ويسمى باللعب التشاركي حيث يندمج معهم ويقوم بتقليد حركاتهم واكتساب بعض مهارات اللغة بالتعامل معهم.
يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن: ما هي أهم النواقل العصبية في الدماغ؟ وما وظيفتها؟
مظاهر التأخر اللغوي عند الطفل
لا بد من ملاحظة مجموعة من الأعراض قبل البحث عن أسباب التأخر اللغوي عند الطفل، مع مراعاة أن نسبة تأخر اللغة لدى الأطفال الذكور تكون أعلى من الأطفال الإناث.
ولكن يفضل الكثير من الآباء أخذ خطوات في وقت مبكر.
ولا يمكن إنكار أهمية التدخل المبكر في هذه المشكلة من قِبل المتخصصين للبحث عن الأسباب وطرق العلاج المناسبة.
حيث إن السن المناسب للذكور يبدأ من سنتين ونصف أما بالنسبة للإناث يبدأ من عمر عامين.
وأول ما يتم ملاحظته على الطفل عدم تطور قدراته اللغوية خلال الوقت مزامنةً مع الجدول الزمني المناسب للتطور.
التأخر اللغوي الطبيعي
هناك بعض المؤشرات التي يقلق الأبوين منها تجاه أطفالهم ويعتقدون أنهم يعانون من اضطراب لُغَوي، ولكن في الحقيقة أن تلك المؤشرات طبيعية لا تستدعي القلق.
مثل نظرية كسل الطفل أو شقاوته، حيث نلاحظ في بعض الأطفال عدم فهم الكلام أو القدرة على النطق بشكل صحيح.
لا سيما في وجود أمور في البيئة تشتت انتباههم، بالإضافة إلى مواجهة صعوبات في الاستجابة للأسئلة باستخدام صياغات مناسبة، وهو ما يعتبره الوالدان شكل من أشكال الاضطراب اللغوي.
وهنا يمكن تعريف اللغة بأنها الأداة التي يستخدمها الطفل للتعبير عن المشاعر والانفعالات، ومع ظهور أعراض غير طبيعية لا يمكن تجاهلها.
أما بالحديث عن نظرية الاجتياز التلقائي فيمكن القول أنه يمثل الأسباب الأكثر زيارة لطبيب الأطفال لتشخيص الطفل، ولكنهم يتلقون نصيحة بأنه لا داعي للقلق لأن الطفل سيستطيع اجتياز تلك المشكلة دون مساعدة.
علاج التأخر اللغوي
يبدأ طبيب الأطفال بمجرد تشخيص وجود اضطراب لُغَوي بإجراء بعض الجلسات للتعرف على أهم أسباب التأخر اللغوي عند الطفل الذي يقوم بعلاجه لوضع خُطَّة علاج مناسبة لحالته وللأسباب التي تم حصرها، والتي عادة تتم بالخطوات التالية:
- يبدأ الأمر من المنزل بمحاولتهم في التحدث مع الطفل منذ بداية السنوات الأولى.
- التحكم في عدد ساعات ترك الطفل أمام الشاشات خاصةً الأقل من سنتين.
- التحدث مع الطفل بلغة واحدة لعدم تشتيته.
- القيام بمشاركة الطفل للأنشطة الاجتماعية.
- اللعب مع الطفل وقص الحكايات المناسبة لسنه.
- إرساله لدور الحضانة لتنمية مهاراته اللغوية عن طريق تحدثه مع الأطفال في سنه.
- استخدام التحفيز الإيجابي وتعزيز ثقته بنفسه.
- الاعتماد على جلسات التخاطب مع متخصصين لتحسين قدرته اللغوية.
وفي النهاية يجدر الإشارة أنه لا يمكن الاعتماد على أفراد الأسرة في التشخيص وتأكيد أسباب التأخر اللغوي عند الطفل لمجرد مقارنته مع غيره من الأطفال في نفس عمره، وبالرغم من أن الاكتشاف المبكر للاضطراب له تأثير إيجابي في فترة العلاج إلا أن الشك المبالغ فيه والتركيز مع الطفل بشكل كبير قد يؤثر بالسلب على الأبوين، وهنا يُنصح بالتوجه إلى طبيب أطفال مختص للاطمئنان.
One Reply on “أسباب التأخر اللغوي عند الطفل”
Comments are closed.