Lodaer Img

تعلق الطفل الزائد بالام

تعلق الطفل الزائد بالام

على الرغم من أن تعلق الطفل الزائد بالام يعود بالفائدة لكلا منهما، إلا أنه قد يحدث انزعاج للأم بسبب تعلق طفلها الشديد بها، مما يُعرض الأم لإجهاد، ويُعيقها عن أداء باقي المهام اليومية كرعاية إخوته، غير أنه من الممكن أن يسبب مشكلة كبيرة في شخصية الطفل نظرًا لاعتماده الكلي على أمه، ووفقًا للعديد من الدراسات فإن بداية تعلق الطفل بأمه تبدأ منذ لحظات عمره الأولى، وبذلك تتشكل البنية الاجتماعية والنفسية لديه، وكذلك تعامله مع الآخرين عندما يكبر، كما يساهم ترابط الأم مع طفلها في إفراز مواد كيميائية وهرمونات في دماغ الطفل وهي التي تحفز من سرعة نمو الدماغ، وأيضًا تعمل على تنظيم المشاعر والأفعال.

تعلق الطفل الزائد بالام

يتشكل ترابط الأم بطفلها أكثر عند استجابتها لاحتياجاته سواء كانت بالحنان أو بالعاطفة، خصوصًا إذا كان الطفل مريض أو حزين.

ويقوى الترابط حينما تهتم الأم بعناية طفلها تحديدًا خلال مرحلة الرضاعة، والتي تعتبر أول فترة لتعلق الطفل بوالدته، وهذا يساعد خلايا الدماغ المهمة عند الطفل على التعلم.

ويلزم التأكيد بأن الطفل حينما يعتمد على أبويه في تلبية ما يحتاج، يساعد ذلك على نمو الثقة  ويبث فيه الأمان لاكتشاف العالم، ويزيد من ثقته بالأفراد ممن حوله.

ما هو سبب تعلق الطفل الشديد بأمه؟

الكثير من الأهل يقلقون بسبب تعلق الطفل بهم، خاصةً عند رؤية الطفل يبكي إذا خرجت والدته من الغرفة، حتى ولو اختفت عن نظره، ولكن ما أسباب تعلقه هذا؟ وكيف يمكن حلها؟

سبب تعلق الطفل الزائد بالام يرجع إلى عدم إدراكه الأشياء من حوله لصغر سنه>

لذلك اختفاء الأم يمثل له كابوس مخيف، كأنها ذهبت ولن تعود، وبالتأكيد يعتبر تهديد لحياة الطفل.

وفي بعض الأحيان تضطر الأم للخروج وتطلب من زوجها أو أي شخص في المنزل الجلوس مع الطفل لحين أن تعود، وتخرج دون أن يراها الطفل، هل هذا التصرف يؤثر على الطفل؟

بالطبع نعم، ترك الطفل خطأ كبير ويسبب له فقدان الثقة بأمه (أمي كانت معي وأنا ألعب، لكني لم أعد أراها، ماما تختفي فجأة، لذلك سأبقى معها ولن تغيب عن عيني)

ومن ثم يبدأ الطفل بملاحقة أمه في أي مكان، ولو اختفت من أمامه سيصرخ لبعض الوقت رعبًا من تركها له مدة طويلة كما فعلت في السابق.

ما هو الحل لتعلق الطفل الزائد بالام؟

هناك بعض الخطوات التي ينبغي اتباعها لحل تلك المشكلة، وهي كما يلي:

  1. أخبري طفلك بكل شيء قبل أن تفعليه “صغيري أنا ذاهبة للمطبخ لطهي الطعام، دقيقة وسأعود”.
  2. إذا أخذتي طفلك لمكان ما لتتركيه مع أحد حتى تعودين، فأخبريه أنكِ ستغيبين لبعض الوقت ومن ثم تعودين.
  3. حاولي جاهدة مساعدة ابنك على معرفة معنى الاختفاء وكذلك العودة.
  4. واحرصي على منحه الثقة التامة بأنكِ مهما غبتِ فسترجعين إليه.

يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن: اضطراب الانتباه وفرط الحركة

تعلق الابن بامه بشكل مرضى ماذا يسمى؟

تعلق الطفل بأمه قد يتسبب في أضرار نفسية وسلبية للطفل عندما يكبر.

وقد أضاف أحد أخصائيين الطب النفسي أن هذه المشكلة أسطورة إغريقية تسمى “أدويب”.

وهذه العقدة متمثلة في شدة تعلق الأطفال الذكور بأمهاتهم بسبب تدليلهم المفرط.

ونتيجة لذلك يشعر الطفل بفقدان رغبته في تقبل أي سيدات غير والدته، وبناءً على ذلك يرفض دخول أي امرأة إلى حياته الخاصة.

وهذه العقدة الناتجة عن تعلق الطفل الزائد بالام تؤثر بالسلب على حياته الاجتماعية والنفسية مثل:

  • في حال رفض أمه أي أمر يخصه، فيصاب بالإحباط.
  • يخفق في علاقته الجنسية بالنساء.
  • يكون أكثر عزلة إذا تركته أمه.

متى يبدأ تعلق الطفل بأمه

تعلق الطفل الرضيع بأمه فطرة طبيعية غرزها الله “عز وجل” فيه بداية من كونه جنين في بطن أمه، وتتطور بشكل ملحوظ فور ولادته.

وتعتبر الأم هي مصدر الراحة والأمان والعطف عند الطفل.

وعلى المستوى العلمي، فإن بداية تعلق الطفل بأمه يكون في أول سنة من عمره كما أشارت بعض الدراسات النفسية كما يلي:

1/ نظرية التعلق العاطفي لكلًا من “جون بولبي” و “ماري إينسوورث”:

  • والتي وضحت أن العلاقة والتقارب الجيد بين الأم وطفلها خلال أول سنة من عمره هي التي تشكل لديه البنية الاجتماعية والنفسية، ومسار تعامله مع الغير.
  • مُشيرين أن ذلك التعلق بيولوجيًا في جميع المخلوقات الحية، بينما تعلق الطفل الزائد بالام يؤثر على كيانه.

2/ النظرية البريطانية:

  • أثبتت الدراسات الأمريكية في جامعة “فيرجينيا” أن بُعد الطفل عن والدته ليومٍ واحد خلال أسبوع، يُولد عند الطفل الشعور بالخوف والتوتر، وفقدان الأمان، ويسبب توترًا جلي بينه وبين الأم وفقًا لانطباع 43% من أطفال المدارس.

حل مشكلة تعلق الطفل بالام الحامل

تواجه العديد من الأمهات ضغوطات نفسية ثقيلة من رعاية حملها والاهتمام بزوجها، والعناية بمنزلها، ويقع على عاتقها الملاحظة لطفلها الأول ومحاولة الحفاظ على صحته وتوازنه ونفسيته.

لذا سنعرض بعض الخطوات الهامة للمساعدة في تربية الطفل الأول وعدم شعوره بالإهمال وتتمثل في الآتي:

  • إحضار مربية أطفال ترعاه لمدة ساعتين أو ثلاثة في اليوم أو الاستعانة بأحد أفراد الأسرة أو المقربين.
  • طلب المساعدة من أفراد العائلة لأخذ الطفل في حديقة عامة أو نُزهة مما يوفر فترات راحة للآباء، وفي الوقت نفسه يخفف من تعلق الطفل الزائد بالام.
  • تشجيع الطفل على اللعب وحده من فترة لأخرى.
  • قراءة بعض القصص للطفل حيث يخلق جو من المحبة والاستقرار بينه وبين والديه.
  • مشاركة الطفل في استقبال المولود الجديد مما يساهم بشكل كبير في محبته وتحمسه لرؤيته واللعب معه.
  • طلب المساعدة من الزوج في أعمال المنزل ليخفف من زيادة الحمل على زوجته.

وبذلك لن يشعر الطفل بأي تغيير ملموس من معاملة أسرته، وسيوفر للأم فترات أطول من الراحة، ويبعد عنها الأرق والضغط العصبي والنفسي.

يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن: ما هي علامات التوحد عند الاطفال

كيف أتعامل مع الطفل المتعلق بأمه؟

تعلق الطفل بوالدته وملاصقته لها أمر ضروري في بعض المراحل العمرية، حيث أنه يعبر عن احتياجاته كالطعام، والنمو الطبيعي لعواطفه بالمحبة والحنان.

ومع بلوغ الطفل شهره التاسع، يبدأ إدراكه بوجود آخرون في حياته، لذلك ينبغي عليه أن يتعرف عليهم.

ولتجنب تعلق الطفل الزائد بالام يجب على الأم اتباع الخطوات التالية:

  • إشباع الطفل بالحب ليشعر بالأمان.
  • اصطحبي ابنك معك في أثناء خروجك ليتأقلم مع الآخرين.
  • لا يكون رد فعلك عنيف مع صراخه وبكائه، فقط تعاملي معه بهدوء وصبر.
  • لا تتركيه بمفرده يلعب وتخرجي دون أن يراكِ كي لا تشعريه بفقدان الأمان.
  • لا تعاقبيه على تعلقه الزائد بكِ، بل استمعي له، فهكذا يشعر بالأمان.
  • شجعيه على تكوين صداقات مع زملائه أو أقاربه.
  • حفزيه على القيام بالأنشطة المناسبة لسنه والمفضلة عنده.
  • إذا كان سبب تعلقه الزائد بكِ بسبب التدليل الزائد، فلا تُلبي أي شيء يطلبه بعد الآن حتى ولو ادعى المرض وبكى، ولكن افعلي ذلك بحرص.
  • لا بأس من القلق والخوف عليه، ولكن دون إظهار ذلك أمامه حتى نبتعد عن أمر تعلق الطفل الزائد بالام، اتركيه يكتشف العالم حوله، ومن هنا ثقته في نفسه ستزيد.

كيف أتعامل مع الطفل كثير الحركة ولا يسمع الكلام؟

كثير من الأحيان نرى أمهات تشتكي من طفلها بسبب أنه ثرثار “يتحدث كثيرًا”، بالأخص إذا تقدم المدرسين بشكوى عليه في المدرسة.

وهذا ما يدفعهم للتساؤل عن ما الصحيح فعله للتعامل مع الطفل؟ إليكِ الحل أيتها الأم:

1/ وضع حدود للطفل

  • علمي الطفل أنه ليس جيدًا له أن يحكي كل ما يخصه للناس، بلغيه أن له مساحة خاصة لا يقولها لأحد.
  • ومن الممكن محاولة الاتفاق معه على وضع إشارات تقومين بها إذا فعل أمرًا خاطئ لكي يتوقف.
  • وبعد ذلك سيتعلم من نفسه التفرقة بين ما يمكن قوله وما لا يمكن قوله دون اللجوء لأمه، مما يساعد في التقليل من تعلق الطفل الزائد بالام.

2/ عدم وصف الطفل بالثرثار

  • أظهري له مدى اهتمامك لكل ما يقوله، ولا تصفيه بأنه ثرثار من حينٍ لآخر حتى لا يؤثر ذلك على ثقته بنفسه.

3/ امنحي الطفل الوقت الكافي ليتكلم

اتركي طفلك يعبر عن رأيه تمامًا، ابقي عينك في عينه وأجري معه المحادثة للنهاية.

ففي بعض الحالات قد يكون طفلك مصاب بمرض، على سبيل المثال:

  • اضطراب فرط الحركة.
  • متلازمة اسبرجر.
  • قلة الانتباه …… إلى آخره.

ويفضل مراجعة الطبيب للتشخيص المبكر وسرعة العلاج.

تعلق الطفل بالام وقت النوم

في المثل الشعبي “لكل طفل كتف يريحه”، ولا كتف مريح غير الأم، وبالطبع يشير ذلك المثل إلى مدى تعلق الأم بطفلها.

ونوم الطفل بجانب أمه له عدة فوائد، منها:

  • يساعد الطفل في النوم المتواصل.
  • الترابط العاطفي وتعلق الطفل الزائد بالام ولكن إن زاد عن الطبيعي، تعتبر حالة مرضية.
  • سهولة رضاعة الطفل حتى عامين، من ثم ينعزل في غرفته بمفرده.
  • يقلل من تعرضه للإجهاد، كما أوضحت آخر الدراسات.
  • شعور الطفل براحة واطمئنان ومزيد من الشعور بالأمان.

يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن: أسباب الاكتئاب النفسي

أضرار نوم الطفل بجوار أمه

إن نوم الطفل بجوار أمه بعد سن العامين قد يتسبب في حدوث ما يلي:

  • نومه بجوار أمه لا يوفر له الراحة كما الراحة التي يوفرها سريره المصمم.
  • يصاب بأعراض الشخصية الضعيفة مقارنة بالأطفال المستقلين بمفردهم في غرفهم الخاصة.
  • يصبح الطفل مرتبط بأمه بطريقة مرضية.
  • صعوبة النوم إذا غابت الأم عنه لسبب ما مثل سفرها أو مرضها.

لماذا يتعلق الطفل بالأم عند النوم؟

تعلق الطفل بالأم عند النوم له عدة أسباب مثل:

  • قد يكون لأنه الطفل الوحيد لها.
  • أو رغبة الأم في عدم مفارقتها لطفلها خوفًا عليه.

حل مشكلة تعلق الطفل بأمه أثناء النوم

يمكن حل تلك المشكلة باتباع الخطوات التالية:

  1. وضع الألعاب المفضلة حول الطفل ليشعر بالهدوء في نفسه.
  2. إذا بكى الطفل واستيقظ ليلًا، احمليه إلى فراشه وليس سريرك لكي تتجنبي مشكلة تعلق الطفل الزائد بالام.
  3. لا تتركي طفلك بمفرده في فترة المرض لأنه يحتاجك في تلك المدّة أكثر من غيرها، لذا ابقي بجواره.
  4. وضع بطانية يحبها الطفل، حيث إن معظم الأطفال متعلقين بالبطانية التي تم لفهم فيها بعد ولادتهم مباشرة، ولذلك يفضل إحضارها للطفل لكي يستطيع النوم.
  5. تحاول الأم أن تمهد له أنها ستتركه، من خلال قراءة بعض القصص في وقت النهار والتي تتحدث عن حب الأطفال النوم في أسرّتهم.

ولا يفوتنا أن ننوه على الأم أنه يلزم عليها تقبل الطفل بنقاط القوة والضعف لديه، والانتباه إلى ما يحتاج له الطفل في نهاية الأمر وهو شعوره الدائم بالاعتماد عليكِ في أغلب الأوقات، لذا ينبغي منكِ إحاطة الطفل بمشاعرك وباهتمامك باستمرار، ولا يتم المعاقبة على تعلق الطفل الزائد بالام بعد انتهاء مرحلة رضاعته، وفي بداية أول سنة لعمره، بل يجب تشجيعه على الاحتكاك بالجميع ليصبح قادر على التواصل الاجتماعي معهم.

وبصفة عامة فإن الابتعاد عن الطفل وهو في سن صغير نتيجة عمل أو سفر أحد الأبوين، ذلك يجعله في صدمة ويزيد من تعلقه لأمه بمجرد وصولها.

كما أن انعدام وجود الأبُ بسبب انفصاله عن الزوجة أو قلة تواصله مع طفله أو عصبيته على الطفل، تلك الأسباب أحيانًا هي التي تجعل الطفل يلجأ إلى أمه كثيرًا.

Comments are closed.